الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٢٤ - السبت ٧ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٧ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

المال و الاقتصاد


ديلويت يرصد التأثير الاقتصادي لشبكات التواصل الاجتماعية في الشرق الأوسط





يفيد تقرير (توقعات الإعلام العربي AMO) الذي صدر بالتعاون مع ديلويت الى ازدياد شعبية مواقع التواصل الاجتماعي وقد يعود ذلك إلى حدّ كبير إلى الربيع العربي إذ شهدت منصّة فيسبوك وحدها ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة ٨٠% في عدد مستخدميها في العالم العربي في العام ٢٠١١ وحده. يضاف إلى ذلك تأثير فايسبوك على الاقتصاد العالمي وفق دراسة أصدرتها ديلويت تحت عنوان (قياس التأثير الاقتصادي لفايسبوك في أوروبا).

ويستكشف التقرير الأول، تأثير الانتفاضات السياسية على النمو غير الاعتيادي لمواقع التواصل الاجتماعي في المنطقة، ويحلّل ما اذا أسهمت هذه المواقع في إحداث التغيرات السياسية الحالية. وتشير دراسة للسوق في أربع دول عربية أساسية إلى أنّ ٨٧% من الجمهور يعتقد أنّ مواقع التواصل الاجتماعي، على غرار فايسبوك، قد لعبت دوراً أساسياً في التحريض على التطورات السياسية التي تشهدها المنطقة.

كذلك، تشير الأرقام المسجلة حديثاُ حول الفايسبوك إلى أنّ منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تضمّ حالياً ٤٥ مليون مستخدم ناشط شهري و٢٠ مليون ناشط شهري عبر الهاتف المحمول على هذا الموقع.

بالإضافة إلى ذلك، خلصت دراسة أجرتها ديلويت تحت عنوان قياس التأثير الاقتصادي لفايسبوك في أوروبا إلى أنّ هذا الموقع يسهم في خلق فرص اقتصادية، مجسداَ بذلك جيلاً جديداً من منصات التواصل الاجتماعي ذات التأثير على الاقتصاد العالمي.

في هذا السياق، قال الشريك المسئول عن قطاعات الاتصالات والإعلام والتكنولوجيا في ديلويت الشرق الأوسط سانتينو ساغوتو "يعي كل من الشركات والمعلنين مدى استخدام الفايسبوك الواسع وأهميته في المنطقة، وقد كيّفوا استراتيجياتهم الرقمية لاستهداف مستخدمي الشرق الأوسط من خلال هذه المنصة. إلاّ أنّها وسيلة لابد من استخدامها بعناية. فالمسألة لا تقتصر على الاستثمار في الإعلانات عبر الفايسبوك فقط، بل على الشركات أن تعمل على تحديث ومواكبة شبكات التواصل الاجتماعية الخاصة بها على هذا الموقع".

وقد خلص تقرير "توقعات الإعلام العربي" إلى أنّ استخدام الفايسبوك قد سجّل أرقاماً عالية في معظم الدول العربية ومازال المجال مفتوحاً أمام مشاركة المرأة مثلاً التي لا تزال منخفضة نسبياً في بعض الدول كمصر التي أضافت وحدها ما يقارب المليوني مستخدم جديد للفايسبوك في الربع الأول من العام ٢٠١١. ويشير التقرير أيضاً إلى أنّ أكثر من ٩٠% من مستخدمي الإنترنت في الإمارات العربية المتحدة متواجدون على مواقع تواصل اجتماعي مثل الفايسبوك. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ وتيرة الاستخدام قد ازدادت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة حيث يزور نحو ٦٥% من هؤلاء المستخدمين مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من مرّة في النهار في الإمارات والسعودية. ومن البديهي أن تستأثر النسخة العربية لموقع فايسبوك بحصّة الأسد مع استخدام حوالي ٩٠% من المشاركين في السعودية لهذه النسخة العربية.

ووفقاً لتقرير الإعلام العربي، تعد المنصّة الرقمية لسوق الاعلانات أسرع المنصّات نموّاً في المنطقة وقد استحوذت على حصة ٤% من كامل الإنفاق الإعلاني في العام ٢٠١١، ومن المتوقّع أن تشهد نمواً سنوياً متراكماً بنسبة ٣٥% بين العامين ٢٠١١ و٢٠١٥ لتحقّق أرباحاً تقارب ٥٨٠ مليون دولار أمريكي في المنطقة. وبهذا تشكّل ما يقارب ١٠% من كامل مجموع الإنفاق الإعلاني بحلول العام ٢٠١٥.

ويقول مدير في استشارات الاتصالات والإعلام والتكنولوجيا في ديلويت الشرق الأوسط إيمانويل دورو "تفتقر منطقة الشرق الأوسط إلى أنظمة قياس الجمهور التي تتيح للمعلنين تقييم مدى انتشار وتأثير إعلاناتهم وفقاً للوسائل التقليدية، كما هي الحال في الأسواق الأخرى. أمّا المنصات الرقمية، فتؤمّن عائدات على الاستثمار أكثر قابلية للقياس. ومن المتوقع أن يشهد سوق الإعلان الرقمي في المنطقة نمواً ملحوظاً في السنوات المقبلة حيث تواكب موازنات الإعلانات تحوّل الجمهور من المنصات التقليدية إلى المنصات الرقمية، التي تمثّل فرصة مهمّة لوسائل الإعلام الإقليمية ولتطور هذا القطاع بشكل عام".

واستطرد ساغوتو "نجد في هذه الدراسة توجهات مشتركة تؤثّر على الشرق الأوسط. فمازال فايسبوك يتمتّع بالقدرة على اجتذاب المزيد من عائدات الإعلانات. ولكنّ على العلامات التجارية أن تضع استراتيجية أذكى لكيفية تفاعلها مع المستخدمين على الموقع".

وتخلص دراسة ديلويت "قياس التأثير الاقتصادي لفايسبوك في أوروبا" إلى أنّه في حين تبقى الإجراءات التقليدية محدودة، من الضروري النظر في تأثير فايسبوك الأوسع الذي يسمح لأطراف أخرى بخلق باقة من الفرص الاقتصادية الشاملة. وفي هذا الإطار، فوّض موقع فايسبوك شركة ديلويت بتقييم تأثير الموقع الاقتصادي في ٢٧ دولة عضو في الاتحاد الأوروبي وسويسرا في العام ٢٠١١. ويشير التقرير إلى أنّ فايسبوك يجسّد جيلاً جديداً من منصات التواصل الاجتماعي التي تتمتّع بتأثير واسع على الصعيد العالمي.

وتشير الخلاصة الأساسية لهذه الدراسة إلى أنّ التقدير المركزي لإجمالي الإيرادات الناجمة عن نشاطات فايسبوك تصل إلى ٣٢ مليار يورو وهي تترجم بما مقداره ١٥.٣ مليار يورو من الفرص الاقتصادية وخلق نحو ٢٣٢ ألف وظيفة.

كذلك، يشير تقرير توقعات الإعلام العربي إلى أنّ المنصّات الرقمية تتمتّع بقدرات نموّ مميّزة في المنطقة بالنظر إلى معدّلات السكان (أكثر من ٥٠% بالمائة من السكان تحت الخامسة والعشرين من العمر مثلاً)، والإقبال القوي على الهواتف الذكية واللوحات الإلكترونية. ويشهد استخدام اللوحات المتعدّدة فورة عالمية أيضاً وفقاً لتقرير ديلويت حول أهم الاتجاهات العالمية في مجال التكنولوجيا للعام ٢٠١٢ والذي يشير إلى أنّ حوالى ٥ ملايين لوحة ستباع في العام ٢٠١٢ إلى أشخاص يملكون واحدة بالفعل مما يولّد عائدات بقيمة ملياري دولار أمريكي.

مع مواكبة المعلنين ووسائل الإعلام في المنطقة لتزايد استخدام الفايسبوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي، يتوقّع خبراء قطاعات الاتصالات والإعلام والتكنولوجيا في ديلويت زيادة في الإنفاق الإعلاني الرقمي في السنوات المقبلة. وستشكّل فورة اللوحات الإلكترونية والهواتف الذكية في الشرق الأوسط دافعاً لهذا النمو.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة