تاريخ في ٣ أيام..!
 تاريخ النشر : الخميس ٢١ يونيو ٢٠١٢
محمد مبارك جمعة
في الرابعة من فجر يوم ١٧ يونيو الجاري، خرج د. محمد مرسي المرشح الرئاسي في الانتخابات المصرية، في مؤتمر صحفي، وألقى كلمة أمام عدسات الصحافة والإعلام، مفادها فوزه في الانتخابات، وفقاً للأرقام التي حصلت عليها حملته الانتخابية. انتقل الخبر كالنار في الهشيم، ونشرته وكالات الأنباء والمواقع ونشرات الأخبار. في نفس الوقت خرجت تصريحات شبه رسمية بأن عملية الفرز لم تكتمل بعد وأنه قد تبقى ٥٠% من اللجان الرئيسية والفرعية التي لم تفرز.
يتطور المشهد تدريجياًّ فتعلن حملة الفريق أحمد شفيق أن ما تحمله من أرقام توثق تقدم مرشحها على مرسي بأكثر من ٥١%، وتؤكد أن ما أعلنته حملة مرسي غير صحيح. وأيضاً كما في الحالة الأولى ينتشر الخبر كالنار في الهشيم، وتدخل الحملتان في منافسة صراخ وتبادل اتهامات بينهما، وتصاحب ذلك شائعات مغادرة شخصيات إعلامية وسياسية مصر عبر مطار القاهرة.
لاحقاً تسقط على إسرائيل ١٠ صواريخ غراد تطلقها كتائب القسام من غزة، يتبعها تصعيد في اللهجة الإسرائيلية على لسان وزير الدفاع وتهديده بالرد. تتواتر بعد ذلك أنباء عن اقتراب مدرعات إسرائيلية من الحدود الإسرائيلية المصرية في سيناء، مقابل أنباء عن حالة تأهب في صفوف القوات المسلحة المصرية تحسباً لأي مواجهات مع إسرائيل. تلقي السلطات المصرية القبض على عصابة في منطقة «البحيرة» بحوزتها شحنات من الأسلحة، عبارة عن ١٠٠ صاروخ وقاعدة إطلاق و١٢ ألف طلقة وأسلحة ثقيلة، وتنتشر حالة من الهلع خوفاً من سيناريو حرب أو انعدام الأمن.
تبدأ أنباء ثبوت تفوق الفريق شفيق على خصمه د. مرسي تنتشر، وخصوصاً بعد أن نقلت «فايننشال تايمز» على لسان مراسلها خبراً نقلاً عن مصدر أمني في القاهرة، يؤكد تقدم الفريق شفيق على د. مرسي بـ٢٦٠ ألف صوت، وتوارد أنباء أخرى أن الفارق أكثر من ٣٠٠ ألف صوت. يعلن الفريق شفيق عبر موقع حملته على «فيسبوك» دعوته مناصريه للاحتفال بفوزه في اليوم التالي أمام منصة مقره الانتخابي، ولاحقاً يلغي شفيق هذا الطلب ويناشد مؤيديه تأجيل الاحتفال إلى ما بعد إعلان النتيجة الرسمية من قبل اللجنة العليا خوفاً من حدوث مصادمات، لكنه يؤكد فوزه بنتيجة الانتخابات. مع توارد هذه الأنباء، يمتلئ ميدان التحرير بأنصار جماعة الإخوان المسلمين ومعهم حزب النور السلفي وبعض الجماعات الأخرى، وترتفع شعارات المطالبة بإسقاط الإعلان الدستوري الذي أعلنه المجلس العسكري.
في هذه الأثناء، ينتشر الخبر المدوي عن وفاة الرئيس السابق حسني مبارك «إكلينيكيا» إثر جلطتين في المخ والقلب، ومن ثم تتضارب الأنباء بين وفاته فعلياًّ وكونه في مجرد غيبوبة، وتنضم إلى ذلك أخبار أخرى مفادها أنه يتماثل للشفاء ويتنفس بشكل طبيعي. ويستحوذ هذا الخبر على معظم تغطيات وسائل الإعلام وتركيز نشرات الأخبار.
كل هذه الأحداث وغيرها الكثير التي غالباً ما يفرد لها التاريخ صفحات، حدثت في أقل من ثلاثة أيام..!
.
مقالات أخرى...
- «الحوار» لا يجب ما قبله - (20 يونيو 2012)
- حان الوقت لسياسة خليجية جديدة (٢) - (19 يونيو 2012)
- حان الوقت لسياسة خليجية جديدة - (18 يونيو 2012)
- مصر تنتخب رئيسها - (16 يوليو 2012)
- تحت تهديد السلاح..! - (15 يونيو 2012)
- كوميديا فوق الجمر..! - (13 يونيو 2012)
- فوز المحرق.. درس بليغ ومختصر - (12 يونيو 2012)
- مبادرة د. المحمود.. هل هي قابلة للتنفيذ؟ - (10 يونيو 2012)
- حرية رأي وتعبير.. «تيك إت إيزي»..! - (9 يونيو 2012)