الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٣٧ - الجمعة ٢٠ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

وزير الداخلية يبلغ الأمريكان:
أحداث البحرين ليست أمرا داخليا فحسب.. بل بمشاركة خارجية تؤجج الأوضاع







أجرى الفريق الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية مباحثات مهمة في الولايات المتحدة الأمريكية لدى زيارته الرسمية لها التي انتهت أمس.. التقى معاليه كوكبة من كبار المسئولين والشخصيات الأمريكية وأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب ومن بينهم الجنرال ديفيد بتريوس مدير وكالة الاستخبارات المركزية، وروبرت ميلر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية، ومايكل بوسنر مساعد وزير الخارجية وأعضاء لجنة الأمن الوطني وغيرهم.

أبلغهم الوزير أن البحرين سباقة دائما الى النهج الديمقراطي، وأن ما شهدته من أحداث ليس أمرا داخليا فحسب، بل كان بمساندة خارجية تعمل على تأجيج الوضع والدفع به تجاه العنف والتخريب، ومؤكدا أن الأمن والسلم الأهليين لا يتحققان بالعنف والإرهاب بل من خلال احترام القانون، وتقارب مشاعر الولاء وتحقيق العدالة، وهذه هي سمات الحكم الرشيد لجلالة الملك.

وأبلغهم الوزير ان التحقيقات في قضية ضبط ٥ أطنان من المواد المتفجرة أكدت وجود علاقة بين المتهمين على ذمة القضية وأطراف خارجية، وأن ثقافة العنف ليست من سمات المجتمع البحريني، وقد ثمن الجنرال بتريوس جهود جلالة الملك وقراره بتشكيل لجنة تقصي الحقائق، وأشاد بما يقوم به رجال الشرطة ويقظتهم في اكتشاف المتفجرات.

كما أكد المسئولون الأمريكان أهمية مملكة البحرين كصديق وحليف قوي لأمريكا، مؤكدين أنهم يتفقون مع وجود مبالغة في الطرح لأحداث البحرين، وأنه يتم تناولها بشكل غير موضوعي، وأنهم مستعدون لمد جسور التعاون مع البحرين في مجالات التدريب ومكافحة الإرهاب والجرائم الإلكترونية، وحذروا من استمرار الأوضاع على ما هي عليه لأنها تستغل من قبل المتشددين، وقالوا إن البحرين قد وصلت إلى مستوى راق ومتميز من خلال إصلاحات جلالة الملك، ولا بد أن يكون الحل من داخل البحرين وليس من خارجها.



(تفاصيل)





في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية للولايات المتحدة الأمريكية، عقد على مدى يومين عدداً من اللقاءات المنفصلة مع عدد من المسئولين في الحكومة الأمريكية، بالإضافة إلى أعضاء في مجلسي الشيوخ والنواب حيث التقى الوزير الجنرال ديفيد بتريوس مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والسيد روبرت ميلر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية، ومن وزارة الخارجية الأمريكية التقى معاليه بالسيد مايكل بوسنر مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمال بحضور السيدة بروك باربي نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون الدولية ومكافحة المخدرات، بالإضافة إلى السيد ستيف ساش نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدنى، كما التقى السيد دينيس ماكدونوف نائب مستشار الأمني القومي الأمريكي.

وقد التقى الوزير بعدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي وهم السيناتور جون ماكين رئيس لجنة الخدمات المسلحة بحضور السيناتور جو ليبرمان رئيس لجنة الأمن الوطني بمجلس الشيوخ والسيناتور دانيال أنوي عضو لجنة المخصصات والسيناتور بن كاردين والسيناتور جيمس رسش أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.

كما التقى الوزير أيضا عددا من أعضاء مجلس النواب الأمريكي وهم السيد بيتر كينج عضو لجنة الأمن الوطني والسيد ستيف تشابوت والسيد كيث إليسون والسيد دانا روهراباشر أعضاء لجنة الشؤون الخارجية والسيد جيم ماكجوفرن عضو لجنة حقوق الإنسان.

وقد استعرض وزير الداخلية، في مستهل هذه اللقاءات الإجراءات التي اتخذتها مملكة البحرين للتعامل مع الأحداث الأخيرة التي شهدتها المملكة على مدار الأشهر الماضية وفي مقدمتها الخطوات العملية التي تم تطبيقها على أرض الواقع بناء على ما تضمنه التقرير النهائي للجنة المستقلة لتقصي الحقائق والتي تم تشكيلها من خلال مبادرة وطنية من عاهل البلاد المفدى.

وأكد وزير الداخلية أن البحرين سباقة دائما إلى النهج الديمقراطي منذ أن أطلق جلالة الملك المشروع الإصلاحي الشامل قبل ما يزيد على عشر سنوات، موضحا أن ما شهدته البحرين من أحداث ليس أمرا داخليا فقط بل كان بمساندة خارجية تعمل على تأجيج الوضع والدفع باتجاه العنف والتخريب، وهو الأمر الذي ترتب عليه إزهاق أرواح الأبرياء وترويع الآمنين من المواطنين والمقيمين، مضيفا إذا كنا نتفهم أن الأمن والسلم الأهلي لا يتحققان بالقسوة والإكراه، فإنه أيضا لا يتحققان من خلال العنف والإرهاب بل من خلال احترام القانون وتقارب مشاعر الولاء الوطني وتحقيق العدالة وهو سمة الحكم الرشيد لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى.

وفي هذا الصدد أشار وزير الداخلية إلى أن التحقيقات التي تم إجراؤها في أعقاب ضبط خمسة أطنان من المواد التي تدخل في صناعة المتفجرات والتي كان عدد منها جاهزا للاستخدام كشفت عن وجود علاقة بين المتهمين على ذمة القضية وأطراف خارجية.

وأكد الوزير أن ثقافة العنف ليست من سمات المجتمع البحريني وأن المشكلة الحقيقية تكمن في النهج المتطرف الداعي الى العنف كسبيل وحيد لتحقيق أهدافه، حيث إن الصوت المتطرف حاول إغراق خطوات الإصلاح الحقيقية، مؤكدا أن النهج البحريني هو نهج الاعتدال وأن الموقف الثابت الوطني بقيادة جلالة الملك حافظ على تماسك الدولة وجنبها كارثة حقيقية لا يمكن التنبؤ بحجم أضرارها.

وأشار إلى أن مملكة البحرين تعرضت خلال هذه الأزمة لهجمة إعلامية شرسة أساسها الانحياز وعدم الموضوعية، حيث صور بعض الإعلام الدولي من خلال تقاريره أن ما يجري في البحرين هو امتداد للربيع العربي وهو أمر أثبتت الأحداث أنه عار من الصحة، موجهاً الشكر الى قناة الـ CBB على موقفها الشجاع بالاعتراف بعدم إنصاف البحرين في تغطيتها للأحداث خلال العام الماضي، مضيفاً أن هذا الموقف هو ما ننشده من قنوات دولية عريقة تؤمن بإيصال الحقيقة الى العالم.

واستعرض معالي الوزير وبشكل مفصل الإجراءات العملية التي قامت بها وزارة الداخلية في إطار توجه حقيقي لإصلاح شامل من خلال الدروس المستفادة بتصحيح الأخطاء وسد الثغرات التدريبية أو الإدارية أو التنظيمية، تجاوبا مع توصيات اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق، منوها في هذا الشأن إلى وجود تطبيق فعلي لمدونة سلوك الشرطة التي تم وضعها استنادا إلى عدد من القوانين النافذة في الدول المتقدمة ومواثيق الأمم المتحدة، بالإضافة إلى إنشاء مكتب لأمين عام التظلمات للنظر في جميع الشكاوى المقدمة ضد الشرطة، وتركيب أجهزة تسجيل سمعية وبصرية متطورة بداخل أماكن الاحتجاز ومراكز الشرطة، فضلا عن تطبيق أنظمة صارمة بداخل مراكز الإصلاح والتأهيل مع التعاون مع الصليب الأحمر، كما يجري حاليا دراسة الوضع في إدارة البحث الجنائي بما يسمح بالتحول الجذري من التحقيق القائم على الاعتراف إلى التحقيق المبني على العلم والأدلة.

وقد ثمن الجنرال بتريوس مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية خلال لقائه بمعالي الوزير جهود جلالة الملك الإصلاحية وقراره الحكيم بالتوجيه الى تشكيل لجنة مستقلة لتقصي الحقائق، مشيدا بما تقوم به الشرطة من مهام حيال الخارجين عن القانون ودورها ويقظتها في اكتشاف المتفجرات الذي تم مؤخرا موجها الشكر الى مملكة البحرين على دعم قوات التحالف في أفغانستان، منوهاً بما تمثله مشاركة المملكة في تلك الجهود، كما تم بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك والتي من شأنها دفع خطوات التعاون البناء بين الجانبين.

وخلال لقاء وزير الداخلية مع السيد ميلر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية أكد السيد ميلر أهمية مملكة البحرين كحليف وصديق قوي للولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدا أنه يتفق بشأن المبالغة في الطرح الإعلامي لأحداث البحرين وتناولها بشكل غير موضوعي أو حيادي، مبديا الاستعداد لمد جسور التعاون في مجالات التدريب ومكافحة الإرهاب والجرائم الالكترونية في إطار التعاون والتنسيق بين البلدين الصديقين.

وخلال لقاءات الوزير مع عدد من المسؤولين بوزارة الخارجية الأمريكية، أعرب السيد بوسنر عن شكره وتقديره لجهود مملكة البحرين في مجالات التعاون الدولي والتزامها بالمعاهدات والمواثيق الدولية، كما أبدى تفهمه لما يواجهه رجال الأمن من أخطار وتحديات منوها إلى أن استمرار الوضع القائم في البحرين على هذا النحو سيستغله المتشددون لما يمثله من بيئة مناسبة لهم، مؤكدا أهمية مواصلة الجهود السياسية من اجل التغلب على أي مشاكل عالقة، وأن تكون وزارة الداخلية الجهة التي تجمع الجميع، مقدرا جهود الحكومة البحرينية على العمل المتواصل لتنفيذ توصيات اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق وبما تقوم به وزارة الداخلية والمتصل بعملها كاعتماد مدونة سلوك العمل الشرطي لكيفية قيام رجل الأمن بواجباته.

وفي لقاء الوزير بالسيد ساش تم تأكيد العلاقات التاريخية بين البلدين الصديقين والتي تعتبر أرضية صلبة لتعزيز التعاون الثنائي، وقد تم خلال اللقاء الاستفسار عن نقل الأموال إلى أفراد القوة البحرية الأمريكية الموجودة في مملكة البحرين.

وفي اللقاء مع السيد ماكدونوف أشاد بالخطوات الإيجابية التي تقوم بها مملكة البحرين داعيا إلى الاستمرار في عملية الإصلاح، مؤكدا أهمية الالتزام بالمبادئ التي وضعتها شرطة البحرين للشفافية، كما تم استعراض العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين، وسبل دعم التعاون والتنسيق بينهما في مختلف المجالات الأمنية بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأعرب الوزير عن رغبة مملكة البحرين في تعزيز التعاون الأمني وتبادل الخبرات مع الولايات المتحدة الأمريكية تفعيلا لمذكرة التفاهم التي سبق ووقعها الجانبان في يونيو من عام ٢٠٠٧ بما يسهم في فتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين وزيادة فعالية الأجهزة الأمنية.

وخلال لقاء الوزير مع عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي عبر كل من السيناتور ماكين والسيناتور ليبرمان عن شكرهما لمملكة البحرين على استضافة قيادة الأسطول الخامس والقوات الأمريكية، كما عبر السيناتور ماكين عن أمله بأن يتحقق ما ورد في تقرير لجنة تقصي الحقائق، مشدداً على ضرورة رفض العنف من قبل الجميع، كما شجع السيناتور ليبرمان على إدامة الاتصال مع الجمعيات السياسية ذات العلاقة بالشأن البحريني، مبدياً تفهمه لما واجهته البحرين من حملة إعلامية مبيناً أننا نتلقى الأخبار والمعلومات من عدة أطراف لذا يجب على الجهات الرسمية في البحرين الإسراع في إظهار الحقائق وإيصالها الى الجميع.

وخلال لقاء معالي الوزير مع كل من السيناتور بن كاردين والسيناتور رش والسيناتور أنويي عبروا عن تثمينهم للصداقة التي يتمتع بها البلدين، مضيفين أن الوقت قد أثبت تعاون البلدين في الأوقات الصعبة، كما عبر السيناتور بن كاردين خلال اللقاء اعتزازه بالمساعدة التي تقدمها مملكة البحرين الى القوات الأمريكية، وقال إنكم أصدقاء نعتمد عليهم وإننا كنا متخوفين من الأحداث في السنة الماضية في البحرين، وكان واضحا أنه قد حدثت أخطاء وأنتم أكدتم هذا الأمر والأهم من ذلك هي الخطوات التي اتخذتموها لتصحيح ما حدث، بالإضافة الى سعيكم للاستعانة بالخبرات الخارجية المتخصصة لمساعدتكم في التغيير، وأضاف أننا نعلم أن الأمور هي الآن أفضل لكن لا بد أن يشعر الجميع بثقته بالإصلاح.

وأشار السيناتور بن كاردين إلى أن المجتمع المنفتح يتم التحدث فيه عن كل الأمور بكل حرية وقد وصلت البحرين إلى مستوى راق ومتميز من خلال ما قام به جلالة الملك من إصلاحات في السنوات الماضية موجها النصيحة إلى الاستمرار في الإصلاحات التي بدأتم فيها وقال إنكم على الطريق الصحيح حيث لا يوجد بلدان متماثلان ولا يمكن اقتباس تجربة دولة أخرى، لهذا من الطبيعي أن يكون لكم نظامكم الذي يناسبكم ويجب أن يكون الحل نابع من الداخل.

وبين وزير الداخلية أننا نعتز بالاستفادة من الخبرة الأمريكية في المجالات الشرطية بهدف الوصول إلى مستوى دولي في مجال العمل الأمني وتطوير العمل في مختلف قطاعات الشرطة.

وأضاف الوزير أن الشعب البحريني عاش في إخاء ووئام عبر فترات طويلة ماضية حيث كان العيش في هدوء وسلم من ابرز سمات المجتمع البحريني وما حدث في العام الماضي شكل لنا صدمة جميعا. ونوه إلى أنه مع الأسف فإن المتشددين يعملون على تغذية الأزمة لاستمرارها لكونهم يستفيدون منها.

وخلال لقاء وزير الداخلية مع أعضاء مجلس النواب الأمريكي والتي شملت السيد أليسون والسيد تشابوت والسيد اباشر والسيد كنغ، حيث أشادوا بما تقوم به حكومة البحرين من إجراءات لمعالجة الأحداث الأخيرة، مؤكدين أهمية تعزيز الوحدة الوطنية، متمنين دوام العلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين.

كما تطرق عضو الكونجرس السيد ماكجوفرن بالقول إننا منفتحون لأي معلومات ولأي لقاء، ولدى اطلاعه على ما يتعرض له رجال الأمن من أعمال عنف قال إننا نرفض هذه الأعمال وقد أعلنا ذلك عدة مرات، وقال إننا لا ندافع عن المتظاهرين العنيفين الذين يهاجمون الشرطة بالأسياخ وقنابل المولوتوف، آملا التعاون مع منظمات حقوق الإنسان وتسهيل زياراتهم إلى البحرين.

وقد أشار الوزير خلال اللقاءات إلى أن معالجة ما حدث في البحرين يحتاج إلى وقت، حيث إن تسوية الخلافات الاجتماعية وتجاوز أثرها يتطلب تهيئة الأجواء والظروف المناسبة للانتقال من المرحلة الحالية إلى مرحلة التقارب، موضحا أن العلاج القانوني والسياسي قد تكفلت به المبادرات الملكية السامية من خلال الخطوات التي تم اتخاذها، والتي اتسمت بمراعاة البعد الإنساني والحضاري مما جعلها موضع إشادة من دول العالم ومنظماته، وحذر الوزير من أن الاستمرار في الخوض فيما حدث إنما يفرض حالة استمرار التأزيم بين أطراف المجتمع، لذا يجب أن تصب جهود الجميع لإغلاق أي قضايا عالقة والاستفادة من هذه التجربة في رسم طريق المستقبل الذي يحقق الأمن والاستقرار والسلم الأهلي.

رافق الوزير خلال اللقاءات سفيرة مملكة البحرين لدى الولايات المتحدة الأمريكية ومن وزارة الداخلية المفتش العام ومدير عام ديوان الوزارة والوكيل المساعد للشئون القانونية ومدير إدارة الإعلام الأمني.











.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة