الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٣٦ - الخميس ١٩ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٩ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرأي الثالث


حتى لا تصبح البلاد (سمردحة)





**أول السطر:

تحركات السفراء الأجانب في البحرين، ومشاركاتهم في الندوات والمجالس والديوانيات، وتدخلهم في الشئون المحلية، تستلزم بعض التقنين والضبط والتوجيه الدبلوماسي، حتى لا تصبح البلاد (سمردحة)..!!

**للعلم فقط:

مع إعلان الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة أدرجت اسم مواطن بحريني. (أ ع أ ص) الملقب بـ "الشرقي"، على القائمة السوداء للإرهابيين.. نأمل أن نقرأ بيان وتحرك من وزارة الخارجية البحرينية حول ملابسات الموضوع، حتى لا نربط ما حصل بتوقيت حادثة الـ(١١ مليون).. وحتى لا تصبح البلاد (سمردحة)..!!

**حتى لا تصبح البلاد (سمردحة):

"السمردحة" في اللهجة المحلية تعني: "المكان الواسع الكبير الذي بإمكان أي شخص أن يتحرك فيه بكل أريحية ويمارس ما يشاء فيه من تصرفات من دون حسيب ولا رقيب".. ومملكة البحرين رغم صغر حجمها الجغرافي رغم الدفان والتوسع، يراد لها أن تصبح "سمردحة" في قيام البعض بما يشاء من أعمال وتصرفات من دون قانون ولا نظام.

في الجانب السياسي تمارس المعارضة الطائفية "سمردحة" بشكل متواصل لحد أصبحت مثار رفض الجميع وحتى حلفاء الأمس وخاصة السفراء الأجانب.. وما تصاعد بعض عمليات التخريب إلإرهابية وزيادة المسيرات غير المرخص بها إلا من أجل جعل البلاد "سمردحة"، ومثل هذه الأمور يجب وقفها بالقانون الحازم والحاسم.

وفي الجانب الديني هناك "سمردحة" في المنابر ودور العبادة، رغم ما تمارسه من تحريض وفتاوى "اسحقوه"، ورغم كل التصريحات والبيانات من مؤسسات الدولة في تطبيق القانون وتقنين المنابر، إلا أن الوضع زاد "سمردحة"، وها هو شهر رمضان الكريم قادم، ولا ندري كيف سيكون الوضع فيه..؟

وفي الجانب الإعلامي هناك "سمردحة" صحفية والكترونية، وهناك تجاوزات تعدت حرية الرأي والتعبير، وهناك سب وتطاول وتهديد لاستقرار الوطن ومصالحه، وفي كل يوم نقرأ تصريحا ووعودا في أن الدولة ستقوم بكذا وستشرع بكذا، ولكن حتى اليوم لا يوجد أي تطبيق وتنفيذ على أرض الواقع.

في الجانب الإسكاني هناك "سمردحة" في توزيع الخدمات الإسكانية على المواطنين، وطوابير الانتظار أصبحت مضاعفة، رغم كل البيانات الرسمية التي تؤكد حل المشكلة الإسكانية، وإشراك القطاع الخاص لبناء منازل لمحدوي الدخل، إلا أن الحقيقة كشفت بناء مشاريع إسكانية لأصحاب الثروات والحظوة والمكانة الرفيعة.

جوانب كثيرة ومجالات عديدة لو كتبنا عن "السمردحة" فيها فسوف نحتاج إلى كتب ومجلدات، ولكن في غياب القانون والعدالة لا تسألني: يعني شنو "سمردحة"..؟؟

**ملاحظة واجبة:

في كل مرة ننادي فيها بزيادة الرواتب للموظفين في القطاع العام والقطاع الخاص، وندعو إلى زيادة رواتب المتقاعدين، تبرز لنا فزاعة "العجز الاكتواري".. فيما الأموال التي تنفق على الحفلات والمهرجانات والسباقات، وحتى ما يدفع لمراضاة وتقريب "الخونة" لا تعتبر عجز اكتواري ولا "سمردحة" من خزينة الدولة..!!

**آخر السطر:

ربما الشيء الوحيد الذي يتفق عليه الناس في رمضان هو تحويل القناة الفضائية "لساعة منبه" لمعرفة موعد الإفطار فقط، ثم الانتقال لمشاهدة قنوات فضائية أخرى ومتابعة برامج "السمردحة" الأكثر فائدة ومتعة.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة