الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٥٧ - الأحد ٢٢ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٨ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

التحقيقات


السياحة عام ..٢٠١٢ انفراج بعد ركود





شهد قطاع الفنادق في مملكة البحرين تراجعا كبيرا في إشغال الفنادق وصلت ما بين٣٠ إلى ٤٠% في عام .٢٠١١

وأوضح مسح قامت به شركة التدقيق المحاسبية العالمية أرنست ويونغ لأداء قطاع الفنادق في منطقة الشرق الأوسط ونشرت نتائجه مؤخرا، أن نسب إشغال فنادق البحرين قد هبطت بنسبة ٢٩ في المائة بالمتوسط من بداية عام ٢٠١١ وحتى نهاية نوفمبر من العام نفسه.

وذكر المسح أن نسب متوسط إشغال الفنادق البحرينية منذ بداية عام ٢٠١١ بلغ ٣٤ في المائة مقارنة مع ٦٣ في المائة في .٢٠١٠ وأشار المسح إلى أن أسعار الغرف الفندقية تراجعت بنسبة ١١,٩ في المائة ليبلغ متوسط الغرفة ٨٤ ديناراً بالمقارنة مع ٩٥ ديناراً للفترة نفسها الممتدة ١١ شهراً في .٢٠١٠

وتظهر الأرقام أن العائد على الغرفة تدنى بنسبة ٥٢,٣ في المائة ليبلغ ٢٩ ديناراً في المتوسط مقارنة بـ ٦٠ ديناراً في .٢٠١٠

يشار إلى أن مطار البحرين الدولي سجل انخفاضا في حركة المسافرين منذ بداية عام ٢٠١١ ووصل في نوفمبر إلى نحو ١٣ في المائة. وبحسب مسح آرنست ويونغ فإن العاصمة المنامة هي ثاني المدن تضرراً في المنطقة من حيث نسب الإشغال الفندقي بعد مدينة القاهرة التي بلغت فيها نسبة الانخفاض في الإشغال نحو ٣٦ في المائة وذلك منذ بداية العام الماضي وحتى شهر نوفمبر الماضي.

وقد أوضح العاملون في الفنادق لـ (أخبار الخليج) ان من أهم أسباب تراجع السياحة الاضطرابات التي شهدتها البلاد وعزوف السياح وإلغاء المؤتمرات والمعارض خلال هذه الفترة، وقد تفاءل البعض منهم وتوقع انفراجا سياحيا خلال العام الحالي من خلال إقامة المزيد من المعارض وظهور بعض المؤشرات السياحية المشجعة، مما جعل الكثير منهم يعمل على تنظيم برامج تسويقية لاستقطاب السياح.

جاء ذلك في التحقيق التالي:

عبدالنبي الديلمي (رئيس اللجنة لتنفيذية لفنادق ٥ نجوم) يقول: تضرر قطاع الفندقة كثيرا في عام ٢٠١١ وانخفضت نسبة الإشغال في الفنادق بنسبة ٤٠% تقريبا ويعتبر ذلك انخفاضا كبيرا مقارنة بالسنة الماضية ٢٠١٠، وذلك بسبب الأزمة التي مرت بها البلاد التي أدت إلى عزوف السواح عن زيارة البلاد وعدم وجود فعاليات في البلاد مثل المؤتمرات والفنادق، مما أدى إلى إغلاق مطاعم الفنادق، ثم عاودنا فتح المطاعم في النصف الثاني من أجل استقطاب الزبائن ولقد قدمنا خصومات كثيرة على الغرف وبرامج الأطفال من اجل تحسين الوضع، ولمسنا التحسن في النصف الثاني بعد شهر سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وارتفع مستوى الإشغال بدرجة بسيطة.

انفراجا سياحيا

وتوقع الديلمي انفراجا وتحسنا على مستوى السياحة والفندقة في السنة الجديدة من خلال رجوع السياح الخليجيين والأجانب لزيارة البحرين، رغم أن الأوضاع مازالت تداعياتها مستمرة ولكن سيكون هناك تحسنا تدريجيا أفضل من عام ٢٠١١، ولكنه سينتعش مع بدء الفعاليات المزمع إقامتها في العام الحالي مثل معرض الخريف والطيران والفورمولا، بالإضافة إلى تحسن في حضور البواخر السياحية التي بدأت من نهاية العام الماضي، كذلك تم افتتاح فندقين هما كامبنسكس، وسوفوتيل وتمنى أن يعملا على إنعاش السياحة في الفترة القادمة.

ويضيف الديلمي: كذلك من الأمور التي قامت بها الفنادق للعام الحالي إرجاع موظفيها استعداد للعام الحالي وما سيشهده من تطورات، ولقد قمنا بإرجاع بعض موظفينا الأجانب تدريجيا الذين أرسلناهم إلى فنادقنا في دول الخليج، أما بالنسبة إلى البحرينيين فلم نستغني عن احد منهم وخاصة أن نسبة الموظفين البحرينيين قليلة جدا لعدم رغبتهم في العمل في القطاع الفندقي لأسباب دينية وعائلية وهي ظاهرة منتشرة منذ فترة طويلة في البلاد وليست مرتبطة بالأزمة.

استقطاب السياح

محمد سند (مدير الموارد البشرية في فندق انتركونتننتال الريجنسي) بدا عليه التفاؤل فقال: نتوقع انفراجا سياحيا في ٢٠١٢ نتيجة وجود بوادر سياحية مثل إقامة المعارض والمؤتمرات والمحافل السياحية مثل الفورمولا، ومعرض الطيران والخريف وغيرها ولقد لاحظنا اهتماما كبيرا من السياح والناس بالاستفسار عن العروض والبرامج والأسعار خلال الفترة القادمة، وهذا سيعمل على رفع الإشغال في الفنادق بنسبة كبيرة وسيؤدي إلى انتعاش السياحة من جديد بعد أن شهدت انخفاضا كبيرا في سنة ٢٠١١ وصل إلى ٣٠ إلى ٤٠% نتيجة لإلغاء كثير من المعارض والمؤتمرات وعزوف السياح الخليجيين والأجانب عن زيارة البحرين، ولكننا لمسنا تحسنا في شهري سبتمبر وأكتوبر بعد دخول موسم الأعياد (عيد الفطر والأضحى) مما جعلنا نقوم بتنظيم برامج داخلية استقطبت السياح في الخليج بالإضافة إلى إقامة معرض الجواهر، كذلك قام الفندق باستقطاب الزبائن من خلال افتتاح مطاعم جديدة وصالات بالإضافة إلى التسويق عالميا لان شركة كونتيننتال لها فروع في جميع دول العالم.

كذلك بدأ الفندق في توظيف البحرينيين وهناك شواغر للأجانب أيضا، لان قطاع الفندقة متجدد والشواغر مفتوحة للجميع.

ولكننا نعاني من مشكلة فرض وزارة العمل نسبة بحرنة على القطاع الفندقي رغم عزوف البحرينيين عن العمل في الفنادق وتفضيلهم العمل في القطاع الحكومي والخاص والمصرفي نتيجة للعادات والتقاليد أو وجود بعض التحديات مثل العمل لساعات طويلة، والعمل بنظام النوبات، ولقد تعاونا مع وزارة العمل في توظيف الجامعيين وقمنا بتوظيف جامعيين في دائرة الهندسة ودائرة المكاتب الأمامية، على أن يتسلم الجامعي ٤٠٠ دينار وتساعد الوزارة في دفع نسبة من الراتب مدة سنتين.

خطة طوارئ

وارجع كريم زكي (مدير فندق مير كير) انخفاض نسبة الاشغال في فندقهم إلى ٤٠% تقريبا نتيجة لقربهم من موقع الاضطرابات، وذلك نتيجة لإلغاء الشركات والسياح حجوزاتها وقال: لقد تأثرت السياحة في العالم العربي نتيجة الظروف السياسية التي مر بها. لان الناس تتأثر بالاعلام وتتخوف من زيارة هذه البلاد.

ولقد وضعنا خطة طوارئ خلال العام الماضي من خلال الحفاظ على مستوى الفندق من خلال إعطاء العمال إجازاتهم السنوية وإرسال البعض الآخر للعمل في فنادق أخرى في الدول المجاورة، ولقد استغلينا قلة إقبال السياح خلال الفترة السابقة واهتممنا بالتدريب والتجديد كذلك قمنا بتدريب الموظفين وعمل تجديدات على أمل أن تتحسن الأمور،وتعاونا مع وزارة العمل في توظيف خريجين جامعيين.

ولقد توقع كريم أن يأخذ الانفراج السياحي فترة طويلة تمتد من ٦ أشهر إلى سنة تقريبا وقال: لقد لمسنا تحسنا طفيفا مؤقتا في أيام الأعياد. ولكننا لا نتوقع انفراجا من بداية السنة الحالية ٢٠١٢، ولكننا نتوقع أن يكون عام ٢٠١٢ أفضل من ٢٠١١، ولكن الرؤية مازالت غير واضحة. ولقد عملنا على التسويق من اجل الترويج للسياحة الخارجية من خلال توفير أسعار خاصة، وتقديم خدمات إضافية لكسب الزبائن. ونتمنى رجوع ثقة السائح والمستثمرين في السياحة البحرينية من خلال رجوع المعارض والمؤتمرات.

عودة المسرحين

أيمنزكي (المدير التنفيذي للموارد البشرية والتطوير في فندق الخليج) يقول: إن سنة ٢٠١١ تعتبر من السنوات التي تكبدت فيها الفنادق خسائر كبيرة فقد نزلت نسبة الإشغال فيها بنسبة كبيرة تصل إلى ٣٠ فيالمائة تقريبا وذلك نتيجة إلى عزوف السياح والخليجيين عن زيارة البحرين في فترة الاضطرابات السياسية التي مرت بها البلاد، كذلك شهدت كثير من الدول العربية العديد من المشاكل السياسية مما جعل كثير من الناس يفضلون عدم مغادرة بلادهم، لذلك تأثرت السياحة في دول العالم، ومنها مصر التي انخفضت نسبة السياحة فيها بحوالي ١١%، وبذلك تعتبر البحرين أقل تأثرا بالنسبة إلى الدول المجاورة، وخاصة أن دول الخليج تدعم البحرين.

وأضاف أيمن: لقد لمسنا تحسنا طفيفا في قطاع السياحة مع بداية نوفمبر، وعودة الحياة مرة أخرى مع دخول الأعياد ورأس السنة والكريسماس، ونحن نتمنى أن يحدث انفراجا سياحيا كبيرا في عام ٢٠١٢ بسبب إقامة العديد من المعارض والمؤتمرات، منها معرض الخريف والطيران، ومعرض الخليج للمأكولات والفورمولا، ولقد بدأنا إرجاع موظفينا إلى العمل وخصوصا البحرينيين لنحافظ على نسبة البحرنة التي تفرضها وزارة العمل على قطاع الفندقة وهي نسبة ٣٠%، ولقد عرضت علينا وزارة العمل أن نوظف جامعيين في الفنادق على أن تدفع نسبة من الراتب مدة سنتين وقمنا بتوظيف اثنين منهم، ولكننا في الوقت نفسه نتعامل بشكل حذر في إرجاع الموظفين الأجانب لأننا لا نعرف إلاما ستؤول الأمور حيث إننا استغنينا عن الموظفين الأجانب الأقل إنتاجية.

كذلك هناك توجهات من الإدارة في الفترة الماضية بان يقوم الموظف بأعمال أخرى إلى جانب عمله.

القطاع الأكثر تضررا

عبدالحميد الحلواجي (المدير التنفيذي وعضو مجلس الإدارة في فندق السفير) يقول: تأثرت كثير من القطاعات أثناء فترة الاضطرابات التي بدأت في فبراير ٢٠١١، وكان قطاع السياحة والفندقة الأكثر تضررا، بالإضافة إلى السفر والطيران، وذلك بسبب انخفاض أعداد السياح الخليجيين بسبب تخوف الناس من الأوضاع في البلاد، وانخفاض الإقبال على المعارض المقامة والتي تصل إلى اقل من ٥٠%، وإلغاء كثير من الشركات من المعارض والمؤتمرات المزمع إقامتها خلال السنة الماضية.

ولكن تتفاوت نسبة التضرر للفنادق بحسب المناطق التي تقع فيها فنجد أن الفنادق التي تقع في منطقة السيف والدبلوماسية أكثر تضررا نتيجة لقربها من الاضطرابات، أما بالنسبة إلى فنادق السفير فنسبة الإشغال وصلت إلى ٦٠% لبعدها عن منطقة الاحتجاجات، ولقد بدأ يشهد فندق السفير في شهر سبتمبر حركة في نهاية السنة ولكن ليس مثل السنوات السابقة، وعمل الفندق على تنظيم برامج عائلية في رأس السنة الجديدة ليستقطب كثيرا من العائلات الخليجية في العطلات.

وقد بدا الحلواجي غير متفائل فقال: لا أجد بوادر انتعاش للسياحة في ٢٠١٢ لأنني لم أجد حجوزات مثل السنوات السابقة، والتي كانت تصل إلى ما بين٣٠ و٤٠%، بينما في الوقت الحاضر لم تصل إلى ٣%، كذلك لم نجد بوادر حجوزات من الشركات والمعارض ولا خطوط سياحية لذلك نجد انفراجا سياحيا في ٢٠١٢، ولكننا قمنا بتنظيم خطة من أجل العمل على إنعاش الحركة الفندقية من خلال تبديل طاقم المبيعات وزيادة الموظفين، والتسويق للفندق في الخليج والشرق الأوسط والعالم، ولقد ابتعدنا أيام الأزمة عن تسريح الموظفين إلا الموظفين الأجانب الذين انتهت عقودهم فلم نقم بتجديدها، ولكننا لم نتخل عن البحرينيين، فنحن نشجع توظيف البحرينيين فقد وصلت البحرنة في الطاقم الإداري في الفندق إلى ٥٠% وهم من أفضل الكفاءات الفندقية. ولكن نتيجة عزوف لبعض البحرينيين عن العمل في الفنادق نتمنى من وزارة العمل تقليل نسبة البحرنة في القطاع الفندقي رغم أننا نتمنى أن يعمل في الفنادق موظفون بحرينيون لأنهم لا يكلفون صاحب العمل الكثير مثل الأجنبي من التأمين الصحي والاجتماعي وغيرها، ونحن على استعداد لتوظيف البحرينيين بأعلى الرواتب ومنهم الجامعيون. وهناك بعض الموظفات البحرينيات يعملن في المطابخ والحلويات من أفضل الكفاءات الفندقية.

تقليص النفقات

عبدالرحمن المرشد (الرئيس التنفيذي لشركة الفنادق، فندق الدبلومات) يقول: شهد القطاع السياحي انخفاض كبير في الإشغال التي وصلت إلى ٣٠% خلال العام لماضي وذلك نتيجة الأحداث التي مرت بها البلاد وعصفت بالسياحة، وكثير من القطاعات في البلاد، وذلك بسبب عدم الاستقرار والأمن، لذلك كثير من الخليجيين والأجانب تركوا البحرين خوفا على سلامتهم، ولقد بدا عام ٢٠١١ بنسبة إشغال ممتازة وصلت إلى ٧٥% إلى ٨٥% وخاصة في فنادق ٥ نجوم ولكن بعد ١٤ فبراير نزلت نسبة الإشغال إلى النصف تقريبا حتى وصلت إلى أسوا حالاتها وووصلت إلى الصفر، وأصبحت الأعمال الفندقية قليلة وألغيت المؤتمرات والفورمولا وشركات الطيران توقفت عن تنظيم الرحلات وتضرر كثير من القطاعات المرتبطة بالسياحة مثل سواق التاكسي الذين يكسبون قوتهم من العمل في توصيل السياح.

وبدأت الفنادق في تقليص النفقات لعدم وجود الارباح فعملت على تقليل نسبة موظفيها وأصبح التسويق للفنادق من دون جدوى ولكن تحسنت السياحة في الأعياد تحسنا طفيفا.

ويضيف: لكننا نأمل خيرا بأن تعود البحرين إلى سابق عهدها في مجال قطاع السياحة والفندقة وان يتكاتف جميع أفراد الطائفتين في البحرين للإصلاح ولخير للوطن بما يكون له الأثر الطيب على سمعة البحرين دوليا، وتزيد الحجوزات من خلال تنظيم المعارض في البلاد.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة