حريق "السوق الشعبي" وأهواله
 تاريخ النشر : الثلاثاء ١٧ يوليو ٢٠١٢
محمد المحميد
}} أول السطر:
الأمير خليفة بن سلمان.. رجل الوطن والميدان، هكذا هو دائما وأبدا، والزيارة الكريمة التي قام بها سموه بالأمس للسوق الشعبي وإلغاء كل الارتباطات والاجتماعات من أجل الوقوف على مجريات ما حصل، تؤكد بحق صورة الرجل الوطني المسئول.
}} للعلم فقط:
كشف مصدر رفيع في ديوان الخدمة المدنية أن رواتب موظفي الدولة عن شهر يوليو الجاري ستكون في حساباتهم قبل حلول شهر رمضان المبارك. وأشار المصدر إلى أن صرف الرواتب قبل موعدها يأتي للتسهيل على المواطنين في مواجهة الأعباء المعيشية خلال الشهر الفضيل حيث ترتفع الأسعار وتزداد المصاريف... يستاهلون أهل الكويت.
}} حريق السوق الشعبي:
في أحد المسلسلات الرمضانية المحلية يختلف اثنان على مزرعة وري المياه وطبيعة الزرع، ولكن حينما يشتعل حريق في مزرعة واحد منهم يهب الجميع ومن ضمنهم الشخص المتنازع مع الآخر للمساعدة في إطفاء الحريق والتضامن مع صاحبه، ويتناسى كل دواعي الخلاف والخصومة، غير أن المؤسف اليوم في حريق "السوق الشعبي" أن ينظر البعض إلى جنسية وهوية وأصول التجار والباعة المتضررين، في موقف عنصري لا يعبر عن أي إنسانية ولا حضارية ولا أخلاق إسلامية.
في المصائب والكوارث تتوحد المشاعر وتتغلب المصلحة العامة ويترفع الجميع عن أية خلافات من أجل التعاضد وتقديم كل أشكال التضامن والدعم والمساندة، ولعل "محنة" حريق السوق الشعبي عبرت بشكل واضح عن "منحة" التلاحم والتكاتف الوطني بين الجميع.
ربما يستوجب منا المقام هنا ومع تشكيل لجنة التحقيق الحكومية لكشف ملابسات الحادث أن نطالب بنشر نتائج التحقيق للرأي العام بأقصى سرعة، بجانب محاسبة الجهات المقصرة في أداء واجبها والمتسببة في حجم الحادث وضمان عدم تكراره في مواقع أخرى، وخاصة أن غياب اشتراطات الأمن والسلامة في سوق المقاصيص كان واضحا وعلنيا وتحت مرأى ومسمع الجميع، وخاصة المسئولين الذين قاموا بزيارات ميدانية للسوق قبل وقوع الحادث.
نقطة جديرة بالذكر هنا وهي سرعة تعويض التجار والباعة المتضررين، خاصة ونحن مقبلون على شهر رمضان الكريم، وهناك خسائر مالية على الباعة، وعليهم التزامات مالية كبيرة للبنوك والمؤسسات التجارية وغيرها، لأن الحريق الذي تم إطفاؤه بالمياه يقابله حريق أكبر عند التجار والباعة في تحمل التكاليف والتعويضات، وهذه مسألة يجب أن ينظر فيها من الآن لأننا بعد اسبوع أو اسبوعين سوف ننسى جميعا ما حدث وننشغل في أمور أخرى.
بالتأكيد فإن حريق السوق الشعبي يدعونا لمطالبة غرفة التجارة والصناعة بزيادة المبلغ المرصود لصندوق الدعم والتعويض، والترجمة الواقعية للتصريح الصادر منها بالأمس بأنها ستقف مع التجار، فهم لا سند لهم ولا معين ولا ممثل شرعي سوى الغرفة، وحتى نتجنب جميعا تسييس حريق السوق أو طأفنته.
قبل أن نختم الموضوع نود أن نؤكد أن سرعة كشف نتائج التحقيق كفيلة بوقف أي كلام وأسباب يتناقلها الناس فيما بينهم، ومنها ما هو غير صالح للنشر، ولكنها قد تصبح حقائق مع مرور الوقت.
}} ملاحظة واجبة:
تصريحات السفراء الأجانب الحالية في البحرين تؤكد تغييرا إيجابيا في المواقف، ونرجو أن يثبتوا عليها، ويبعثوا بتقاريرهم إلى بلادهم على ضوئها، الأمر الذي يعكس سقوط الأقنعة والأكاذيب التي لا تزال تروج لها المعارضة الطائفية وماكيناتها الإعلامية ودكاكينها الحقوقية.
}} آخر السطر:
من أقوال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: "نحن لا نلوم الآخرين على انتهاز الفرص لخدمة ما يعتقدون، ولكننا نلوم أنفسنا إذا تركنا فراغا امتد فيه غيرنا.. ومن ترك باب داره مفتوحا.. لا يلوم اللصوص إذا سرقوا مدخراته".
.
مقالات أخرى...
- شكر واجب لرجال الواجب الوطني - (16 يوليو 2012)
- قراءة في خبر "ملايين" الأمريكان - (15 يوليو 2012)
- عن مطار البحرين الدولي - (14 يوليو 2012)
- علاوة الغلاء ومصانع المياه واللحوم - (13 يوليو 2012)
- الحرب بين الخليج وإيران - (12 يوليو 2012)
- تساؤلات لهيئة التأمين الإجتماعي - (11 يوليو 2012)
- عن مسلسل الفاروق «عمر» - (10 يوليو 2012)
- الطائرة الكويتية.. الحمد لله على السلامة - (9 يوليو 2012)
- الحاضر الغائب.. حافظ الشيخ صالح - (8 يوليو 2012)