الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٣١ - السبت ١٤ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٤ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

الشيخ علي مطر في خطبة الجمعة:

على التجار أن يتقوا الله في الناس خلال شهر رمضان





في خطبته ليوم الجمعة بمسجد أبي بكر الصديق أمس قال فضيلة الشيخ النائب السابق علي مطر «رمضان هذا الضيف العزيز الكريم سوف يحل علينا قريبا، فرمضان أقبل مرحباً بقدومه، مرحباً بشهر الصيام والقيام والقرآن، مرحباً بشهر تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبوب النيران وتصفد فيه الشياطين، وهكذا عباد الله تتجدد مواسم الطاعة والعبادة، ليستمر العبد الموفق على طاعة ربه ومولاه وتعظيمه والخضوع له سبحانه، وإقامة العبودية الكاملة الخالصة له جل شأنه. «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ».

وليحقق التقوى التي هي الغاية الكبرى والحكمة الجامعة من فرض الصيام، كما بيّنها الله عز وجل في قوله: «يَا أَيلاهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ».

وقال تعالى عن عباده المتقين: «إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً، وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً، وَكَأْساً دِهَاقا، لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلا كِذَّاباً، جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَاباً».

إن للمتقين مفازا: أي نجاة من النار وفوز بالجنة ونعيمها، ومتنزها في حدائقها وبساتينها.

ورمضان شهر خير وبركة على المسلمين.. لقول نبينا صلى الله عليه وآله وسلم: «ما أتى على المسلمين شهر خير لهم من رمضان، ولا أتى على المنافقين شهر شرٌ لهم من رمضان».

وقد ورد في فوائد الصيام وبركة رمضان أحاديث كثيرة منها: قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الصلوات الخمسُ، والجمعةُ إلى الجمعةِ، ورمضانُ الى رمضانَ مكفراتٌ لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر».

«من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».

«من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».

«من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».

«كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به».

«... للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك».

«الصيام جُنة يستجنُ بها العبد من النار».

«الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة».

وللصوم أيضاً فوائدَ على صحة الإنسان، خصوصًا إذا اتَّبع الصائمُ النهجَ السليمَ في صيامه، من ناحية الاعتدال في المطعم والمشرب، فقد ذكر أهل الاختصاص من أطباء المسلمين وغيرهم، أن الصيام مفيد في علاج أمراض المعدة والدم والجهاز العصبي وغيرها، والصيام له دور في تجديد القوى وتصفية الجسم وتخليصه من السموم والفضلات المضرة الناتجة من الأغذية والأدوية، وكم شفى الله تعالى بالصيام من أمراض الأبدان.

ولنكن على حذر من الإسراف والمبالغة في شراء المواد الغذائية وتخزينها، فإن الله تعالى يقول: «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبلا الْمُسْرِفِينَ».

ولا ننسى بأننا نستعد لشهر الصوم، مما يعني مصروفات أقل، فوجبة واحدة رئيسة في اليوم هي وجبة الإفطار بينما تحتاج إلى ثلاث وجبات في غير رمضان.

وعلى التجار أن يتقوا الله في الناس، وترك الجشع ورفع الأسعار واستغلال حاجة الناس، فحال السواد الأعظم منهم ضعيف ودخله وعلى الدولة والجهات المعنية فيها أن يكون لهم دور حقيقي بارز لا شكلي في حماية المستهلك، وتشديد الرقابة على السلع ومراقبة جشع التجار وتلاعبهم ومحاسبتهم من دون مجاملة ولا محسوبية.

ثم لنعلم أن هذا الشهر المبارك الكريم فرصة لنشر المحبة والسلام، فرصة لتصافي القلوب وإنهاء الخصومة والتقاطع والتنازع، فرصة للسير بالوطن نحو الإصلاح والاستقرار، فيكفي ما مر بنا من تجاذبات سياسية وتأزيم وتحريض، وعلى الجمعيات السياسية والمعرضة وغيرها سلوك الطرق الحضارية والقانونية التي لا تضر بمصلحة الوطن وأمنه، ونقول لجميع الأطراف يكفي.. يكفي، واتقوا الله في بلدكم وأمنه واستقراره، ولنعد إلى سابق عهدنا كما كنا، أمة متكاتفة متعاونة متسامحة مترابطة، لنعمل جميعا من أجل الوطن وبنائه وقوته ورفعته، فإن ذلك فعل المواطن الصالح، ومبتغى الحكماء وأمنية العقلاء، وهو أمر سهل على من صلحت نيته وحسن قصده.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة