الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥١٦ - الجمعة ٢٩ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٨ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية


خبراء يحذرون من أن السياسة الأمريكية في اليمن تركز فقط على مكافحة الإرهاب





واشنطن - (ا ف ب): حذر خبراء في السياسة الخارجية الامريكية الرئيس باراك اوباما من ان سياسته المتبعة في اليمن والتي تقوم على شن غارات من طائرات بدون طيار ضد اهداف ارهابية لا يمكن الاستمرار بها وقد تضرّ بأمن الولايات المتحدة على المدى الطويل.

وفي رسالة مثيرة للجدل حول سياسة الولايات المتحدة في اليمن ضمن حملتها ضد تنظيم القاعدة، قال خبراء يوم الاربعاء ان اليمنيين يعتبرون ان الولايات المتحدة مهتمة فقط بشنّ عمليات شرسة ضد الارهاب، الا ان الادارة الامريكية ردت بأنها اعلنت مؤخرا زيادة بقيمة مليوني دولار في المساعدات الى اليمن، وشدد على ان المقاربة «متوازنة».

وجاء في الرسالة التي وقعها ٢٧ خبيرا برعاية مجلس الاطلسي والمشروع من اجل الديمقراطية في الشرق الاوسط «برأينا ان الاستراتيجية الامريكية الحالية تهدد اهدافنا للأمن القومي على المدى الطويل». واضاف الخبراء ان استراتيجية تركز على الشؤون الاقتصادية والسياسية ستخدم الاستقرار في اليمن والمصالح الامريكية «افضل من التركيز بشكل كبير على جهود مكافحة الارهاب والتدخل العسكري المباشر». وتابعوا «اننا نتقبل ان تتخذ الولايات المتحدة اجراءات ضد الذين يخططون لاعتداءات ضد مواطنيها عند توافر معلومات استخباراتية مسبقة ومحددة».

واضافوا: «الا ان القضاء على اعضاء في مجموعات ناشطة من خلال غارات محددة الاهداف ليس حلا قابلا للاستمرار ولا يعالج الاسباب التي جعلت هذه القوى تجد ارضا خصبة في اليمن». ولعبت واشنطن دورا اساسيا في العملية الانتقالية التي تنحّى بموجبها الرئيس اليمن السابق علي عبدالله صالح وتولى السلطة نائبه عبد ربه منصور هادي.

وكان اليمن معقل تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، مكان انطلاق عدة مخططات تم احباطها ضد اهداف امريكية من بينها محاولة لاسقاط طائرة امريكية فوق ديترويت يوم عيد الميلاد في عام ٢٠٠٩.

وصرح وزير خارجية اليمن ابو بكر القربي في دبي بان حكومة صنعاء طلبت في بعض الحالات استهداف قادة من القاعدة بضربات الطائرات بدون طيار.

وكان اوباما اعرب خلال قمة للحلف الأطلسي في شيكاغو في مايو الماضي عن «قلقه» ازاء القاعدة في اليمن بعد تفجير انتحاري لاحد عناصرها ادى الى مقتل مئة جندي يمني، الا ان الخبراء دعوا اوباما الى الانتقال من «تركيز محدود» على مكافحة الارهاب الى اعطاء الاولوية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

وكتب الخبراء في الرسالة «لا بد ان يعلم الشعب اليمني ان بلاده تعني اكثر من مجرد ساحة حرب بديلة».

ولكن معاوني اوباما شددوا على ان الاستراتيجية الحالية التي ركزت عليها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون خلال زيارة لصنعاء العام الماضي واسعة الافق ومتوازنة.

وشددت ايرن بيلتون المتحدثة باسم مجلس الامن القومي على ان الادارة تواجه تحديات اقتصادية وانسانية وامنية «خطيرة».

وقالت بيلتون «لقد دعمنا المرحلة الانتقالية في اليمن على الرغم من التحذيرات من ان القيام بذلك سيزعزع التعاون ضد الارهاب». واضافت «لقد شجعنا ودعمنا الاصلاحات الاقتصادية في اليمن والتي ستضع البلاد على طريق افضل». وتابعت «لقد كنا في مقدمة الجهود من اجل المساعدة على الاصلاح في اليمن واعادة هيكلة الجيش، كما زدنا مساعدتنا الانسانية والاقتصادية بشكل ملحوظ هذا العام».

ومن المقرر ان تقدم الولايات المتحدة مساعدة بقيمة ١٧٠ مليون دولار هذا العام الى اليمن في زيادة واضحة عن تلك التي قدمتها العام الماضي وبلغت ١٠٦ ملايين دولار. اما راجيف شاه المسؤول في الوكالة الامريكية للتنمية الدولية «يو اس ايد» فقال خلال زيارة لزنجبار (جنوب) حيث استعادت القوات الحكومية مؤخرا السيطرة على معاقل للقاعدة ان ٥٢ مليون دولار من هذه المساعدة ستخصص لمشاريع انسانية سريعة.

ويقول المسؤولون ان المساعدة لن تعطي ثمارا ما لم يتم طرد الناشطين اولا ضمن سياسة «واضحة تقوم على التنظيف والسيطرة ومن ثم البناء». الا انهم اقرّوا ضمنا بان هناك شعورا لدى اليمنيين بان الولايات المتحدة تعطي الاولولية لمكافحة الارهاب.

كما اقروا بان الظروف في اليمن معقدة وغير مستقرة الى حد انه من الصعب جدا التوصل الى توازن سليم بسبب الاحداث غير المتوقعة. ويشكل اليمن منذ زمن مصدر قلق امني للولايات المتحدة حتى قبل الهجوم الانتحاري للقاعدة في اكتوبر ٢٠٠٠ ضد المدمرة الامريكية «يو اس اس كول» في مرفأ عدن مما ادى الى مقتل ١٧ عسكريا امريكيا.

وفي العام الماضي، قتلت غارة جوية امريكية الامام المتشدد الامريكي الاصل انور العولقي والمرتبط بتنظيم القاعدة، والذي تشتبه واشنطن في وقوفه وراء التخطيط للعديد من الاعتداءات ضد الولايات المتحدة.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة