الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٢٩ - الخميس ١٢ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٢ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

وزير الصحة يترأس اجتماعا طارئا لدراسة أوضاع مرضى السكلر

تشكيل فريق عمل لإعداد خطة متكاملة لرعاية المرضى





عقد وزير الصحة السيد صادق بن عبدالكريم الشهابي، اجتماعا عاجلا في الساعة الثامنة من صباح يوم الثلاثاء الموافق ١٠ يوليو ٢٠١٢م في قاعة اجتماعات إدارة مجمع السلمانية الطبي لبحث موضوع مرضى فقر الدم المنجلي «السكلر»، استجابة لتوجيهات القيادة الرشيدة بالاهتمام بالموضوعات التي تتابعها مختلف وسائل الإعلام والجمهور حول المرض، وكذلك نظراً إلى أن مرض السكلر يعتبر من الموضوعات الصحية المهمة محلياً وتهتم وزارة الصحة بتوفير كل سبل الراحة والرعاية لهذه الفئة من المرضى، حيث شكّل الوزير فريق عمل لإعداد خطة عاجلة حول رعاية مرضى السكلر يرفع تقريره له في موعد لا يتعدى ٤٨ ساعة.

وقد حضر هذا الاجتماع كل من وكيل وزارة الصحة الدكتورة عائشة مبارك بوعنق، والوكيل المساعد لشؤون المستشفيات الدكتور أمين الساعاتي، والوكيل المساعد للموارد البشرية والخدمات السيد حسن جابر، ورئيس قسم الحوادث والطوارئ بمجمع السلمانية الطبي الدكتور جاسم المهزع، ورئيسة قسم الأمراض الوراثية بمجمع السلمانية الطبي الدكتورة شيخة العريض، واستشاري أمراض الدم والأورام الدكتور عبدالله العجمي، ومدير إدارة المراكز الصحية السيدة سيما زينل، ورئيس التمريض في مجمع السلمانية الطبي السيد عبدالجبار عيسى، وجميع استشاريي أمراض الدم والأورام، وجميع استشاريي الأمراض الباطنية المعنيين بمرضى السكلر.

وقال وزير الصحة في بداية الاجتماع: «أشكر لكم حضوركم في هذا الاجتماع الذي سنتحدث فيه عن مشكلة كبيرة وتحد يواجه وزارتنا وهو مرض فقر الدم المنجلي. فقدنا في الأسبوع الماضي ٤ من مرضى السكلر. أعلم أنه مرض خطير قد يسبب الوفاة بصورة مفاجأة برغم جميع المحاولات المبذولة لإنقاذ المريض، ولكن كلنا مسؤولون ويجب أن نعترف بأخطائنا إن حدثت ونتعلم منها حتى نتفادى تكرارها، وأتمنى أن نخرج من هذا الاجتماع بخطة زمنية واضحة المعالم فمرضانا يستحقون الأفضل.

أود أن أبلغكم بأن قيادتنا الرشيدة تولي اهتماماً بالغاً بهذا الأمر وتود اطلاعها بصورة عاجلة على حيثياته برغبة جادة منها بتقديم العون من أجل إنجاح المساعي المبذولة من جانبنا لتحسين مستوى الخدمات الصحية. وهنا اسمحوا لي أن أقول بمنتهى الصدق والأمانة انه ينبغي على كل منا أن يعمل بمسؤولية تجاه هؤلاء المرضى وأن نبحث في هذا اللقاء عن الحلول لا عن الأعذار. ونظراً الى أهمية هذا الموضوع بادرت الوزارة سابقاً لدراسته ووضع الخطط لمعالجته، لذا نود اليوم مناقشة هذه الخطة وبيان وجهات النظر بشأنها ومناقشة أسباب عدم اكتمال تنفيذها وإيجاد الحلول المناسبة لوضعها موضع التنفيذ الفعلي وكذلك من الأهمية بمكان وضع خطة زمنية موازية لتلك الخطة لتنفيذها والانتهاء منها في أقرب وقت ممكن بحسب الامكانيات المتاحة والمتوفرة للوزارة.

وأضاف الوزير: «إن الخدمات التي تُقدم لمرضى السكلر في وزارة الصحة كثيرة ومتشعبة بين جميع الأقسام، وننتهز الفرصة لتطويرها كلما دعت الحاجة إلى ذلك، فمرضى السكلر هم أبناؤنا وأخوة لنا، وسنعمل ما أمكننا على تحسين الخدمات المقدمة لهم، ويؤلمنا أشد الألم ونأسف للحوادث الأخيرة من الوفيات التي حصلت بينهم في الفترة الأخيرة، وحتى إن كان هناك أسباب عضوية للوفاة في الكثير من الحالات إلا أننا يجب أن نحاول تفاديها قدر الإمكان».

وأكد الوزير أن وزارة الصحة تضع كل امكانياتها في سبيل تحسين الظروف الصحية لمرضى السكلر، مشدداً على أن مرض السكلر هو مشكلة وطنية يجب أن يُشارك في حلها الجميع في المجتمع كالوزارات الأخرى مثل وزارة التنمية الاجتماعية والعمل والتربية والتعليم والقطاع الخاص والعام لتوفير فرص العمل ومواصلة الدراسة والخدمات السكنية وغيرها من الاحتياجات التي يساعد توفيرها لهم في رفع عناء الحاجة عنهم وتوفير سبل الراحة النفسية والاستقرار الاجتماعي والمعيشي لهم، مما يقلل من حدوث نوبات الألم والمعاناة عنهم.

وتم خلال الاجتماع استعراض التقارير والمرئيات حول مرضى فقر الدم المنجلي «السكلر»، منها بروتوكولات العلاج، وخطط التدريب، وخطط التوظيف، وتقارير لجنة الوفيات حول حالات الوفاة الأربع خلال الأسبوع الماضي، والإجراءات الوقائية، واحصائيات المرض، وطرق توفير الميزانيات المطلوبة.

واقترح المختصون بمرض السكلر خلال الاجتماع العديد من الاقتراحات التي تهدف إلى التوعية والتثقيف بالمرض والعمل نحو الارتقاء بالخدمات المقدمة للمرضى، وتم التطرق إلى أهمية نشر جميع الاحصائيات الدقيقة عن مرض السكلر من طرف وزارة الصحة، لافتين إلى أنه قد تم عمل احصائية دقيقة لكل المراجعين للوزارة من مرضى السكلر خلال السنوات السابقة فوجدوا أن عددهم يبلغ نحو ٤ آلاف مريض، هؤلاء المرضى هم من يراجعون الرعاية الصحية والأولية والثانوية، أما الحديث عن أرقام مثل ١٨ ألف مريض، فهي أرقام لا يوجد لها أصل أو دراسة علمية ضمن احصائيات وزارة الصحة، أما الحاملون للمرض فهم أشخاص أصحاء، لا يعانون من أي مشاكل صحية نتيجة حملهم لجين هذا المرض.

كما تم خلال الاجتماع مناقشة العديد من الموضوعات، متمثلة في إعادة دراسة البروتوكولات الموجودة بالوزارة والاستعانة بالخبرات من الدول الغربية وأمريكا وأوروبا إذا استدعى الأمر ذلك، والعمل على الإسراع في افتتاح مركز أمراض الدم الوراثية وتوفير الامكانات البشرية والأجهزة وكل الاحتياجات، والعمل على إقامة مؤتمر عالمي عن مرض فقر الدم المنجلي يضم خبراء من أمريكا وأوروبا والعالم لمناقشة أفضل الطرق للتعامل مع المرض، ودراسة كل حالات الوفاة التي حدثت مع مناقشة أسبابها وإمكانية تفاديها، ووضع كل الامكانيات لدراسة احتياجات قسم العناية القصوى وتفادي كل مسببات النواقص، ودراسة أسباب الالتهابات والعدوى وتفاديها والتي تؤثر سلبياً على مرضى السكلر، وتفعيل جميع الطرق للوقاية ومحاربة المرض والتقليل من نسب الإصابة سواء بوضع التشريعات اللازمة والاستفادة من خبرات الدول الإسلامية والعالمية في مجال الفحوص قبل الزواج وأثناء الحمل والولادة، وتقديم الدعم لخطط الوقاية من المرض، كما ان لدى الوزارة خطط وقاية واضحة أثبتت فعاليتها في تخفيض نسبة المرض بنسبة ٧٥% سوف تستمر الوزارة في دعم هذا التقدم والخطط وتطويرها، وكذلك عمل دراسة كاملة عن مسببات الألم، واستعمال كل جديد متوفر في العالم من مضادات الألم.

وفي ختام الاجتماع، أكد وزير الصحة أن الوزارة تدفع نحو إيجاد حلول جذرية لمعاناة مرضى السكلر، حيث تعمل الوزارة جاهدة للحد من انتشار المرض في مملكة البحرين من خلال التأكيد على ضرورة الفحص الطبي قبل الزواج ومعالجة مسببات المرض الأخرى، مشيراً إلى أن الوزارة لن تألو جهداً في سبيل المساهمة في التقليل من معاناة مرضى السكلر؛ بتوفير الأدوية اللازمة لعلاجهم والإجراءات الأخرى المتعلقة بعلاجهم. وشدد الوزير على جميع المعنيين بعلاج مرضى السكلر ورعايتهم ببذل قصارى جهدهم لتقديم أفضل رعاية وعلاج والاهتمام بتوفير كل سبل الراحة لهم.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة