الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٢٩ - الخميس ١٢ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٢ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرأي الثالث


الحرب بين الخليج وإيران





علينا أن نعي أن هناك حرب معلنة وليست مخفية بين إيران ودول مجلس التعاون. ليست حربا بالكلام والتهديدات بل حرب فعلية بالسلاح على الأرض، ساحتها الرئيسية سوريا، إلا أن بعض الشرر يتطاير إلينا هنا في دول مجلس التعاون، وبالأخص في البحرين والسعودية، وباقي الدول أيضا لا تمضي فترة إلا وتعرضت لحوادث متفرقة. الحرب بالوكالة التي تخوضها إيران ضد دول الخليج، وتخوضها دول الخليج ضد إيران، على الأرض السورية مضى عليها أكثر من عام. الكفة الآن بدأت ترجح لصالح الثوار على الأرض، فمن الواضح جدا أن مستويات تسليحهم باتت مرتفعة جدا. في مارس الماضي كان النظام السوري يحاصر الثوار في المدن التي يتحصنون فيها، أما اليوم فإنهم يضربونه في عمق دمشق، ومن لا يقرأ هذا المشهد ويستنتج منه أن نظام الأسد يشارف على السقوط فإن عليه أن يعيد حساباته.

سوف تأتي نقطة محددة من الزمن يشن فيها الثوار هجوما مباغتا وعنيفا على معاقل الأسد في قلب دمشق، والتهديد الأخير الذي أطلقته «كلينتون» هو إشارة مباشرة لهذا الهجوم المرتقب. ان دول مجلس التعاون لم تكن تريد الانجرار في أي حرب مع إيران، إلا أن عدم إنصات النظام السوري لصوت العقل والحكمة في التعامل مع بداية الثورة وارتمائه الكامل في أحضان إيران، وتطبيقه سياساتها في التدمير والقتل، كان بمثابة جرس الإنذار الذي جعل دول مجلس التعاون تتحرك لوضع حد حيال التمدد الإيراني وتدخلات طهران في دول المنطقة، وخصوصا أن مخالب إيران نالت من العراق ولبنان شر منال. ما تدركه إيران ويدركه معها حليفها السوري، إنهما لا يقاتلان دول مجلس التعاون فقط على الأرض السورية، بل يقاتلان الشعب السوري الذي يقف ضدهما أيضا، وهذه هي المعادلة التي سوف تنتهي بمشيئة الله لصالح الثورة السورية.

إن ما ينبغي على السوريين التفكير فيه بكل جدية الآن، هو كيف سيديرون ثورتهم الحقيقية بعد سقوط نظام الأسد. بكل تأكيد سوريا سوف تكون في حاجة إلى دعم دول مجلس التعاون المادي والاقتصادي والسياسي كي تنهض من جديد، وهذا الدعم سوف تحدده اتجاهات الثورة بعد انتصارها. فإن فضّل السوريون أن يتعاملوا مع ثورتهم على الطراز المصري أو التونسي، بمعنى أن يتحركوا «أيديولوجيا» فإن هذا لن يصب في صالح مستقبل البلاد ورخائها ونموها، وان تعاملوا مع الثورة عبر العلاقات الإقليمية مع الإيمان أيضا بعمقها في الخليج العربي وأيضا علاقاتها المميزة مع باقي الدول من منطلق التعاون، فسوف تكون سوريا هي المثال الأفضل والأكثر إشراقا من بين بقية الأمثلة الأخرى في المنطقة العربية.

النفوذ الإيراني في المنطقة العربية يتراجع، ويندحر، وهذا ليس رأي بل حقيقة استراتيجيه، لأن إيران رمت بنفسها في مغامرات إقليمية غير محسوبة، وهذه المغامرات تحتاج إلى قدرة اقتصادية هائلة، وإيران تعاني الأمرين الآن نتيجة الحصار الاقتصادي الذي يفتك بها، علاوة على خسائرها في سوريا وما تتكبده نتيجة صراع بقائها هناك.

قريبا بإذن الله ستنتصر ثورة سوريا وسنحتفل مع السوريين هنا في الخليج بنصرهم ونصرنا معهم.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة