الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٩ - الأربعاء ١ أغسطس ٢٠١٢ م، الموافق ١٣ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الاسلامي

الشباب والقدوة
أبو بكر الرازي (١)







أعزائي الشباب اليوم سوف نسلط الضوء على عالم من العلماء المسلمين الذين أسهمت أفكارهم العلمية في تقدم البشرية. هذا العالم هو أبو بكر محمد بن زكري المعروف بالرازي. وهو من علماء القرن الثالث الهجري اشتهر بنبوغه في علوم الطب والكيمياء. وقد لقب بشيخ الأطباء المسلمين

نشأته ونبوغه العلمي:

ولد أبو بكر الرازي في مدينة الري جنوبي طهران. وعاش الرازي في أيام الخليفة العباسي عضد الدولة، وكان مجلسه من العلماء والحكماء. وقد استشاره الخليفة عندما أراد بناء المستشفى العضدي في بغداد، وذلك لاختيار الموقع الملائم له. عندما أراد الخليفة بناء المستشفى العضدي عهد إليه اختيار الموقع الملائم، فابتكر طريقة لا تزال محل إعجاب الأطباء حتى اليوم، حيث قام إلى وضع قطع من اللحم في أنحاء متفرقة من بغداد في العراق، ثم أخذ يراقب السرعة التي تفسد فيها القطع وتتبدَّل رائحتها، وبطبيعة الحال كانت أنسب الأماكن أقلها سرعة في التعفن والفساد.

واشتهر الرازي بعلوم الطب والكيمياء، وكان يجمع بينهما لدى وضع الدواء المناسب لكل داء. ويعتبره المؤرخون من أعظم أطباء القرون الوسطى، فقد جاء في كتاب الفهرست: كان الرازي من انبغ علماء عصره فقد جمع المعرفة بعلوم القدماء، وخاصة الطب.

مؤلفات الرازي العلمية:

وقد ترك الرازي عدداً كبيراً من المؤلفات، معظمها في الطب وبعضها في الكيمياء والعلوم الطبيعية والرياضيات والمنطق والفلسفة والعلوم الدينية والفلك، ضاع منها الكثير. فمن مؤلفاته المعروفة:

ـ (الطب الروحاني)، ثم كتاب (سر الأسرار)، أما كتاب الحاوي) فهو من أعظم كتب الطب التي ألفها، الذي سجَّل فيه الطب الهندي والفارسي والعربي مع سجل كبير من الحالات المرضية، ووضع فيه تجاربه الشخصية لدعم النظريات السابقة أو لدحضها، ويقع الكتاب في ثلاثين جزءا تتضمن ذكر الأمراض ومداواتها مما هو موجود في سائر الكتب الطبية التي صنفها السابقون ومن أتى بعدهم حتى أيامه، ومن عظيم فضله أنه كان ينسب كل شيء نقله إلى صاحبه، وهذا يدل على مبلغ أمانته العلمية واعترافه بفضل المتقدمين، ويذكر المؤرخ ماكس مايرهوف أنه في عام ١٥٠٠م كان هناك خمس طبعات لكتاب الحاوي مع عشرات الطبعات لأجزاء منه. ومن المؤلفات الأخرى (الأسرار في الكيمياء) الذي كان مرجعاً في مدارس أوروبا مدة طويلة، وكتاب عن الأمراض المختلفة مثل (الحصبة والجدري) الذي عرض فيه أعراض المرضين والتفرقة بينهما، كما له (كتاب من لا يحضره طبيب )المعروف باسم (طب الفقراء) وفيه شرح الطرق المعالجة في غياب الطبيب وعدد الأدوية المنتشرة التي يمكن الحصول عليها بسهولة.

وقد تميز الرازي بوفرة انتاجة العلمي، حتى قاربت مؤلفاته على المائتين وعشرين مخطوطة، وقيل أنها مائتين واحد وسبعين ضاع معظمها بفعل الانقلابات السياسية، ولم يصلنا منها سوى القليل المتوفر حالياً في المكتبات الغربية.

ابتكارات الرازي الطبية:

ابتكر الرازي العديد من الأشياء المهمة في علم الطب:

- فهو أول من أدخل الملينات في علم الصيدلة، وهو أول من اعتبر الحمى عرضاً وليست مرضاً.

- وهو أوَّل من ابتكر طريقة أخذ المشاهدات السريرية ومراقبة المريض وتسجيل ما يبدو عليه من أعراض، ليستنتج من ذلك أحواله وتطورات مرضه وهده الطريقة مازال يستخدمها الأطباء حتى اليوم.

- وقد استخدم الرازي الطرق التجريبية في أبحاثه العلمية الطبية جاءت في كتابه الحاوي، منها على سبيل المثال أنه كان يعطي القردة الزئبق أو المواد المستخلصة من غلى بعض الأعشاب الطبية، ثم يراقب آثار تلك المواد عليها ويسجل مشاهداته وملاحظاته على حالة القردة.

- وقد اهتمَّ الرازي اهتماماً كبيراً بالأمراض النفسية وارتباط التأثيرات النفسية على الصحة العامة للإفراد.

- وقد كان الرازي أول من قام بتخييط الجروح البطنية بأوتار العود.

- وهو أول من عالج الخراجات بالخزام.

- وهو أول من استقطر المواد السكرية والنشوية المتخمرة واستخرج منها الكحول.

- قام الرازي بتعيين الكثافات النوعية للسوائل وابتكر لقياسها ميزاناً خاصاً أطلق عليه اسم "الميزان الطبيعي".

ونواصل الحديث عن الراوي في المقالة القادمة بمشيئة الله











.

نسخة للطباعة

شـــكرا للمحامي.. تمخضوا فولدوا فأرا!

في خطاب أرسلته السيدة أنديرا غاندي في عام 1957 إلى دوروثي نورمن ـــ وهي صحفية وكاتبة ومصورة أمري... [المزيد]

الأعداد السابقة