الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥١٤ - الأربعاء ٢٧ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٧ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بالشمع الاحمر


تحيا مصر.. وعاش شعبها





فاز د. محمد مرسي برئاسة جمهورية مصر العربية بعد جولة انتخابات شرسة ضد الفريق أحمد شفيق. جاءت النسبة متقاربة جداًّ وبفارق ضئيل، لا يتجاوز ٢% بينهما. ما الذي يعنيه ذلك؟ ببساطة النتائج تقول إن نصف الشعب المصري لم يصوّت لمرسي، بينما النصف الآخر صوت له. وجزء كبير ممن صوت له لم يكن على اقتناع بقدر ما كان نكاية في الفريق شفيق. مصر تثبت بعد ثورة ٢٥ يناير أن شريحة كبيرة منها -تصل إلى النصف - موقفها مغاير بـ١٨٠ درجة لمواقف بقية الشرائح. الحصيلة النهائية الآن هي أن من يحكم مصر يواجه مهمة صعبة نسأل الله أن يعينه عليها ويوفقه إلى النجاح فيها بكل اقتدار.

بالطبع ستكون المهمة المباشرة للرئيس الجديد التركيز على الأوضاع الداخلية والوفاء بالالتزامات والتعهدات التي قطعها على نفسه، وبالذات تلك التي وعد بتحقيقها خلال الـ١٠٠ يوم الأولى من توليه الرئاسة. المصريون - بغرض فرض رقابة على رئيسهم - أنشأوا موقعاً يعدّ ١٠٠ يوم للرئيس مرسي ويراقب ما حققه خلالها من تعهداته. وهذا يعني أن ما يهم المصريين هو الوضع الداخلي لبلادهم أمنياًّ واقتصادياًّ وغير ذلك. هناك أيضاً حاجة ضرورية وماسة إلى تبديد المخاوف والهواجس التي تعتري المصريين من أن مصر ستتحوّل إلى دولة دينية منغلقة تهدد إرثها الفني والتراثي والحضاري.

أما السياسة الخارجية للدكتور مرسي فهي التي تحتاج الآن إلى خطاب أكثر وضوحاً. فيما يخص الوضع في سوريا، فإن للدكتور مرسي موقفا معلنا وواضحا في دعم الثورة السورية ودعم السوريين، وهذا الموقف يحتاج إلى إعادة وتأكيد بعد الفوز بالرئاسة، ويحتاج إلى ترجمة واقعية وعملية على الأرض. على صعيد العلاقة بدول الخليج قال د. مرسي في لقاء متلفز إن أول دولة سيقوم بزيارتها إن فاز برئاسة مصر هي المملكة العربية السعودية لتأدية مناسك العمرة، وبالتأكيد للقاء القادة السعوديين والتباحث معهم. وهذه تصريحات مطمئنة من الدكتور مرسي يضاف إليها نفيه في تصريح لـ«بي بي سي» قوله انه يرغب في علاقات وثيقة مع إيران رداًّ على ما نشرته وكالة «فارس».

في مقابل ذلك، من واجب دول مجلس التعاون الآن أن تدعم مصر دعماً مطلقاً، وأن تسهم في نهضتها وانتعاشها من خلال ضخ الأموال والاستثمارات في الاقتصاد المصري، كي تتمكن من الوقوف على قدميها واستعادة موقفها الريادي كقائدة للدول العربية. حذار من ترك مصر في هذه المرحلة، وحذار من التفريط في أمنها واقتصادها واستقرارها وعمقها الاستراتيجي العربي.

بعد أن تمنيت لرئيس مصر الجديد د. محمد مرسي كل التوفيق والسداد في مهمته الجديدة، لا بد أيضاً أن أحيي بكل تقدير واحترام الفريق أحمد شفيق الذي خاض منافسة صعبة وهو مثخن بجراح الاستهداف الإعلامي والضغط الحزبي، ومع ذلك فقد كسب رهان إثبات نفسه وحقق جماهيرية شعبية واسعة عليه ألاّ يفرط فيها وأن ينخرط مباشرة في العمل السياسي كي يحافظ على هذه المكتسبات.

تحيا مصر، وعاش شعبها.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة