الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٤ - الجمعة ٢٧ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٨ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

التحقيقات

ملتقى شباب التعاون يكشف
اختراعات لعصر جديد من الطاقة المتجددة





استقبلت مملكة البحرين خلال الفترة الماضية الملتقى العلمي الثالث عشر لشباب دول مجلس التعاون، حيث يعد هذه الملتقى امتدادا للملتقيات الشبابية المقامة لشباب دول الخليج التي تقام في سنتها الثالثة عشرة بتنظيم المؤسسة العامة للشباب والرياضة تحت عنوان الطاقة المتجددة، فهذا الملتقى يلعب دورا كبيرا في إنشاء عصر جديد من الأعمال والانجازات العلمية التي تؤكد مدى أهمية البحوث في هذا المجال وتوسيع مداركهم حول أهمية الطاقة البديلة وتبادل الخبرات بين شباب دول مجلس التعاون بالإضافة إلى تشجيعهم على دمج الأبحاث العلمية والنظرية مع بعضها بعضا وتعزيز أواصر التعاون والأخوة فيما بينهم.

وقد ركزت أبحاث الشباب في الأسلوب الأمثل في حماية الموارد الطبيعية كالنفط والغاز من الاستنزاف، وذلك من خلال العمل على ابتكار عدة أساليب للمحافظة على تلك الموارد من خلال تنفيذ توجيهات العمل الدولي القائمة على إتباع سياسة دعم تقنيات الطاقة البديلة التي تعتبر تقنية المستقبل.

وقد استعرض المشاركون خلال الملتقى عددا من الاختراعات التي من شأنها أن تساهم في تحقيق الهدف المنشود، مركزين في ذات الوقت على كل ما توصل إليه العلم الحديث من تقنيات حديثة تهدف في المقام الأول إلى المحافظة على الموارد الطبيعية كالنفط والغاز من خطر الاستنزاف بسبب سوء الاستعمال الذي تشهده، إضافة إلى تسليط الضوء على المنتجات كافة التي تستخدم مواد صديقة للبيئة تقوم على استدامة هذه الموارد لضمان تحقيق بيئة متوازنة مناسبة لأجيال الحاضر والمستقبل تماشياً مع رؤية البحرين الاقتصادية .٢٠٣٠

أجيال متميزة

إلى ذلك أكدت إيمان جناحي مديرة إدارة شؤون الشباب بالمؤسسة العامة للشباب والرياضةئأنه من خلال استضافة الملتقى العلمي الثالث عشر لشباب دول مجلس التعاون الخليجيئتمكنا من بلورة سياسة علمية إبداعية موحدة في دول مجلس التعاون تواكب طموحات شبابنا وترتقي بأفكارهم العلمية والإبداعية إلى حدود تطلعاتنا بإفراز أجيال قادرة على تحقيق إبداعاتها العلمية والمساهمة الفعلية في رسم سياسات المستقبل لأوطاننا الخليجية.

ولم يعد خافيا على احد أن مملكة البحرين تعد من الدول الخليجية الداعمة بقوة إلى برامج العمل الخليجي المشترك التي تهتم بالشباب في مختلف المجالات وخاصة العلمية منها وذلك حرصا منها على حشد طاقات الشباب بما يضمن إعداد قيادات واعدة تحمل رسالة الخير والعطاء وتكون قادرة على المشاركة الفاعلة في صنع القرار ومواجهة التحديات التي تمس الجوانب العلمية لهذه الفئة الكبيرة.

وأضافت يعتبر الملتقى العلمي لشباب الخليج فرصة متاحة لطرح الأفكار والرؤى بين الشباب ونظرائهم وبناء أرضية صلبة للعمل العلمي المشترك من خلال الاستفادة من التجارب الخاصة لكل شباب دول الخليج وصولا إلى إيجاد برامج متخصصة في المجالات العلمية لتأخذ بيد شبابنا إلى الطريق السليم في هذا المجال وتتبنى أفكارهم والعمل على الارتقاء بها.

