الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥١٦ - الجمعة ٢٩ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٨ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بالشمع الاحمر


«لم نستخدم سوى أقل من ٥٠%»..!





قبل أسبوعين، كتبت هنا مقالة علقت فيها على خطاب علي سلمان، الذي تحدث فيه عن وجود «مصادر قوة» لديه، ولم يستخدم منها سوى أقل من ٥٠%، على حدّ وصفه، وحديثه عن المشير خليفة بن أحمد بعبارات تهديد ووعيد بشكل مريب. وقلت إن من يتابع خطاب «الوفاق»، يستطيع أن يفهم ما تقصده أو ما تهدف إليه. ولذا قلت إن حديث علي سلمان كان بسبب انكشاف «أمر ما» كانت تخفيه «الوفاق». وبالفعل، اتضح أن تلك الفترة التي سبقت الخطاب، تزامنت مع توصل الجهات الأمنية إلى كشف أطنان من المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع المتفجرات الشديدة الأثر، في مواقع بمنطقة سلماباد، وبعض العبوات المتفجرة كانت معدّة سلفاً وجاهزة للاستخدام. الهدف منها هو إحداث أضرار بالغة بالناس وممتلكاتهم، وضرب الأمن والاستقرار، وقد تم عرض جميع هذه المواد يوم أمس الأول في وسائل الإعلام.

إن المقصود بـ«مصادر القوة»، في حديث علي سلمان، ليس سوى إشارة إلى وجود المزيد من هذه المواد، وكأنه يتهكم قائلاً: لا تفرحوا بما وجدتموه فنحن لم نستخدم سوى أقل من ٥٠% من «مصادر القوة». بالطبع هذه إشارات في الخطاب لا يفهمها المستمع العادي لأنه ليس على اطلاع بحقيقة ما حدث وما تم كشفه في تلك الفترة، لكن أصحاب الشأن والمعنيين يفهمون قصده ويعرفون ما يرمي إليه.

كان من المؤكد في نبرة الخطاب وعباراته أن ثمة أمرا ما قد انكشف، وقبل أن تقوم الجهات الأمنية بنشر تفاصيل القضية أمام الرأي العام وفي القنوات الإعلامية المحلية والدولية، سارعت «الوفاق» إلى توجيه خطاب لتحقيق أمرين؛ الأول هو المزيد من التهديد المبطن، والقصد وجود المزيد من «مصادر القوة» رغم ما تمّ كشفه، والثاني استباق أي إجراء قانوني ضد «الزعامات» بخطاب عالي النبرة ضد المشير بحيث لو تم استدعاء علي سلمان (أو من معه) للتحقيق بشأن هذه المواد المتفجرة لاحقاً يكون السبب الظاهر أمام العالم هو أن السلطات قد استدعته بسبب خطابه (وبالتالي هي حرية رأي وتعبير) وليس بسبب المواد التي تم العثور عليها.

من شأن ذلك أن يستثير حفيظة بعض الدول فتنطلق بيانات القلق والشجب والاستنكار، وعندما تقول البحرين حينها: لقد عثرنا على مواد كيميائية ومتفجرات، لن يصدقها أحد ويؤدي ذلك تباعاً إلى المزيد من التدخل في شأن البحرين الداخلي.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة