الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٠٧ - الأربعاء ٢٠ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٣٠ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

مصارحات


تعدّدت الطَعنات والغدرُ واحد..





يكفي المرء أن يتابع أخبار يوم أمس، ليعلم حجم المعاناة التي تعيشها أمّتنا من المحيط إلى الخليج.

وكالة فارس للأنباء شبه الرسمية، القريبة جداً من الحرس الثوري الإيراني، أعلنت يوم أمس قيام إيران وروسيا والصين بمناورة عسكرية مشتركة قوامها ٩٠ ألف جندي، ستنفّذ على الأراضي السورية بعد شهر من الآن!! جاء ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه روسيا توجّه سفينة الإنزال الكبيرة «كالينيغراد» إلى ميناء طرطوس وعلى متنها مشاة البحرية الروسية. قرأنا تلك الأخبار ونحن نتابع بالطبع عمليات القتل وهتك الأعراض المتواصلة في سوريا!

لم نكد ننتهي من قراءة ذلك الخبر، إلاّ والأخبار تأتينا من اليمن، حيث المجاعة تهدد أكثر من نصف مليون يمني، من لحمنا ودمنا، بسبب طغمة فاسدة، تريد أن تعاقب الشّعب لأنّه لفظها! أطفال وشيوخ مهدّدون في حياتهم، ودولنا مازالت تستمتع بالفرجة!

طامّة أخرى تأتينا من غزّة المحاصرة، حيث الصواريخ الصهيونية تستغل انشغال العرب بالانتخابات المصرية، ليواصلوا قتل واستهداف المدنيين هناك!

هذا في جانب، والمذابح التي يتعرّض لها المسلمون في ولاية راكان في ميانمار (بورما) أمر آخر، حيث تتم تصفيتهم بصورة بشعة، تُبكي وتستنطق الحجر، ولكنّها لا تحرّك ساكناً في أمّة تعودت الفرجة والصراخ داخل الغرف المغلقة!

لقد زادت السّهام رميا، حتى أثخنتنا الجراح، وضاعت منّا كل وسائل النّصرة، حتى بات اللئام ينبشون في أجساد أمتنا، أمام أنظمة توزّعت أدوارها بين الصمت والتواطؤ، وعلماء رَكنوا الى الخذلان والدّعة، وشعوب خانعة مستسلمة تنتظر أن تؤكل كما أُكل الثور الأبيض، ومشاعر بليدة يعيشها الجميع، تشاهد تلك المجازر والمجاعات على شاشات التلفاز، ثم تقلب المحطّة حتى لا تفسد شهيّتها!

لقد زادت في أمتنا المواجع والفواجع، حتى أصبح باطن الأرض خيرا لنا من ظهرها!

برودكاست: يا تُرى، هل شبعت الإدارة الأمريكية من التنازلات أم مازالت تقول: هل من مزيد؟!

ويا تُرى، إلى أيّ مدى الدولة مستعدّة لتقديم سيادتها وحقوق مواطنيها ككبش فداء لإرضاء الشرق والغرب؟!

كنّا نقرأ عن «طعام حتى الإشباع»، لكنّنا بالتأكيد لم نسمع يوماً ما، عن تنازلات حتى سقوط الدولة!



.

نسخة للطباعة

الشرر المنذر بالخطر!

ليسمح لي السادة الأفاضل القائمون على غرفة تجارة وصناعة البحرين أن أكون شديد الصراحة معهم بعيدا عن كل المقدم... [المزيد]

الأعداد السابقة