الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٩ - الأربعاء ١ أغسطس ٢٠١٢ م، الموافق ١٣ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الاسلامي

الصيام والتكامل الاجتماعي









من الدروس والقيم الكبرى في شهر رمضان العظيم المحافظة على الصلوات الخمس على وقتها: "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا" (النساء: من الآية ١٠٣)، ومن الظواهر المؤسفة عند بعض الشباب أنهم يصومون ولا يؤدون الصلاة في رمضان، وهذا تقصير كبير في حق الله سبحانه وتعالى لأن الصلاة عماد الدين من أقامها أقام الدين ومن هدمها هدم الدين، وهي (أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة فإذا صلحت صلح سائر عمله وان فسدت فسد سائر عمله) (رواه الطبراني).

والصلاة صلة بين العبد وربه، وما أحوجنا في هذه الأيام المباركة ان نتلقى النفحات الإلهية والفيوضات الربانية بالمحافظة على الصلوات في جماعة، لأن باب القبول مفتوح على مصراعيه وباب الرجاء موصول، ولذلك نجد ان رب العالمين وضع آيات الدعاء في كتابه المجيد بعد آيات الصيام مباشرة؛ لأن الصائم القائم على صلواته في أوقاتها مقبول الدعاء مقبول الرجاء، كما يقول رب العالمين: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون" (البقرة: ١٨٦).

إن أزمات الحياة ومعاناتها تحتاج من المسلم أن يؤوب إلى خالقه بنفس تواقة، وبنفس تفرج عما بها من هموم وأزمات، ولن يتم هذا المسلك إلا بالدخول في رحاب الصلوات الخمس، وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لبلال بن رباح: (رض لله عنه): (أرحنا بها يا بلال). والعجب من أناس يتكاسلون عن أدائها وهي رحمة فالصيام والمحافظة على الصلوات يعدان الفرد لتلقي النفحات الإلهية والعطايا الربانية، وما أحرانا نحن المسلمين نتأسى بالحبيب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وفي هذا الشأن قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يحدثنا ونحدثه فإذا حضرت الصلاة كأنه لم يعرف ولم نعرف). فلنذكر أنفسنا بالمحافظة على الصلوات خاشعين فيها، حتى نفوز بنعيم الدارين.. الدنيا والآخرة.

ومن خصوصية شهر رمضان المعظم أنه شهر الجود والعطاء، فلقد كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جواداً وكان أجود ما يكون في رمضان، ومن هنا فإن مظاهر التكامل تتجلى في هذا الشهر الكريم من أكثر من غيره في سائر شهور العام، لأن المسلم يتقرب بكل عمل لله رب العالمين لما في هذا الشهر من مضاعفة للحسنات ومغفرة للسيئات، ومن هنا فإن هذا الشهر الكريم فرصة مواتية لعمل الخير، وبعض الناس يفضلون اخراج زكاة أموالهم في هذه الايام المباركة ولا غضاضة في هذا بجانب اخراج صدقة التطوع وإقامة موائد الرحمن فليكثر المسلم في هذا الشهر من عمل الخير ومساعدة المحتاجين من المرضى والأرامل ومساعدة اليتامة ومن على شاكلتهم وفي هذا قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (والصدقة تسد سبعين بابا من أبواب الشر). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): "داووا مرضاكم وحصنوا أموالكم بالزكاة)، وكان عبدالله بن عمر يتصدق بالسكر ويقول "سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) والله يعلم أني أحب السكر".

فلتتصدق بالثمين مما عندنا في هذا الشهر الكريم لأن المجتمع الإسلامي مجتمع متراحم يعيش الفرد بالمجموع، والمجموع بالفرد. وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها تطيب. الدينار بالعطر قبل ان تعطيه للسائل فسئلت: لما تطيبين الدينار؟ قالت: لأنني أعلم أنه يقع في يد اله في قبل أن يقع في يد السائل).

نفعنا الله وإياكم بصيام وقيام شهر رمضان الكريم.













.

نسخة للطباعة

شـــكرا للمحامي.. تمخضوا فولدوا فأرا!

في خطاب أرسلته السيدة أنديرا غاندي في عام 1957 إلى دوروثي نورمن ـــ وهي صحفية وكاتبة ومصورة أمري... [المزيد]

الأعداد السابقة