الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٣٥ - الأربعاء ١٨ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٨ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة


هل وصلت الأرقام القياسية إلى حدودها القصوى؟





باريس - أ ف ب: يرسم شعار الألعاب الأولمبية "أسرع، أعلى، أقوى" صورة عن كسر لا يستكين للأرقام القياسية. لكن عدداً من العلماء يقولون أن الأرقام القياسية الرياضية بدأت بالركود، وسيصبح يوماً ما من شبه المستحيل كسرها من دون اللجوء إلى المنشطات، التعديل الجيني أو التكنولوجيا المستقبلية. الرقم القياسي العالمي للقفز الطويل لدى الرجال يعود إلى عام ١٩٩١، والرقم القياسي للقفز بالزانة لدى الرجال لم يكسر منذ عام ١٩٩٤، والانجازات في السباحة للمسافات القصيرة تراجعت منذ حظر البدلات التي تحد من قوة الجر في ٢٠١٠. ويعتبر ستيف هاك، مدير مركز هندسة الرياضات للبحوث في جامعة شيفيلد هالام، أن: "في كل الرياضات، ما نراه هو فتور"، مشيراً إلى أن الأرقام القياسية مازالت تكسر في الكثير من الرياضات، لكن الهوامش تزداد ضيقاً.

وقارن جيفري بيرثيلو من المعهد الوطني الفرنسي لرياضة الخبرة والأداء بين الأرقام القياسية الأولمبية منذ انطلاق الألعاب بصيغتها الراهنة عام ١٨٩٦. واحتسب أن الرياضيين وصلوا إلى ٩٩ في المائة من الممكن ضمن حدود الفيزيولوجيا البشرية الطبيعية. وبحدود ٢٠٢٧، سيكون نصف الأحداث الرياضية الـ١٤٧ التي درست، وصل إلى حدوده المقدرة، ولن تتحسن أرقامه بأكثر من ٠,٠٥ في المائة بعد ذلك، وفق التقدير الرياضي لبيرثيلو.

ويقول: "الأداء الرياضي تصل إلى حد فيزيولوجي". ويتوقع رضا نوباري من جامعة بلومبرغ في بنسيلفانيا أن سباق ١٠٠م رجال، الذي يعتبر مقياس التسارع البشري والسرعة، قد ينجز في ٩,٤ ثوان حداً أقصى. ويقول: "تقترح المعطيات أن زيادات السرعة البشرية تتراجع، وستتوقف في شكل كامل في نهاية المطاف"، لافتاً إلى أن هذا التوقع مبني حصراً على الرياضيات. ولا يأخذ هذا التوقع في الاعتبار ظهور عدائين استثنائيين مثل الجامايكي اوساين بولت، الذي يحمل حاليا الرقم القياسي العالمي لسباق ١٠٠م مع ٩,٥٨ ثوان.

وأضاف نوباري: "من المستحيل على أي كان توقع غرابة الموهبة الرياضية". وتابع: "بولت، كما تبين، نموذج مثالي لأنه يجمع المزايا الميكانيكية للقامات الطويلة مع سرعة العضلات لقصيري القامة". وتوقع نوباري أيضاً أن يكسر الرقم القياسي للقفز الطويل (٨,٩٥ أمتار) الذي حمله الأميركي مايك باول خلال الأعوام الـ٢١ الأخيرة، في حدود عام ٢٠٤٠، علماً أن باول كسر رقم بوب بيمون (٨,٩٠ أمتار) الذي كان قد حققه في أولمبياد مكسيكو ١٩٦٨.

ووفق هاك: "نعم يمكننا توقع الحدود"، علماً أنه: "من الأرجح إلا يتم" الوصول إليها خلال خمس أو عشر سنوات. وفي بعض الأحيان ما يصنع الفارق ليس الجينات بل التكنولوجيا، كبدلات السباحة التي تغطي كامل الجسم التي أدت إلى كسر ٢٥ رقماً قياسياً عام ٢٠٠٨ و٤٧ رقماً في ٢٠٠٩، قبل حظر استعمالها. وكان مارك داني، عالم الرياضيات في جامعة ستانفورد، قد قال في تقرير عام ٢٠٠٨ أن سرعة الكلاب المشاركة في سباقاتها الخاصة لم ترتفع منذ ٤٠ إلى ٦٠ عاماً، رغم توافر تربية حيوانية متقدمة ومنشطات لتعزيز الأداء.

وثمة أيضاً من يعتقد بان كسر الأرقام القياسية سيستمر، ولو بأجزاء قليلة من الثانية: "تخيلوا إذا ما تقرر قياس الوقت بجزء من الألف من الثانية"، وفق ايان ريتشي من قسم حركية الإنسان في جامعة بروك الكندية، الذي يعتبر أيضاً أن توقع الحدود ليس أمراً جديداً. وقبل أن ينهي البريطاني رودجر بانيستير سباق الميل (١,٦ كيلومتر) بأقل من ٤ دقائق عام ١٩٥٤: "افترض كثيرون أن الأمر مستحيل نظرياً"، ووصل الأمر بالبعض إلى اعتبار أن الرئتين ستنفجران، علماً أن الرقم القياسي الحالي لسباق الميل هو ٣,٤٣,١٣ دقائق.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

.. لا سامحكم الله!!

هذه الحادثة البشعة, وهذه الجريمة الشنعاء التي زلزلت الأرض من تحتها, وهزت معها مشاعر المواطنين, ولوثت أجواء ... [المزيد]

الأعداد السابقة