أن الملتقى العلمي للشباب جسد على ارض الواقع أهمية إشراك الشباب في صياغة مفردات البرنامج في الوقت الذي نأمل فيه أن يكون الملتقى نواة لاكتشاف إبداعات شباب الخليج في المجال العلمي ويشكل انطلاقة حقيقية نحو بناء قدرات شبابنا الإبداعية العلمية.

ابتكارات خليجية

وقد تقدمت الوفود المشاركة بعدد من المشاريع والابتكارات التي من شأنها أن تساهم في إيجاد أساليب متنوعة لاستخدام الطاقة البديلة :

صديقة للبيئة

فقد تقدمت المشاركات البحرينيات دلال نجيب الغرير ، هيا حسن الذوادي، فاطمة جمال راشد بمشروع يهدف إلى إيجاد بيئة صحية رائعة في البحرين وقالوا لنا الشرف أن نقوم بتمثيل مملكة البحرين ونشارك في هذه الملتقيات التي تنمي بداخلنا روح المنافسة الشريفة فمشروعنا زَىفْوف َى ملفٍس هو عبارة عن تصميم لبيت صديق للبيئة مناسب لمنطقة الخليج وتم فيه استخدام الطاقات البديلة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتم فيه علاج العديد من المشاكل منها مشكله تلوث الماء والهواء وحاولنا بقدر المستطاع الاستفادة من كل الطاقات الممكنة وبيت من ء تو غ من مواد صديقة للبيئة حتى مواد البيئة وقد بذلنا أقصى ما بوسعنا للوصول إلى المستوى المطلوب وكلنا أمل أن يتم تطبيق هذا التصميم على أرض الواقع وأن لا يكون حبرا على ورق من اجل حماية كوكب الأرض.

المجتمع أولا

كما تقدم الوفد السعودي بعملين رائعين بإمكانهما أن يخدما المجتمع السعودي بشكل خاص والخليجي بشكل عام، المخترع نواف آل زايد قام بابتكار تقنية (SPG تفاعلي وصوتي للمكفوفين) حيث تعتمد هذه التقنية على استخدام الجوال عن طريق الصوت تفاعليا، وهذه التقنية موجودة بشكل أساسي في الجوالات وقد تم اقتباس فكرة هذه التقنية وتسخيرها لخدمة الكفيف حيث يقوم بالاتصال بالـ SPG بالموقع الذي يرغب الكفيف بالتوجه إليه وذلك بعد الاتصال عن طريق الصوت بإحداثيات الأماكن التي يتردد عليها بشكل دائم وتكون مخزنة وبشكل مسبق في الجهاز، فبعد أن يقوم بتحديد خوارزمية المشي للكفيف، وفيما يتعلق بالتوجيهات الصوتية التي من المفترض أن يقوم الجهاز بإطلاقها تتم بعد تحديد الإحداثيات بعد الاتصال بخدمة (MSG) التي تقوم بإرجاع الخوارزمية لجهاز الجوال ومن ثم عن طريق البلوتوث إلى السماعة لتتم محاكاة الطريق المحدد في الخريطة في الرسم حتى يقوم الكفيف بالمشي على الطريق المحدد حتى يصل إلى المكان المقصود.

ويقول نواف انه بحاجة للحصول على براءة الاختراع إلى دعم شركات الاتصالات له حتى يتمكن من إطلاقه لأنه لو تحقق فإنه سيساعد الكفيف بشكل كبير على الاعتماد على نفسه، وقد جاءت فكرة هذا الجهاز من منطلق حبه لمساعدة هذه الفئة التي تعتبر مهمشة في المجتمع العربي بشكل عام، وليس هذا وحسب بل إنه يساعده في الاعتماد على نفسه دون الحاجة إلى طلب العون من الآخرين مما يمنحه المزيد من الثقة في نفسه بأنه قادر على ممارسة حياته بشكل شبه طبيعي.

فيما ابتكر محمد علي الشيبه فكرة تساهم في تخفيف الضغط على رجال المرور من الوقوف ساعات طويلة في ظل الظروف الجوية المتقلبة وذلك خلال فترة الزحام المروري، وهو عبارة عن جهاز تحكم عن بعد حيث يكون رجل المرور جالسا في مكان معين ويتولى تسيير حركة المرور عبر التحكم بالإشارة الضوئية كما هو متعارف عليه في وقت الزحامات ولكن الفارق في الأمر أن التحكم في هذه الإشارات المرورية يكون عن بعد، ويعمل هذا النظام من خلال برمجة معينة وهذا الأمر من شأنه أن يسهل عمل رجال المرور المضني بسبب الأحوال الجوية السيئة في دول الخليج.

مشاريع متميزة

فيما تميز الوفد العماني بالمشاريع التي تقدم بها من حيث الكم والكيف وقد حصدت عددا من الجوائز نظرا لروعتها نذكر منها:

tnemoM deR لحمد الهنائي وهو عبارة عن برنامج للهواتف الذكية يستخدم في حالات الطوارئ و حالات التشخيص و معرفه المعلومات الطبية، من خلال البرنامج بمجرد أن يضغط المصاب على فتح البرنامج يتم إرسال رسالة نصية إلى الأشخاص القريبين من المصاب لكي يتم مساعدته بشكل سريع .

وقد جاءت فكرة المشروع انطلاقا من حاجة المجتمع وبالرغم من وجود التقنيات الحديثة إلى وجود الطرق السريعة لإنقاذ المصاب، نحن نعاني من الحوادث والحالات الطارئة ومعظم الناس لا يستطيعون التعامل مع بعض الإصابات والأمراض العامة، مما قد يتسبب بالموت في بعض الأحيان أو مشاكل خطيرة. وأيضا هناك حالات كثيرة يصاب بها الشخص ولكن لا يوجد من يساعده في تلك اللحظة والشخص المصاب قد يكون عاجزا عن التعامل مع نفسه. وتأتي فكرة المشروع ليتم إدخال برمجيات الهواتف الذكية في حل مشكلة حالة الطوارئ.

أما خميس الزعابي فقد تقدم بمشروع خاص بالأجواء المناخية السيئة وخصوصا بعد إعصار (جونو) عام ٢٠٠٦ ويقول في تلك الفترة كنا نستقي معلومات الأحوال الجوية عن طريق وسائل الإعلام التقليدية ولكن بعد أن ساءت الأحوال الجوية تقطعت بنا السبل فقد انقطع التيار الكهربائي والإنترنت، وقد شغلني هذا الأمر كثيرا كلما تكررت العواصف وهذا الأمر جعلني أفكر في إطلاق محطة أرصاد جوية الكترونية كي استعين بها في مثل تلك الأوضاع لا قدر الله و في الأيام العادية استخدمه في عملية الرصد حيث تعمل رصد الأحوال الجوية من حيث درجة الحرارة وسرعة الرياح واتجاهها بالإضافة إلى استخدامها في رصد الأحوال الجوية الكترونيا في أوقات الطوارئ والأجواء المناخية السيئة لأنها تعطينا إنذارا بهطول الأمطار، ومن مميزاتها أيضا أنها تعمل من خلال الطاقة الشمسية وبالتالي فإنها صديقة للبيئة.

أما مشروع المحطة الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية فقد تقدم به خميس الزعابي حيث يعمل الجهاز مع شروق الشمس ويقوم بتتبع حركة الشمس لامتصاص اكبر كمية من أشعة الشمس ويقوم بتحويلها إلى :

- شحن البطاريات لاستفادة منها .

- تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية إلى ٢٢٠ فولتا.

