الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٤ - الجمعة ٢٧ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٨ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أحداث قيادية





حدث خلال الأيام القليلة الماضية أمران يستحقان الوقوف عليهما والإشادة بهما، ليس لموضوعهما فحسب وإنما أيضاً لشخوص ومكانة من قام بهما. أولهما: انسحاب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد آل سعود أمير المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة من حفل افتتاح بطولة تحمل اسمه بعدما أثارت غضبه إحدى فقرات الحفل ظهر فيها أشخاص بملابس غير لائقة وقال سموّه أثناء خروجه «لو كنت أعلم عن الفقرة لألغيتها ولم أحضر». وثانيهما: قيام سمو الشيخ سالم العلي الصباح رئيس الحرس الوطني بدولة الكويت الشقيقة بتقديم تبرّع شخصي سخي جداً بقيمة (٦٠) مليون دينار خصصه لعدّة مجالات تسهم في النهوض بالمستوى الاجتماعي لأبناء الكويت، أهمها: أولاً: دعم الكوادر الوطنية الذين واصلوا تحصيلهم العلمي حتى الحصول على درجة الدكتوراه. ثانياً: تشجيع كل كويتي يتزوج من مواطنة كويتية. ثالثاً: دعم المطالبين بمديونيات سابقة على نشر الاعلان بواقع أربعة آلاف دينار لكل مدين، لمساعدته على خفض جزء من المديونية. الحدث الأول يعبر عن انحياز منصب المسئول إلى جانب المحافظة على العادات والقيم والأعراف التي يجب مراعاتها في بلداننا وعدم التساهل في تسريب ما يخالفها أو ينتهكها وإظهار الغضب أو عدم رضا المستويات القيادية عن أي مساس بها حتى لو استدعى ذلك الانسحاب من حفل يُقام تحت رعايته، احتجاجاً على قيمة مجتمعية تم الإساءة إليها. وهي جرأة تستحق الاحتذاء بها من كثرة من القيادات والمسؤولين والشخصيات العامة يحضرون احتفالات ومناسبات هنا وهناك يجري فيها ما يخالف قناعاتهم، وتٌهدر فيها قيم وأعراف وتحفل بمشاهد وصور تخدش الحياء لكنهم لا يحرّكون ساكناً، ولا تتمعّر وجوههم تجاهها، والأدهى أن يخرج بعضهم فيلصق هذه التشويهات والخروقات بالمفهوم الغريب الذي يتم تسويقه للثقافة!

أما الحدث الثاني فهو أيضاً انحياز من علية القوم وأثريائه تجاه تقديم مساعدات نوعيّة في مجالاتها وأهدافها ربما غير مألوفة في اختياراتها ولا في حجمها. وعلى العموم الحدثان يفتحان الباب واسعاً: وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

سانحة:

يُراد لنا أن نصدّق أن رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان ورئيس المخابرات السورية هشام اختيار ورئيس المخابرات الإسرائيلية (الموساد) عويز شامير قد ماتوا في يوم واحد صدفة. وأن وفاتهم بالصدفة تزامنت مع صدفة أخرى، وهي نفس يوم تفجير مقر الأمن القومي في دمشق. المراقبون لهذه الصدفة يتوقعون أن الأيام القادمة ستكشف أسماء أخرى تزامنت وفاتهم في ذات هذا اليوم.. صدفة.

















.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة