الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥١٦ - الجمعة ٢٩ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٨ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية

المعارضة السورية ترفض المشاركة في حكومة مع الأسد

عشية اجتماع جنيف ٩١ قتيلا مع اتساع رقعة العنف





دمشق - الوكالات: رفض مكونان رئيسيان في المعارضة السورية الخميس المشاركة في اي حكومة في ظل بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، وذلك غداة اقتراح المبعوث الدولي كوفي عنان تشكيل حكومة انتقالية في سوريا وعشية اجتماع مهم لمجموعة العمل حول سوريا في جنيف.

في هذا الوقت، استمر العنف على أشده في سوريا أمس الخميس وسط تمدد رقعة الاشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين إلى مناطق متعددة تزامنا مع انفجار في وسط العاصمة، وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سقوط ٩١ قتيلا.

وشدد بيان صادر عن المجلس الوطني السوري المعارض على «الثوابت» وأبرزها «لا يقبل المجلس الوطني السوري، ولا يقبل الشعب السوري الثائر، اي حوار او شراكة مع نظام بشار الأسد، ولكنه يقبل التفاوض مع من لم تلوث أيديهم بدماء الشعب السوري من اجل ضمان انتقال سلمي للسلطة إلى الشعب». وأضاف «ليعلم الجميع ان شعبنا لم يخض إحدى أعظم الثورات في العالم، ولم يضح بالآلاف من خيرة أبنائه، من اجل الحصول على حقائب وزارية، او التوصل إلى صفقات او تسويات تحت سقف نظام دموي مجرم». واشار إلى ان الشعب السوري «قاتل وسيقاتل حتى حصوله على كامل حريته وكرامته وسيادته على أرضه»، وحتى «إسقاط نظام القهر والاستبداد بكل رموزه».

واضاف المجلس «لا يوجد سوري واحد مخول بقبول أي خطة تجدد شرعية هذا النظام المتهالك».

وذكر المجلس بان المعارضة كانت وافقت على خطة عنان للحل في سوريا والتي تنص على «وقف ارتكاب النظام لجرائمه في حق السوريين، وسحب آلياته من المدن، واطلاق سراح المعتقلين، وضمان حرية التعبير والتظاهر، ورفع القيود عن الإعلام، وأخيرا البدء بعملية سياسية تفضي إلى قيام نظام ديمقراطي».

وقال البيان إن «النظام السوري لم ينفذ أيا من بنود هذه المبادرة وخصوصا بندها الأول القاضي بوقف قتل المدنيين، وبالتالي فمن العبث وتسويق الأوهام الحديث عن اقتراحات جديدة لتنفيذ البند الأخير في الخطة السداسية».

وانتقدت جماعة الإخوان المسلمين السوريين بدورها انان وقالت في بيان «لم ينجح السيد عنان حتى الآن في إغاثة المنكوبين وتقديم المساعدة للمحتاجين، ولو في شكل زجاجة حليب او عبوة دواء. ويأتي اليوم ليتحدث عن تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم أنصار بشار الأسد واعضاء من المعارضة».

وقال البيان ان عنان يقترح اشراك «عصابات الأسد» في «حكومة وحدة وطنية مستقبلية تشكل مخرجا من الأزمة التي يراها صراعا دوليا أو إقليميا او طائفيا»، بينما هي «في حقيقتها ثورة شعب على الظالمين والمستبدين والفاسدين والمتوحشين». وأكد الإخوان ان «اي حكومة تشكل تحت عنوان الوحدة الوطنية في مناخ القتل والاعتقال والتعذيب، هي نوع من خداع النفس والانخراط في لعبة النظام وفي أحاديثه العبثية عن الإصلاح والانفتاح».

وستكون الأزمة السورية السبت على طاولة اجتماع دولي تشارك فيه الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن للبحث في حل للازمة السورية. وبين الاقتراحات ما نقله دبلوماسيون عن الموفد الدولي الخاص كوفي عنان لجهة تشكيل حكومة انتقالية تضم وزراء من الحكومة الحالية في نظام الرئيس بشار الأسد ووزراء معارضين.

وأعلن المتحدث باسم عنان في بيان الخميس ان لجنة تحضيرية ستلتئم الجمعة في جنيف استعدادا للاجتماع المقرر السبت لمجموعة العمل حول سوريا.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التونسي رفيق عبد السلام الخميس ان «لا اتفاق نهائيا» على اقتراح عنان. وجدد القول إن مصير الرئيس السوري يجب ان يقرره الشعب السوري من خلال حوار وطني. كما اعتبر وزير الخارجية الروسي ان من «الخطأ» استبعاد إيران من مؤتمر جنيف، واتهم الولايات المتحدة باعتماد سياسة «الكيل بمكيالين» بمعارضتها مشاركة طهران في المؤتمر.

ميدانيا، ارتفعت حصيلة أعمال العنف في سوريا الخميس إلى ٩١ قتيلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي اشار إلى عمليات قصف عنيف تطاول مدنا وأحياء سورية مختلفة منذ الصباح مع تمدد رقعة العنف والاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة.

ووقع الخميس انفجاران في مرآب القصر العدلي في وسط دمشق، بينما تم تفكيك عبوة ثالثة لم تنفجر، بحسب ما ذكر الإعلام الرسمي السوري. وأفاد التلفزيون السوري عن وقوع «تفجيرين إرهابيين في مرآب القصر العدلي في منطقة المرجة» في وسط العاصمة تسببا بجرح ثلاثة أشخاص وبأضرار في السيارات، مشيرا إلى ان عبوة ثالثة تم تفكيكها قبل ان تنفجر. واوضح مصدر امني ان الانفجارين ناتجان من «عبوتين مغناطيسيتين وضعتا تحت سيارتي قاضيين»، مشيرا إلى ان المرآب المذكور المكشوف مخصص لقضاة وموظفي قصر العدل.

في الوقت ذاته أعلن مجلس الأمن القومي التركي الخميس ان أنقرة ستتحرك «بعزم» و«في إطار القانون الدولي» في قضية المقاتلة التركية التي أسقطها الجيش السوري. واجتمع المجلس الذي يضم كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين الخميس بعد نحو أسبوع من إسقاط المقاتلة التركية «اف ٤» في شرق المتوسط من جانب الدفاعات الجوية السورية. واوضح المجلس في بيان انه بحث القضية «تفصيليا» خلال اجتماعه وان أنقرة ستتحرك «بعزم مع احتفاظها بكل حقوقها في إطار القانون الدولي في مواجهة هذا العمل العدائي» من جانب سوريا. وأفادت وسائل الإعلام التركية في وقت سابق الخميس ان أنقرة أرسلت رتلا من الآليات العسكرية وبطارية صواريخ ارض- جو إلى حدودها مع سوريا.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة