الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥١٠ - السبت ٢٣ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٣ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الثقافي

قالوا: "المقاطعة هي الحل"

مثقفون وكتاب مصريون يعتبرون فوز "مرسي أو شفيق" صدمة





مازال "زلزال الانتخابات" ونتائجها يرجان المجتمع المصري في عنف، وكانت "صدمة النتيجة" ـ بحسب رؤية البعض ـ كبيرة وقد توازي زلزالاً شديد العنف محق "مكتسبات" الثورة. أسفرت الانتخابات التي شارك فيها البعض، و"أحجم" عنها البعض الآخر، عن ترشح مرشح الإخوان د. محمد مرسي، والفريق أحمد شفيق إلى مرحلة الإعادة، وهنا تكمن "الصدمة" بحسب رؤية الروائي "فؤاد قنديل". هي صدمة للشارع الذي خرج في الثورة بصفة عامة، ولثوار ٢٥ يناير خاصة، لأنهم لا يثقون في قدرة أي من الرجلين على تحقيق مطالب الثورة، أو استعداد أحدهما ليكون رجل "المرحلة الانتقالية". الشارع المصري حائر ومنقسم بين الرجلين، فيما يدعو قسم منه إلى مقاطعة انتخابات "الإعادة"، معتبراً أن الثورة قد "سرقت"، وهو أمر يثير بلبلة وأسئلة قد تبقى بلا إجابة.

محمد مرسي وأحمد شفيق هل يستطيع أحدهما العبور بالمصريين إلى "بر ثوري"، وماذا تخبئ الأيام القليلة القادمة من مفاجآت للمصريين؟

لمن ستكون الغلبة، ومن سيحمل أحلام مصر وشعبها بالعيش بحرية وكرامة وديمقراطية وعدالة؟

يؤكد الروائي "فؤاد قنديل"، أن ما حصل عليه الشعب فعلاً هو صدمة، ويقول: "صدمة لأن د. محمد مرسي يمثل استبداد الدين، فيما يمثل الفريق أحمد شفيق استبداد الدولة". ويضيف: "كان الشعب المصري يطمح إلى أن تحدث الثورة نقلة نوعية تعيد لحياته الحيوية التي فقدها بسبب المعاناة الطويلة من الاستبداد، وكان يحلم بقهر الطغيان والفساد والمحسوبية، لكن نتيجة الانتخابات جاءت صدمة".

ويضيف: إن الناس دخلوا الانتخابات بوجهتي نظر مختلفتين، فمن أراد منهم التخلص من الإخوان أعطى صوته لـ"شفيق"، ومن أراد التخلص من طغيان المرحلة السابقة أعطى صوته للإخوان.

ويعتبر قنديل فوز الرجلين "مفارقة" وضعت مصر وشعبها أمام مشكلة "عويصة"، وخيار صعب بين شخصين كلاهما لا يناسب المرحلة.

ولهذه الأسباب يعتقد قنديل أن يتراجع عدد الناخبين إلى أقل مما كان عليه في الجولة الأولى، وأن كثيرين صوتوا لأنهم أدركوا أن لا مصلحة لهم في الاختيار بين الرجلين، وبالتالي فإن تحملهم "عناء الذهاب لصناديق الانتخاب"، والمشاركة في الاختيار القسري بين رجلين لا يرضون عنهما، لن يبلغ الحال الذي بلغته نسبة التصويت في الجولة الأولى.

ويرى قنديل أن من يتوجهون إلى صناديق الاقتراع هم أنصار الاتجاهين، لكن الشعب لن يقبل على الانتخابات لأن الوضع "مستفز وصادم" معاً.

وسخر قنديل من القول ان د. محمد مرسي وجماعة الإخوان، بعد الفرحة العارمة التي فرحوها لما سموه "النصر المؤزر"، سينسحبون لـ"حمدين صباحي"، لأن شهيتهم مازالت مفتوحة لمزيد من المناصب، بل لن يتخلوا عن أهم منصب في الدولة لأن هذا شيء غير منطقي بالمرة.

ويضيف أن "حمدين صباحي" رفض أن يكون نائباً للدكتور محمد مرسي، وان جماعة الاخوان تقدم حزمة وعود معظمها حسب ظني "كاذب".

نتيجة الثورة

من جهته يؤكد الشاعر شعبان يوسف أن نتيجة الانتخابات لم تكن "نتيجة الثورة"، وأن محصلاتها سلبية لأنها لا تمثل روح ثورة ٢٥ يناير. إن هذه النتيجة لم تكن في حسبان الكثيرين، لم يكن الناس يتوقعون الوقوع بين "كماشة" الحكم الديني أو الحكم العسكري.

ويضيف شعبان: ان شفيقا "صورة" من صور حسني مبارك، وأن مرسيا "صورة" من صور الإسلام السياسي المتطرف. ويصف شعبان "الدعوة إلى المقاطعة" بأنها "شرعية وإيجابية"، وستؤثر هذه المقاطعة في الناخبين والمنتخبين على السواء، وأن الطرفين حتماً سيستفيدان منها.

ويقول: "أنا شخصيا من المقاطعين، ومع من يروجون ويسوقون لفكرة المقاطعة، لأني لست مقتنعاً بهذا أو ذاك. لقد ذهبنا وانتخبنا بديمقراطية من ثلاثة عشر مرشحا، لكن الآن هناك اثنين، احدهما من الإخوان، والثاني من الذين دعموا التحالف مع السلطة، والخياران كلاهما مر، لذا فإن الدعوة للمقاطعة مشروعة".

ويوافق شعبان التفكير الروائي بهاء طاهر فيقول: "أنا من دعاة مقاطعة انتخابات الإعادة".

أما الفنان التشكيلي د. أحمد نوار فيصف النتيجة بأنها "سيئة"، وجاءت عكس توقعاته وضرورة اختيار مرشحين مناسبين للمرحلة الانتقالية.

ويؤكد أنه كان يرى إمكانية أن يكون المرشحون من الأسماء الجديدة، أشخاص قادرون على تحمل المسئولية الكبرى في الفترة المستقبلية، لأن مصر تحتاج فيها إلى رئيس قوي ومناضل، وله تاريخ سياسي، وقدرات فكرية وذهنية وصحية، تمكنه من تحمل المسئوليات الكبيرة.. ويقول: "هي مسئوليات جسام بعد الانهيار الذي وصلنا إليه، من عدم توافر الأمن وتوقف الحياة في التعليم والثقافة، وأشياء كثيرة جدا".

ويختلف التشكيلي نوار مع سابقيه في الدعوة إلى مقاطعة انتخابات الإعادة، ويصفها بأنها "سلبية كبرى"، ويقول: "إذا لم نحسن الاختيار في المرحلة الأولى فحصلنا على نتائج ما كنا نتوقعها، فإن علينا اختيار الأفضل".

ويضيف: "لا يمكن لأحد الاثنين الانحراف عن مسار الثورة التي جاءت بأهداف محددة، وهذه مسئولية كبرى، وهناك نوع من الالتزام الأخلاقي على من يفوز أن يسعى لتنفيذ أهداف الثورة، وتحقيق نهضة حقيقية، وإلا فإن الشعب الذي أصبح متيقظاً وفي حالة انتفاضة وثورة مستمرتين، لن يترك الرئيس القادم يصنع ما يشاء من دون حساب".

ويعزو التشكيلي عزالدين نجيب النتيجة المحبطة إلى التعبئة التي وصفها بـ"المريبة" والتي مارستها قوى النظام القديم، وإلى الشحن الزائد الذي قام به الإخوان، وحزب الحرية والعدالة، واستخدام "الرشا" بكل أشكالها، إضافة إلى تشتت أصوات المرشحين المدنيين الذين لم يتفقوا على مرشح واحد.

ويدعو عزالدين إلى الاتفاق على "وثيقة عهد" تحدد للجماهير التصويت لمن يتبنى الوثيقة بصدق أكثر من غيره من المرشحين، أما في حال رفض المرشحين هذه الوثيقة، فهو يرى أن المقاطعة هي "الحل".



.

نسخة للطباعة

روسيا حين تخسر العرب!

لعل من المتعارف عليه في الدوائر السياسية أن روسيا اليوم لا ينبغي أن تمثل الاتحاد السوفيتي السابق، والمقصود ... [المزيد]

الأعداد السابقة