- يمكن استخدام الطاقة المتولدة من المحطة لتشغيل الأجهزة الكهربائية مثل التلفاز مع جهاز الاستقبال الرقمي والمصابيح بأنواعها وغيرها من الأجهزة.

توليد الطاقة

محمد صلاح الكواري عضو الوفد القطري وضع نصب عينيه مستقبل الطاقة الأحفورية وبعد عدة محاولات قام باختراع جهاز يقوم بتوليد الطاقة دون الحاجة إلى النفط أو الكهرباء وذلك باستخدام المغناطيس لأنه يعمل فترات طويلة دون الحاجة إلى الطاقة وبالتالي فإن تطبيق هذه التقنية والعمل على تدوير الآلات من خلالها له عدة فوائد منها الحفاظ على البيئة وتوفير موارد الطاقة غير المتجددة.

وقد كان هذا الاختراع نتيجة جهود متواصلة والاعتماد على البحوث السابقة في نفس المجال فقد تم التحكم في زوايا المغناطيس وحاول الكواري أن يقوم بتوفير هذا المولد إيمانا منه بأهمية الطاقة المتجددة ودورها الايجابي في الحفاظ على البيئة وبعد عدة محاولات وتجارب استمرت أكثر من عام تمكن من تدوير بعض الأجهزة مما دفعه إلى المواصلة والإبداع والتميز لتحقيق أفضل النتائج في المستقبل.

عقار علاجي

خالد محمد الجالس من الكويت تقدم ببحث علمي وتجربة كيميائية تعمل على استخلاص الجزئيات المفيدة من خلال النفايات فقد قام باستخلاص مادة تعمل على القضاء على السمنة ومعالجة سرطان الثدي وذلك من خلال مركب عضوي تتم معالجته ببعض المواد الكيميائية التي تساعد على استخلاص هذه المادة المفيدة، وقد تبادرت هذه الفكرة إلى رأسه من منطلق الحفاظ على البيئة وإيجاد بعض الحلول للمشاكل التي يعانيهاا المجتمع الكويتي مثل السمنة المفرطة بالإضافة إلى مرض سرطان الثدي ومن المفترض أن يتولى إطلاق هذه العقاقير بعد إجازتها من الدولة والتأكد من فاعليتها.

حماية المنشآت

أما كريم المطروشي من دولة الإمارات العربية المتحدة فقد كان مشروعه الذي قام بإطلاقه بالاشتراك مع إحدى زميلاته في الجامعة هو عبارة عن نظام فعال لمراقبة وحماية المنشآت عن بعد وذلك للعمل على توفير الطاقة الكهربائية وذلك من خلال استخدام تقنية الانترنت حيث يتم ربط كهرباء المنزل بالانترنت وبالتالي فإن التحكم بجميع منافذ المنزل تكون من خلال الهواتف الذكية، وقد استغرق إعداد هذا النظام بما يقارب التسعة أشهر، كما أن التجربة امتدت إلى الأبراج العالية وهي نظام مكافحة الحرائق في الأبراج العالية وذلك لسهولة الوصول إلى مكان الحريق، ومن ضمن المشروع أيضا التحكم في كهرباء الشوارع من خلال مجسات تعطي إشارة للإنارة الموزعة على الشوارع بقدوم سيارة وبالتالي تشتعل الأنوار وما أن ينتهي عبور السيارة من الشارع تغلق الأنوار وقد تم التفكير بهذه الطريقة نظرا لوجود عدد من شوارع التي لا تمر فيها السيارات إلا فيما ندر وبالتالي فإن أنوارها تظل مشتعلة طول فترة الظلام مما يساهم في أهدار الطاقة دون أي حاجة وبالتالي فإن هذا النظام الذي جاءت فكرته من الواقع اليومي الذي نعيشه في بلداننا لو تم تطبيقه فإنه سيساعد على توفير الطاقة بشكل كبير.













.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة