الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٣٥ - الأربعاء ١٨ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٨ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة


منتخب شباب اليد وقع فريسة التغيرات على رأس الجهاز الفني وقصر فترة الإعداد





تنظر الدول إلى منتخبات الشباب والناشئين في مختلف الالعاب بالكثير من العناية والمتابعة وحشد الطاقات والكوادر الفنية المؤهلة على اعتبارهم الرافد الرئيسي نحو بناء المستقبل وحلقة من الحلقات المتصلة والمتشابكة مع منتخبات الكبار للإبقاء على الزخم ، والتواجد في المحافل والبطولات العالمية، وعلى المستوى المحلي نجد الاهتمام كبيرا وملحوظا بالفئات العمرية المختلفة في لعبة كرة اليد، والذي يصب في خانة تطوير المنتخبات الوطنية المختلفة التي تمكنت عبر هذا التوجه المبرمج من كسر الحاجز النفسي ، بالوصول إلى العالمية ومقارعة المنتخبات العالمية الكبيرة والعريقة على مستوى الكبار والشباب والناشئين

مناورة ذكية لمنتخبنا الشاب قبل لقاء الكويت

كنا قد عقدنا العزم خلال التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم الثالثة عشرة للشباب التي انتهت مؤخرا في العاصمة القطرية الدوحة على منتخب الشباب في الوصول إلى نهائيات بطولة كأس العالم المزمع إقامتها في البوسنة والهرسك برفقة المنتخبات الثلاثة المتأهلة ، بعد المناورة الذكية من قبل الجهاز الفني الوطني بقيادة علي العنزور مساعده محمد المراغي في مواجهة منتخب تايوان ، والمنتخب اللبناني، حيث لم يكشف منتخبنا الشاب جميع الاوراق وأوهم المنتخب الكويتي المنتشي بفوزه العريض على منتخب كوريا الجنوبية، المرشح الأقوى للبطولة بأن المنتخب البحريني من المنتخبات الضعيفة التي يمكن التهامها بسهولة، ونجح الجهاز الفني على رأس منتخبنا الوطني في اصطياد ذهنية المنتخب الكويتي، وإيقاعه في فخ الهزيمة، في لقاء تكتيكي محض كانت للمنتخب البحريني وللجهاز الفني الغلبة، وفتح الباب واسعا أمام التأهل بثلاث فرص متمثلة في، الفوز أو التعادل أو الخسارة بأقل من ثمانية أهداف وهذا في نظر الكثيرين وأنا واحد منهم ممكنة جدا في ظل المستوى المتقدم الذي قدمه اللاعبون أمام المنتخب الكويتي الشقيق الذي فاز على كوريا في مباراة رائعة بفارق ١٣ هدفا.

الكوريون استفادوا من الفوز البحريني على الكويت

الفوز على المنتخب الكويتي من قبل المنتخب البحريني أعطى اللاعبين في المنتخب الكوري شحنة من التحدي ودافعا قويا لتعويض الخسارة أمام الكويت، واللعب بالفرصة الوحيدة المتاحة وهي الفوز على المنتخب البحريني وبفارق ثمانية أهداف، إي أن الهدف الكوري اصبح واضحا في مواجهة منتخبنا، وهذه مسألة مهمة لم ينتبه لها الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني في غفلة الفوز الكبير على الكويت، والشعور بنشوة الانتصار هذه النشوة والاحتمالات الثلاث للفوز على كوريا ، أوقعت الجهاز الفني في ورطة، وإشكالات لم يجدوا لها مخرجا لذلك كانت الترتيبات للمباراة صعبة بين الخيارات المتوفرة.

تكتيك غير موفق في مواجهة المنتخب الكوري

مال الجهاز الفني في المنتخب إلى اعتماد اسلوب التهدئة في الهجوم من أجل إهدار الوقت على المنتخب الكوري بالاحتفاظ بالكرة لفترة طويلة في حالة الهجوم، وتوسيع رقعة المناورة والعودة السريعة المنظمة إلى الدفاع في حالة فقدان الكرة ، إلا أن ذلك المفهوم التكتيك لا يمكن تطبيقه على أرض الواقع مع وجود منتخب الكوري القوي القادر على الضغط المباشر على حامل الكرة وقطع مسار التحرك ، ولدى لاعبيه السرعة العالية في التحول من الدفاع إلى الهجوم ، في الوقت الذي لا يتماشى ذلك مع الجانب الذهني والفسيولوجي والميكانيكي للجسم، بين التهدئة في الهجوم والعودة السريعة إلى الدفاع ومواجهة الخطط الهجومية الكورية العالية التنفيذ، في الوقت الذي يحتاج منتخبنا إلى طاقة كبيرة وجبارة في التحول من السكون إلى الحركة طوال شوطي اللعب، وهذا ما اعطى المنتخب الكوري ألأسبقية في التسجيل والسرعة في التغطية، وأعتقد بأن منتخبنا الوطني لو اتبع نفس اسلوب اللعب الذي اعتمده أمام المنتخب الكويتي، السرعة والقوة لتمكن لاعبونا من تقليل الخسارة وتجاوز المحطة الكورية.

الجهاز الفني لمنتخبنا لم يدرس خسارة الكوريين من الكويت

خسارة المنتخب الكوري من المنتخب الكويتي لم تدرس بالشكل الصحيح من الجهاز الفني لمنتخبنا حيث كان فوز الكويت على كوريا يعود إلى تأخر اللاعبين الكوريين في التكيف مع الساعة البيولوجية نظرا لفارق التوقيت في ساعات النوم والتغذية ومع مرور الوقت بدأ الكوريون في التكيف والدخول إلى أجواء التصفيات والمنافسة، وكان ذلك واضحا في لقاء المنتخب الكوري ومنتخبنا الوطني الذي لم يجد وسيلة في إيقاف زحف لاعبيه وفك شفرة السرعة في اللعب وكسر نغمة الحركة.

العبرة من الخسارة

الآن وقد خسرنا شرف التأهل لنهائيات كأس العالم في البوسنة والهرسك على مستوى الشباب بعد أن كنا قريبين من الحصول على بطاقة التأهل مع فريق يمتلك غالبية لاعبيه خبرة المنافسات العالمية حيث إن منتخب الشباب هو ذاته منتخب الناشئين الذي شارك في بطولة العالم للناشئين بالأرجتين بقيادة السباع علينا أن نستفيد من التجربة وأن نعطي منتخب الناشئين الحالي كل ما يحتاجه من الدعم في إيجاد المعسكرات التدريبية وفرص الاحتكاك مع المنتخبات الكبيرة حتى نتمكن من الابقاء على حبل التواصل ممدودا مع البطولات العالمية، واعتقد بأن فرصة منتخب الناشئين في التأهل إلى نهائيات كاس العالم لكرة اليد ممكنة مع استضافة مملكة البحرين للتصفيات وتوفير الفرصة لمنتخبنا الوطني للعب على أرضه وبين جماهيره كما أن الجهود المبذولة من قبل رئيس وإدارة اتحاد اليد والمتابعة الحثيثة لسير الفريق والبداية المبكرة التي اعتمدها الجهاز الفني لإعداد الفريق على المدى الطويل سوف تساعد اللاعبين على تخطي الصعوبات والمشكلات التي تعرض لها منتخب الشباب قبل المشاركة في تصفيات الدوحة مع تغيير الاجهزة الفنية وعدم الثبات على تشكيلة واحدة إضافة إلى الاصابات التي كانت تلاحق اللاعبين ومدى التعب والإرهاق الذي تعرض له جل اللاعبين في المنتخب الشاب من خلال مشاركتهم في مباريات الدوري والكأس مع أنديتهم المحلية وحاجتهم الماسة للراحة إلا أن توقيت وموعد البطولة في الثلاثين من الشهر الفائت أربك الحسابات ولم يعط الجهاز الفني فرصة التفكير وإعادة ترتيب الاوراق كما أن وجود المدرب الوطني علي العنزور وحيدا على راس الجهاز الفني بعد اعتذار المدرب الدنمركي أورليك عن مواصلة العمل مع منتخب الشباب لظروف عائلية خاصة ومغادرة صالح بوشكر إلى الجزائر قبل موعد البطولة وضع البيض جميعا في سلة واحده، وجاءت تحركات الاتحاد متأخرة جدا في إسناد مهمة المدرب المساعد للمنتخب الشاب إلى محمد المراغي ولم يتبق من المغادرة إلى الدوحة سوى ايام قليلة لم تعد كافية لوضع سياسة موحده لإدارة الفريق واختيار التشكيلة المناسبة وأساليب اللعب المقترحة للمواجهات الصعبة في التصفيات لذلك جاءت المباريات التي لعبها المنتخب متباينة المستوى والبدايات ضعيفة على الرغم من تسليمنا بأن وراء ذلك مناورة وخداعا للمنتخب الكويتي إلا أن اللقاء أمام المنتخب الكوري الجنوبي كشف المستور والضعف في الجانب الدفاعي والهجومي وعدم توفيق الجهاز الفني في خطط الاعداد الذهني وكان واضحا الخوف والرهبة على وجوه اللاعبين وعدم القدرة على الجري و مجاراة المنتخب الكوري الذي عمق المشكلة الدفاعية لمنتخبنا الوطني الشاب بهجماته الشرسة وطريقة دفاعاته القوية الضاغطة وحسم نتيجة اللقاء مع نهاية الشوط ألأول.

البطولة أفرزت لاعبين على مستوى عال من المهارة

الخسارة والابتعاد عن نيل بطاقة التأهل إلى نهائيات كاس العالم للشباب المزمع إقامتها في البوسنة والهرسك لا ينسينا الجهود الكبيرة التي بذلها الجهاز الفني بقيادة علي العنزور ومساعده محمد المراغي في التغلب على الصعوبات التي سبقت البطولة وأثناءها والدليل بأن منتخبنا الوطني الشاب لم يخسر في التصفيات سوى مباراة واحده أمام كوريا الجنوبية وفاز في جميع المباريات أمام تايوان ولبنان والكويت وخسر من كوريا وفاز على الامارات العربية المتحدة وعلى هونج كونج وأخيرا على تايوان لتحديد المركزين السابع والثامن وكانت الغلبة لمنتخبنا بجدارة واستحقاق مما يعنى للمتتبع القريب بأن المنتخب كان بحاجة إلى فترة اعداد أطول ومباريات تجريبية أكثر للوصول إلى المستوى المطلوب من المنافسة وخطف بطاقة التأهل إلى العالمية، ومن الجانب الآخر يجب الاشادة باللاعبين المشاركين في المنتخب والمستوى التصاعدي الذي يقدمونه في المباريات وبروز نخبة من اللاعبين الشباب الذي سوف يجدون لهم المكان الملائم في منتخب الكبار ، وأشير إلى علي عبد القادر وعواد رجب ومحمد مدن ومحمد حبيب وعمار المدني ومحمد الحايكي وعلي محمد علي وعبد العزيز عبد الغني وعبد الله السلاطنة وأحمد حيدر وسلمان طراده وفي الحراسة جاسم رضي والمبارك والفرج.

نظام البطولة ابعد منتخبنا عن التأهل

وبالعودة إلى المنافسات على بطاقات التأهل إلى نهائيات كاس العالم نجد أن المنتخب الكوري الجنوبي يتصدر جميع المنتخبات والوصول إلى المباراة النهائية واللعب أمام المنتخب القطري الذي ضمن التـأهل إلى المباراة النهائية بما يمتلكه الفريق من لاعبين محترفين غير قطريين المولد وخسارة منتخبنا أمام المنتخب الكوري الجنوبي تعكس قوة المنتخب الكوري ولا تعني ضعف المنتخب البحريني الذي تفوق بجدارة على المنتخب الكويتي الذي يلعب على المركزين الثالث والرابع أمام المنتخب السعودي وسوف يتأهل الفريق الفائز برفقة المنتخبات الكوري والقطري إلى نهائيات كأس العالم في البوسنة والهرسك في السنة القادمة ٢٠١٣.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

.. لا سامحكم الله!!

هذه الحادثة البشعة, وهذه الجريمة الشنعاء التي زلزلت الأرض من تحتها, وهزت معها مشاعر المواطنين, ولوثت أجواء ... [المزيد]

الأعداد السابقة