الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٢٤ - السبت ٧ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٧ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة


الصين المتصدرة في "أولمبياد ٢٠٠٨" تريد تأكيد تفوقها





بكين - أ ف ب: تسعى الصين، التي فاجأت العالم عندما انتزعت صدارة ترتيب الميداليات في أولمبياد بكين ٢٠٠٨، إلى تكرار ذلك مرة أخرى في أولمبياد لندن من ٢٧ يوليو الجاري حتى ١٢ أغسطس المقبل. الأداء القوي للعداء ليو جيانغ، الذي عادل مؤخرا الرقم العالمي لسباق ١١٠ أمتار حواجز، والسباح صن يانغ يشير إلى أن الصين ستثبت أن انجاز "بكين ٢٠٠٨" لم يكن لمرة واحدة فقط.

فقبل أربع سنوات، حصدت الصين على أرضها وبين جمهورها ٥١ ميدالية ذهبية، و٢١ فضية و٢٨ برونزية، منتزعة صدارة جدول الميداليات للمرة الأولى في الألعاب الأولمبية، وأزاحت بالتالي الولايات المتحدة عن العرش تاركة لها المركز الثاني. أثبتت الصين بشكل لا لبس فيه إنها القوة العظمى الصاعدة في الألعاب، والآن تتطلع إلى توسيع نطاق سيطرتها إلى العاصمة البريطانية لندن. فقد سجل ليو جيانغ توقيتا قدره ١٢,٨٧ ثانية (بمساعدة الريح) في سباق ١١٠م حواجز في طريقه إلى لندن، معادلا أسرع زمن في التاريخ، والآن يتطلع للتعويض بعد أن اضطرته الإصابة إلى الانسحاب من أولمبياد بكين ليتبدد حلمه بالتألق في ملعب "العش الطائر" الذي شيدته الصين خصيصا للألعاب. ويقول ليو: "حلمي هو فقط الانتظام في المنافسات الاولمبية وآمل أن أحافظ على مستواي الجيد وان أواصل برنامجي التدريبي كاملا".

كما يبدو أن صن يانغ سيكون من أصحاب الميداليات في منافسات السباحة بعد أن طمس رقم البطل الأولمبي الاسترالي غرانت هاكيت الصامد من ١٠ أعوام في سباق ١٥٠٠م في بطولة العالم الأخيرة في شنغهاي الصينية العام الماضي. لكن القصة الحقيقية للنجاح الصيني في الحصاد الوفير للميداليات في أولمبياد بكين ٢٠٠٨ كان في بعض الرياضات التي تعتبر اختصاصا لرياضييها ككرة الطاولة والبادمنتون والغطس والرماية ورفع الإثقال وأيضا الجمباز، والتي كان نصيبها ٣٨ من ٥١ ميدالية ذهبية.

كانت السيطرة على منافسات كرة الطاولة في بكين مطلقة باحتكار الصينيين والصينيات جميع الألقاب، كما نالوا ٧ ذهبيات من أصل ٨ في الغطس، و٨ من ١٥ في رفع الأثقال، و١١ من ١٨ في الجمباز، ونصف ذهبيات الرماية العشر. إنها حكاية يمكن أن تتكرر في لندن، مع التفوق الصيني في البادمنتون والغطس وكرة الطاولة، والتقدم بفارق ضئيل أيضا على الولايات المتحدة في بطولة العالم الأخيرة للجمباز التي أقيمت العام الماضي. لين دان الفائز بخمسة ألقاب في البادمنتون، والذي يصور على أنه أعظم رياضي (في بلاده)، يبدو مرشحا للدفاع عن لقبه وخصوصا بعد أن قاد الصين إلى فوز رائع في بطولة: "توماس كاب" في مايو الماضي. في كرة الطاولة، فقدت الصين عددا من بطلاتها كزهانغ يينينغ ووانغ نان بسبب الاعتزال، لكنها لا تواجه مشكلة في سد الفراغ على ما يبدو بانتقال المشعل إلى لاعبات أخريات. ومن قائمة النجوم هناك زهانغ جايك ودينغ نينغ بطلا العالم حاليا لدى الرجال والسيدات على التوالي. ويقول مدرب منتخب الصين للرجال في كرة الطاولة ليو جيوليانغ: "أن الألعاب الأولمبية تحمل معان مختلفة للاعبين، وبالنسبة لنا إنها تعني فقط أن نفوز بالميداليات الذهبية".

"منتخب الأحلام" في الغطس احتكر جميع الألقاب في بطولة العالم الأخيرة في شنغهاي، وأفلتت منه فقط ذهبية واحدة من ثمان في أولمبياد بكين ٢٠٠٨، ومن المتوقع أن يكون المرشح الأبرز في لندن. وعلق مدير الفريق زهو جيونغ قائلا: "انتصاراتنا المتتالية تؤدي إلى الرضا عن النفس ولكن قد تجعلنا نتجاهل مشاكلنا. في الواقع أنه تحد". ووفقا للمدربين والرياضيين الصينيين، فإن نجاح الصين في إعادة تنشيط التركيز على الألعاب الأولمبية يأتي بسبب نظام دعم الدولة للرياضة وتقديم التمويل السخي للمنشآت وتدريب جيل جديد من الرياضيين.

واتبعت الصين النمط السوفيتي السابق عبر المدارس الرياضية، والذي كان يؤدي إلى اختيار الرياضيين المتوقع لهم النجاح في سن مبكرة، وفي كثير من الأحيان مع ساعات من التدريب القاسي يوميا ما أنتج أبطالا للعالم في السباحة والجودو والمصارعة والملاكمة والقوس والنشاب والتجذيف.

وبرغم نجاحاتهم، فان المسئولين الرياضيين في الصين يقللون، وأكثر من أي وقت مضى، من آمال الرياضيين الـ٣٨٠ المشاركين في أولمبياد لندن، ويتحدثون عن "تحديات قوية" ستواجههم لتكرار انجاز بكين ٢٠٠٨. وعزا نائب وزير الرياضة كان زهينهوا ذلك: "إلى اعتزال عدد من الأبطال بعد العاب بكين"، مضيفا: "أن جيلا جديدا يشكل الجزء الأكبر من الفرقة الأولمبية الصينية"، مؤكدا أيضا أن: "عددا من الرياضيين الشباب ما يزال يفتقد إلى الخبرة الدولية، ولذلك لا يمكننا أن نكون متفائلين جدا بأدائهم".



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة