الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٦٢ - الجمعة ٢٧ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٤ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

في الصميم


زيارة داوت جراحهم





يستحق رجال الأمن الأبطال هذه الوقفة الطيبة من لدن سمو رئيس الوزراء.. ويستحقونها أيضا من هذه المؤسسات والجمعيات والمنظمات.. ومن عموم الشعب الذي يعترف بدورهم وبتضحياتهم وتحمل كل تبعات الغدر بهم.. وهل هناك أكثر وأغلى من أرواحهم يمكن أن يقدموها رخيصة فداء للوطن وضمانا لأن يعيش الجميع على الأرض في أمان وسلام وطمأنينة؟

لقد وعدهم سمو رئيس الوزراء.. ووعدهم وزير الداخلية أيضا بأن يكون لهم تقدير خاص تعبيرا عن الاعتراف بحجم التضحيات التي يقدمونها للوطن والمواطنين.. وتشجيعهم على التفاني في أداء الواجب.. والحقيقة أن الشعب هو الذي ينتظر أكثر عن رجال الأمن أنفسهم أن يسمع عن هذا التقدير الفعلي حتى تطمئن النفوس.

لكن رجال الأمن الأوفياء يستحقون بجدارة هذه الزيارة الطيبة والكريمة التي قام بها سمو رئيس الوزراء أمس الأول للجرحى الذين أصابهم الغدر من غير رحمة أو ضمير.

جاءت كلمات سمو رئيس الوزراء إليهم لتكون بدرجة أكبر مداواة لجراحهم وبلسما لاصاباتهم.. كما جاءت مطمئنة لهم بأن الجميع ــ وعلى رأسهم قادة البلاد ــ معهم ولن يتخلوا عنهم أبدا.

كما جاءت الزيارة فرصة سانحة لسموه لتبليغ أكثر من رسالة الى كل الأطراف ذات العلاقة.. هذا غير اشادته وبقوة بجهود رجال الأمن، وتقديره لتضحياتهم بأرواحهم وأنفسهم في سبيل الوطن، وحفظ الأمن، ودعم الاستقرار بكل حضارية، ومراعاة لحقوق الإنسان.

وكان هناك لسمو رئيس الوزراء أكثر من رسالة قوية وواضحة، كانت كلها باعثة عن بث الطمأنينة في نفوس المواطنين قبل أن تشعر رجال الأمن انهم ليسوا وحدهم في الميدان ومنها:

} إن استهداف حياة الفرد الذي يؤدي واجبه في إطار ما حدده له القانون من صلاحيات في حفظ الأمن والاستقرار هو جريمة نكراء وخرق للقانون وتعد سافر على حقوق الإنسان..

} تأكيد سموه أن الإخلال بالنظام واستخدام الأدوات التي تهدد الأرواح سيجابه بما يكفله القانون لحفظ النظام.

} إن ما تبذله قوات الأمن من جهود ملموسة هو موضع تقدير وامتنان، فهي سامية في معانيها، ونبيلة في أهدافها الوطنية.. فشكرهم مستحق ودعمهم واجب، ومساندتهم أكيدة.. فهم الذين يواصلون الليل بالنهار حتى ينعم المواطنون بالأمن والأمان.

} أكد سمو رئيس الوزراء أنه سيتم التصدي بالقانون لكل من يخرج عن القانون أو يهدد الأمن الاجتماعي والسلم الأهلي.

أعتقد جازما بأن كل هذه الكلمات الطيبة والمعبرة التي جاءت على لسان سموه هي بمثابة أوسمة على صدور رجال الأمن الأبطال وأبلغ اعتراف بدورهم المشهود.. وحثا لهم على مزيد من التفاني في أداء الواجب مهما كان الثمن.

مرة أخرى.. إن الجميع ينتظرون ما وعد به رجال الأمن الأبطال تقديرا لما يقدمون وهو كثير.. وهذه الكلمات التي وصفها سموه أوسمة على صدورهم إن لم تكن تكفيهم فهي تسعدهم كثيرا.

* * *

بصراحة.. يعجبني كثيرا أداء وزير العمل السيد جميل حميدان من خلال مجلس النواب.. وإذا كانت كلمة الحق هي التي يجب أن تقال.. فهو الذي يجسد من خلال أدائه الإنساني الواضح والصريح والجريء في القول الى درجة انني أراه يمارس النقد الذاتي في عفوية بالغة، وفي غير تصنع أو تجملال..!

فعندما ألقى النائب الشيخ عبدالحليم مراد بثقل ووطأة بل ومأساة ظاهرة العمالة السائبة قفازا في وجهه.. لم نره يهتز أو يغضب وقابل الأمر برباطة جأش عالية وهدوء يحسد عليه قائلا: البحرين لم تنجح حتى الآن في وضع حلول حاسمة لهذه الظاهرة الخطيرة.. فكل حملة تصحيحية تقوم بها الجهات المختصة يتبعها ارتخاء ثم تعود أعداد العمال السائبين أكبر مما كانت!!وقال الوزير أيضا: لنعترف جميعا بأن التحايل والالتفاف على القوانين حتى تبقى هذه الظاهرة وتتكرس لايزال موجودا ومعمولا به..

وهنا أعترف أنا بأن حياء الوزير جميل حميدان حال بينه وبين القول بان هذه الظاهرة لن تحل.. وستبقى.. لأنه لا أحد يريد لها أن تحل!!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة