الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥١٩ - الاثنين ٢ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٢ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بالشمع الاحمر


دعم استخباري على أرض البحرين





بعض العمليات التي تنفذ على الأرض، وتحديداً استهداف الشرطة وتفجير العبوات الناسفة عن بعد، بالإضافة إلى تحركات مجموعات التخريب من قرية إلى أخرى ومن مدينة إلى أخرى وفق خطط محددة، يشي بأن هذه الجماعات تعمل ضمن معلومات «استخبارية»، تحدد لها الأهداف وتحركاتها وتزودهم بالتوقيت الصحيح وبطريقة التنفيذ والهروب.

الدعم الاستخباري يعني أن هناك أطرافاً من جهات خارج البحرين قد تقوم بعملية تزويد المعلومات من الخارج أو قد تكون لها أذرع في داخل البحرين تقوم بالدور الاستخباري لصالح المجموعات التخريبية التي تجول في بعض المدن والقرى.

من هي هذه الأطراف الخارجية؟ قد تكون شرقية وقد تكون غربية، وقد تكون الاثنين معاً. ومن المؤكد أن الدولة لديها من المعلومات الكثير، حول من يقوم بتوفير الدعم الاستخباري في تنفيذ عمليات الاستهداف لرجال الشرطة. وكنا منذ أيام نشاهد صور أطنان المواد المتفجرة التي عثرت عليها وزارة الداخلية في معمل بسلماباد، وهذه المواد، كلها أو بعضها، لا يمكن أن تصل إلى البحرين من دون دعم استخباري يسهل عملية تهريبها. وكما قال الخبير على شاشة التلفزيون، فإن خلط هذه المواد وإعدادها للتفجير هو عملية لا يستطيع القيام بها أي شخص عادي، بل لا بد أن يكون مدرباٌّ تدريباً دقيقاً. ومثلما كشفت البحرين في السابق أن الكثير من البحرينيين يتم تدريبهم من قبل «حزب الله» على الأراضي السورية ليعودوا وينفذوا عمليات تستهدف الدولة، فإن الدعم الاستخباري يعتبر أخطر من ذلك بكثير، لأنه يدل على وجود وسائل تجسس ومراقبة وتنصت.

بعض عمليات التخريب التي تقوم بها عصابات في البحرين يتم تصويرها بدقة من قبل منفذيها ثم يتم عمل «مونتاج» لها، وتضاف إليها أناشيد «حزب الله» على طريقة قناة «المنار» ويتم تحميلها على «يوتيوب» لاحقاً كي يراها الجميع، أو بالأحرى كي يتم إرسال رسالة إلى الأطراف الخارجية المسئولة عن التخريب في البحرين بنجاح «العمليات» على الأرض.

إنها قمة الاستهتار والاستخفاف بأمن البحرين واستقرارها وسلامة مواطنيها. ورغم أن وزارة الداخلية البحرينية وجميع أفرادها ومنسوبيها يقومون بكل الجهد في تعقب ورصد عملاء التخريب على الأرض، وحققوا نجاحات مبهرة، واسهموا في كبت وإخماد جذوة التخريب بنسبة كبيرة، فإن المواطن البحريني مازال ينتظر ما هو أكثر من ذلك، إذ مازالت البحرين تمارس سياسة تعدّ مقارنة بباقي الدول، في منتهى الطيبة والتسامح..!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة