الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٣ - الخميس ٢٦ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٧ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

«الأولمبياد» جعل لندن ثكنة عسكرية!





المفارقات بين الشرق والغرب كثيرة.. وتبدو أكثر وضوحا في المسائل المتعلقة بالأمن في المجتمع.. ومثال على ذلك تعامل السلطات البريطانية مع الاستعدادات الأمنية لانطلاق الأولمبياد الرياضي خلال الفترة من ٢٧ يوليو إلى ١٢ أغسطس ٢٠١٢، وأشارت تقارير الوكالات ومنها الزميلة جريدة «البلاد» يوم أمس إلى «ان العاصمة البريطانية لندن تحولت إلى ثكنة عسكرية حيث تم نشر آلاف الجنود في كل مكان، واستعدت الطائرات المقاتلة، ونصبت الصواريخ، كأن البلاد في حالة حرب للحماية من أي أخطار محتملة خلال الأولمبياد الرياضي العالمي.. ونشرت السلطات البريطانية أنظمة صواريخ مضادة للطائرات في ستة مواقع مختلفة حول مجمع «أولمبيك بارك» الرياضي، فيما رست في مطلع مايو الماضي في حادثة هي الأولى من نوعها أكبر سفينة حربية بريطانية في نهر التايمز تحمل مروحيات ستستخدم خلال الدورة الأولمبية كمركز لوجستي لنقل الجنود وتموينهم.. أما وزير الثقافة البريطاني «جيريمي هينت» المكلف بالإشراف على الألعاب الأولمبية فقد أعلن نشر ١٢٠٠ جندي إضافي من أجل حماية الألعاب الأولمبية».

ونحن هنا لا نعترض على الإجراءات الأمنية والعسكرية التي توفرها الحكومة البريطانية من أجل حماية بطولات «الأولمبياد» الرياضي القادم داخل لندن، بل نشكرها لفعل كل ذلك من أجل حماية الأرواح من أي مخاطر محتملة أو تهديدات إرهابية.. لكن لماذا صبت الصحافة البريطانية جم غضبها علينا في البحرين حينما اتخذت الحكومة والدولة إجراءاتهما الأمنية المشروعة للتصدي من أجل إحباط المؤامرة في فبراير ٢٠١١ التي استهدفت قلب نظام الحكم الدستوري في البحرين وإقامة جمهورية إسلامية إيرانية تتبع ولاية الفقيه والمرشد الأعلى الإيراني؟!

لقد استهدفتنا الصحافة البريطانية والأمريكية وقنواتهما الفضائية كما لو كانت البحرين قد ارتكبت جرما كبيرا وهي تدافع عن أمنها الوطني والقومي، ليس هذا فحسب، بل اعتبروا استعانة البحرين بقوات «درع الجزيرة» التي نرتبط معها في اتفاقيات عسكرية موقعة مع كل دول مجلس التعاون الخليجي، اعتبروا الاستعانة بها لحماية المنشآت الحيوية والاقتصادية انها تدخل خارجي سافر في الشأن البحريني.. بل بعضهم اعتبره «غزوا خارجيا»!

مثلما من حق بريطانيا أو أمريكا أو أي دولة أوروبية الدفاع عن أمنها الوطني والقومي، كذلك من حق البحرين وأي دولة خليجية ان تدافع عن أمنها الوطني والقومي.. ما تفعلونه من أجل حماية ألعاب «الأولمبياد» حق بريطاني.. وما فعلته البحرين في فبراير ٢٠١١ حق بحريني.. فحينها كنا نواجه مؤامرة إيرانية لإسقاط النظام في البحرين وليس كما صورته الصحافة البريطانية على انه ثورة من ثورات الربيع العربي!















.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة