الحقيقة الدامغة في إنتقال أداء السامبا للكرة الاسبانية
بعد (٥٤) سنة نقلت إسبانيا محفوظات الدروس البرازيلية إليها
 تاريخ النشر : السبت ٧ يوليو ٢٠١٢
بحث: سلمان الحايكي
في كأس العالم لعام ١٩٥٨ والذي نظمته السويد وصعد منتخبها لأول مرة ليقابل البرازيل في المباراة النهائية كان من ضمن صفوف المنتخب البرازيلي لاعباً صغير السن (١٦) عاماً يرتدي القميص رقم (١٠) اسمه (بيليه) وبيليه باللغة البرازيلية تعني ملتقط أو بائع الفول أو الفول نفسه.
الفتى الصغير بيليه
في تلك المباراة أحرز الفتي الصغير هدفان ضمن خمسة أهداف فاز بها منتخب بلاده في حين أحرز المنتخب السويدي صاحب الضيافة والأرض والجمهور هدفين ليحقق المنتخب البرازيلي أول كأس عالم لكرة القدم في تاريخه الذي أمتد في تحقيق خمس بطولات حتى يومنا هذا وضاعت منه عدة ألقاب سانحة كان هو الأفضل لكن غيره الأسوأ فاز بها.
الإسبان يأخذون الطريقة
لقد أبهر المنتخب البرازيلي المنتخبات المشاركة في تلك البطولة بالأداء الكروي الجديد الذي يعتمد على توزيع اللاعبين في تشكيلة كانت تسمى (٤/٢/٤) تتحول إلى (٤/٤/٢) وكان المنتخب البرازيلي يمتلك الكرة ويستحوذ عليها ويمررها بنسبة تفوق (٩٠%) وكان ذلك عام ١٩٥٨ أي بعد مضي (٥٤) سنة وهاهو المنتخب الاسباني يأخذ الفكرة التكتيكية البرازيلية القديمة ليطبقها في أدائه العام خاصة في بطولة كأس العالم لعام ٢٠١٠ والتي نظمت في جنوب إفريقيا وفاز ببطولتها وهو اليوم يقوم بتنفيذها عن ظهر قلب أي بعد مرور (٥٤) سنة من انطلاقتها تحت أرجل وأقدام لاعبي السامبا.
وقد استمرت الكرة الاسبانية في تطبيق الطريقة حتى يومنا هذا من خلال الدوري الاسباني المحلي عن طريق الناديين المعروفين ريال مدريد وبرشلونة ولأن نصف المنتخب الاسباني يخضع لسيطرة ونفوذ الناديين الكبيرين الغريمين كان لابد أن ينقل اللاعبين الطريقة إلى المنتخب ويتمرسوا عليها والتاريخ يشهد أن المدرب العجوز ديل بوسكي لم يفرز تفكيره أي فكر جديد لكنه طوّر الطريقة بما يتناسب وإمكانات لاعبيه والجديد فيها (إعادة تكرارها) من فكر برازيلي محض وقديم إلى فكر اسباني حديث كما يتم تكرار (المشتقات النفطية) أي مع تبديل (وسائل الإنتاج) في كل عصر.
إن المحللين الكرويين الذين لم يشهدوا تطور طرق الكرة الحديثة من الصعب عليهم أن يقوموا بالمقارنة الشاملة والذين لم يشهدوا أداء السامبا قبل (٥٤) سنة سيكون من الواجب اليوم أن يستعيدوا قراءة الأحداث التكتيكية السابقة ويعودوا إلى تسجيل المباريات المتوفرة بكثرة في الأرشيف والإطلاع أمر ضروري حتى لا نغبط حقوق الكرة البرازيلية أو تاريخها أو نجومها الذين صنعوا التاريخ وطوّروا الحلم إلى واقع يتجسد على الملاعب الخضراء وحتى يومنا هذا.
الهولنديون يجيدونها عام ١٩٧٤
وفي عام ١٩٧٤ وفي كأس العالم بألمانيا الغربية كان المنتخب الهولندي من أحسن المنتخبات الأوروبية التي نقلت الطريقة البرازيلية إلى ملاعب أوروبا وكاد المنتخب الهولندي أن يحقق بطولة كأس العالم وتأهل إلى المباراة النهائية بعد أن هزم المنتخب البرازيلي بهدفين دون رد لكنه خسر بصعوبة في المباراة النهائية أمام المنتخب الألماني ١/٢.
في تلك المباراة تناقل المنتخب الهولندي الكرة بين أقدام لاعبيه أكثر من عشرين مرة إلى أن وصلت الكرة إلى قائدهم يوهان كرويف فتوغل بها في المنطقة لكن المدافعين الألمان عرقلوه فأحتسب حكم المباراة الانجليزي (تايلور) ركلة جزاء لصالح كرويف بعد ثوانٍ من بدء المباراة وتصدى لها المهاجم الهولندي نيسكينز وأودعها المرمى وكانت أسرع ركلة جزاء تحتسب في نهائيات كأس العالم عام ١٩٧٤، إن الذي يهمنا في هذا الصدد تذكير القارئ الرياضي المتابع للملحق الرياضي في أخبار الخليج أن التاريخ لا يمكن تجاهله إطلاقاً حتى لو حاول البعض طمسه دون قصد فهناك من يمتلك زمام أموره ومن واجبه وأمانته أن يوضحه للقراء احتراما لعقولهم وبحثهم المستمر عن المعرفة.
أسباب اندثار الأسلوب البرازيلي
التقاليد البرازيلية في كرة القدم لم تندثر أو تُطمس ويمكننا أن نجدها في كل شارع برازيلي أو على الملاعب الرملية والساحلية أو الأزقة السكانية والمدن والقرى لكن الاتحادات الأوروبية الكروية المحلية خاصة في الدول المتقدمة هي من تبحث عن الأساليب الكروية من جيب البرازيليين أنفسهم وتحاول (سرقة) التكتيكات و(الطبخات) التي تنتجها السامبا وتضيف عليها بهاراتها وتقدمها على إنها طبخات أوروبية خالصة، والبرازيل لم تقدم الطرق التكتيكية التي تكتب فوق الورق وحسب بل طورت العديد منها وعلى سبيل المثال:طريقة (٤/٤/٣) تحولت إلى (٣/٤/٤) ثم قدموا لنا طريقة ( لدبل يو) التي حُرت إلى (٣/٢/٥) والعكس (٥/٣/٢) والتي انتشرت وبقيت فترة طويلة من الزمن إلى أن جاء من أضاف عليها الكثير من الأشياء والعناصر.
هذه الطرق التي أبتكرها البرازيليون لم تندثر كما يقال اليوم لأن ظروف اللاعب البرازيلي في البرازيل تختلف عن ظروفه إذا أحترف في أوروبا وعلى هذا الأساس حين هاجر اللاعب البرازيلي إلى هناك لم ينقل الطرق البرازيلية أو يفرضها على المدربين بل المدربين الأوروبيين هم من يفرض الطرق الأوروبية على اللاعبين البرازيليين ويحاول اللاعب البرازيلي أن يتأقلم مع طرق وأساليب المدربين هناك، ومن أشهر اللاعبين الذين نقلوا الاسم البرازيلي ( رونالدو) الذي لعب في الناديين الكبيرين ريال مدريد وبرشلونة وأيضا ( رونالدينهو ) و(روبينيو) وحتى الحراس البرازيليين انتقلوا إلى الأندية الأوروبية بما فيهم المدافعين ولاعبي خط الوسط إلى جانب المهاجمين الموهوبين.
كل هذا الانغماس الكروي في أوروبا أثَّر بشكل سلبي على تقاليد الكرة البرازيلية الجذرية وهو السبب الذي جعل الكرة الإسبانية تتفوق على المنتخبات الأوروبية لكن المنتخب الوحيد الذي يحتفظ بسجله البارز هو المنتخب السويسري الذي هزم اسبانيا في كأس العالم عام ٢٠١٠ في جنوب إفريقيا لكن (المتعصبين) للكرة الاسبانية لاذوا بالصمت حينها ولم ينطقوا ببنت شفة لكن التاريخ حاضر الذهن ولا يلتفت إلى اللغو والطنطنة والكلام الهزيل، سيواصل الأسلوب البرازيلي السير نحو الانقراض ما لم تقنن الحكومة البرازيلية عملية الغزو البرازيلي لأوروبا وبعد كأس العالم ٢٠١٤ ستكتشف البرازيل إن لم تفز البرازيل به ستكون كارثة كروية عظمى عليها.
ديل بوسكي والمنتخب الاسباني
لا يمكن لمن يمتلك الفكر الكروي أن ينكر جهد أو جهود المدربين الذين أشرفوا على المنتخب الاسباني منذ أول مشاركة في كأس العالم وحتى آخر مشاركاته وفوزه باللقب لأول مرة في تاريخه والمدرب ( دل بوسكي ) واحداً من هؤلاء وحتى لو لم يكن له أي تأثير تكتيكي كون اللاعبين الأسبان نصفهم من ريال مدريد والنصف الآخر من برشلونة والباقين موزعين على اندية أخرى في الداخل والخارج ويأتون للمنتخب متأثرين بمدرستهم التدريبية الخاصة ويطبقونها بينهم في الملعب وكل ما على المدرب ( العجوز ) دل بوسكي إلاّ الظهور كمدرب لا غير له سلطاته العامة التي استقاها من الاتحاد الاسباني لكرة القدم ومن ضمنها (ألاّ يشدد الخناق على لاعبي الناديين الكبيرين ويتركهم يلعبون بحريتهم) وبالتالي فإن المدرب لم يضف من الناحية التكتيكية أي شيء لأن اللاعبين كما أشرت جاؤوا جاهزين فنياً وتكتيكياً من أنديتهم فعلى أي أساس يمكن للمدرب ( دل بوسكي ) أن يُسكت ألسنة المدربين الأوروبيين الآخرين أو آراء خبراء الكرة في كل مكان؟.
إن الذين يتحدثون في الفضائيات العربية و( الخليجية ) بالذات لم يولدوا عام ١٩٥٨ أو ٥٠ وعلى هذا الأساس لا يمكن التعويل على معلوماتهم لأنهم ينظرون إلى الشكل ولا يعودون إلى المضامين السابقة والتاريخية فالتاريخ ليس وليد اليوم وكأس العالم بدأ انطلاقته عام ١٩٣٠ وبطولة أمم أوروبا بدأت عام ١٩٦٠ كما أن بطولة (كوبا أمريكا) قديمة العهد وليس النجاح من يتحدث عن اليوم إن النجاح لابد أن يكون مكتمل العناصر واللغة العربية تبدأ بالألف وتنتهي بحرف الياء ولا تبدأ بالمقلوب.
.
مقالات أخرى...
- المغرب يفوز بكأس العرب التاسعة
- سمعة يريد الاستمتاع بالصيف
- مدير مركز البحرين للتميز يؤكدأهمية المدينة في صقل مواهب الشباب
- متسابقو كارتنغ البحرين يحققون أزمنة جيدة في اليوم الأول
- مشاهد سلاوية
- وجدت كلّ الدعم من الشّبابيين وهذه سلبية اللاعبين الوحيدة
- الإعداد الذهني والنفسي لم يكن في مستوى المواجه أمام كوريا
- احتفـال المحرق بالفوز قبل٦ دقـائـق سبب الخسارة
- هاشم بن محمد يترأس اجتماع مجلس إدارة اتحاد السباحة
- بالتسعة الخليج الدولي يدك مرمى البحرين الوطني
- دوري أبطال إفريقيا: قوة الفرق العربية على المحك في الجولة الأولى
- روسيا تحاول جلب الأسطورة غوارديولا
- "جروسيان" الأسرع في التجربة الحرة الأولى
- الصين المتصدرة في "أولمبياد ٢٠٠٨" تريد تأكيد تفوقها
- الجبهة الوطنية الفرنسية تشجب قرار الفيفا!
- بدون عنوان
- بييلسا يقرر ترك اثلتيك بلباو
- عبدالوهاب في واشنطن لبحث قواعدتصفيات الاولمبياد الخاص للشرق الأوسط
- المنتخب الايطالي ظلم نفسهوشعب بلاده في نهائي يورو٢٠١٢
- الحالة سيدعم صفوفه بلاعبين محليين ومهاجم بديل للختال
- انطلاق مهرجان كرانة (٦) للدراجات اليوم بإشراف الاتحاد
- اليوم انطلاق البطولة الثانية لناشئي السلة الخليجية
- التواضع والكبرياء
- "فالدانو": فالكاو ترك بصمة هائلة
- خليفة بن عبدالله: شرعنا في تنفيذ بناء بطابقين في نادي الشراع
- فيدرير و موراي إلى نهائي "ويمبلدون"
- عودة المخضرمين والالتفاف الجماهيري بوابة العودة لمنصة الإنجاز
- موقف رياضي