الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٣٣ - الاثنين ١٦ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٦ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عالم يتغير


"الوفاق" تغازل تجمع الوحدة الوطنية.. لماذا؟





} لكأن هناك شيئا يدور خلف الستار، لكأن هناك أشخاصا يتبادلون لعبة الاسترضاء والغزل، ويمدون اليد خفية لبعضهم وللوفاق أو لقادة الحراك الانقلابي الطائفي، سياّن، ومن سيدفع الثمن هو الوطن، والغزل غير البريء على حساب موقف أهل الفاتح ودورهم الوطني، الذي كما يرى كثيرون يحاول البعض اختطافه وتجييره لحساب الانقلابيين، وعبر التلاعب بالموقف الوطني في وجه الموقف الانقلابي، يتم اليوم قذف قارب النجاة للوفاق، التي تشرعن بجمعيتها كل ما شهدته البحرين من كوارث وتأزيم، بل يتم تقديم هدية مجانية على طبق من ذهب عبر التقرير السياسي الأخير للتجمع وعبر البرنامج السياسي الذي سبقه.

} "الوفاق" الغارقة حتى أذنيها في أزمتها الذاتية وأزمة فشل الحراك الانقلابي الطائفي، تلقت بالطبع تلك الهدية المجانية وقارب النجاة، بشوق من لم يكن يتوقع على الإطلاق أن يتم تقديمها لها تحديدا من تجمع الوحدة الوطنية، لذلك فجأة غيرت لهجتها ومفردات خطابها، ونعتت من بالتجمع بـ (الاخوة)، وهي التي ومعها بقية وجوه الحراك الانقلابي من أتباعها والجمعيات غير المرخصة، كانوا لا يتحدثون عن المكون الرئيس، الذي هو أهل الفاتح إلا بأردأ الأوصاف، التي في حقيقتها تنطبق على حراكهم الانقلابي، إذ تمت غربلة سلوكات من قام به وفي إطار تحليل موضوعي صرف لا صلة بالعواطف أو الانفعال به.

فمن هم "الاخوة" هؤلاء؟ ولماذا تم تشبيه التقرير والبرنامج السياسي للتجمع وكما قال عبدالجليل خليل في جريدة الوفاق اليومية (هو تقدم وقراءة جريئة تلتقي في جميع مطالبها الرئيسية مع وثيقة المنامة، ونحن نرحب برؤية التجمع الوطني الجديدة ومستعدون للجلوس مع الاخوة في تجمع الوحدة وتصبح وثيقة المنامة مثالا بين قوى المعارضة).

هكذا إذًا: "اخوة" و"قوى المعارضة" "ورؤية التجمع الوطني الجديدة" والمشترك هو وثيقة المنامة، رغم اعتراضنا على إلصاقها بالمنامة جزافا كما قلنا وقال غيرنا سابقا.

} "الوفاق" التي يئست من فرض وثيقتها الانقلابية في الداخل والخارج، ووصلت إلى مرحلة الغرق، تجدد الحلم لديها اليوم والأمل، من خلال من؟ تجمع الوحدة الوطنية الذي خرج من بطن الحراك الوطني المضاد، وأفشل حراكهم الانقلابي، يا للمفارقة! وهذا تحديدا ما سعت إليه بعد فشل حراكها، وبعد أن استوعبت دروس "السفير الأمريكي"، بأن المهمة الأساسية والضرورية للانقلابيين (هي أن يتحالف المكون الآخر الرئيس معهم)، وبدون ذلك فان حراكهم الانقلابي سيبقى يراوح مكانه، مهما مارسوا من تصعيد عبر المسيرات أو العنف أو حتى الإرهاب فهل تم الاختراق؟ ولذلك فرحوا بالتقرير السياسي، بل روجوا له في الخارج، ففي ذلك إكساب لحراكهم بما عجزوا عن إثباته طوال الفترة الماضية سواء في الوطنية أو في الشعبية.

} وهنا وبعد أن تناولنا التقرير بكثير من التوضيح لنقاطه الخلافية في المقالات السابقة نضع اصبعنا هذه المرة على نقاط أخرى عبر أسئلة مشروعة يتم طرحها: ١- من هم "الاخوة"؟ حتما هم ليسوا أهل الفاتح فموقفهم من الوفاق ومن الحراك الانقلابي الطائفي واضح وضوح الشمس، بل هم من قَلَب المعادلة السياسية أصلا.

٢- الوفاق تريد الجلوس مع "الاخوة" لتناقش معهم مجددا وثيقتها باعتبارات "الرؤية الجديدة للتجمع" التي ترى أنها موجودة في التقرير والبرنامج السياسي للتجمع أو تتفق مع تلك الوثيقة، وللمفارقة أن موقف رئيس التجمع الدكتور "عبداللطيف المحمود" كان طوال الوقت في اتجاه رفض ما جاء فيها. إذًا من هم "الاخوة" الذين تريد "الوفاق" اليوم الجلوس معهم؟ وهل يمثلون بالفعل موقف أهل الفاتح؟

هل سيخولهم أحد من أهل الفاتح بذلك الجلوس أو حتى بقبول ما طرحوه من "الرؤية الجديدة" حسب توصيف أحد رؤوس الوفاق لما هو مطروح في التقرير السياسي؟

٣ - اليوم مع تزايد الآراء المستنكرة للتقرير السياسي من جانب أهل الفاتح فما هو موقف رئيس التجمع؟ هل سيتبنى ذلك التقرير أم سيتم الاستمرار في لعبة الاسترضاء والغزل المقابلين له أم سيتحمل التجمع المسؤولية الوطنية المنوطة به، إن أراد الاستمرار في تمثيل أهل الفاتح باعتباره تجمعا لهم ويتحدث باسمهم، مما يستدعي اتخاذ موقف حقيقي من "الوفاق" ومن كل قادة الحراك الانقلابي بعد كل الكوارث التي تسببوا فيها لهذا الوطن ولشعبه؟

٤- إن محاولة إنقاذ "الوفاق" من ورطتها وأزمتها المستفحلتين بكل المقاييس، رغم الدعم الخارجي المتعدد الوجهات لها، هي جريمة كبرى في حق هذا الوطن، وفي حق كل المكونات التي تضررت ابلغ الضرر من حراكها التأزيمي الدائم، ومن أجندتها التي يبدو أنها لاتزال بحاجة إلى تفكيك موضوعي صحيح لمن لم يستوعب دورها المشبوه بعد من (الاخوة) ولذلك فان كل الأنظار تتجه إلى رئيس التجمع لكي يحسم أمر ذلك التقرير بل يطرح البرنامج السياسي أمام أهل الفاتح قبل التحرك من خلاله باسمهم، وهذا ما نتوخاه منه.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة