المنامة.. عاصمة الثقافة العربية
 تاريخ النشر : السبت ٤ فبراير ٢٠١٢
السيد زهره
نيابة عن جلالة الملك، دشن سمو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد رسميا احتفالات «المنامة عاصمة الثقافة العربية».
والحدث هو حدث وطني يستحق الاحتفاء به.
اختيار المنامة عاصمة للثقافة العربية يحمل معاني ويتيح فرصا وطنية كبيرة تستحق التوقف عندها.
هي اولا وقبل كل شيء مناسبة للاحتفاء بارث البحرين الثقافي والحضاري وريادتها في هذه المجالات في منطقة الخليج العربي.
والبحرين تستحق الاحتفاء بإرثها وريادتها.
منذ وقت مبكر، كانت البحرين سباقة في هذه المنطقة من الوطن العربي الى قيادة النهضة الثقافية والحضارية في كل مجالات التعليم والصحافة والنهوض الثقافي عامة.
والبحرين هي التي حملت مشعل التنوير والانفتاح على كل الثقافات والافكار والاتجاهات السياسية المختلفة في منطقة الخليج العربي.
البحرين باختصار كانت تاريخيا هي القاطرة التي قادت مسيرة التنوير والنهوض الثقافي والحضاري في منطقة الخليج العربي . ومن ثم ، كان اسهامها في مسيرة النهضة العربية العامة اسهاما تاريخيا مشهودا.
والمفروض ان تكون الفعاليات مناسبة لالقاء الاضواء على هذا الدور التاريخي للبحرين والتعريف به عربيا.
واختيار المنامة عاصمة للثقافة العربية هو مناسبة لالقاء الضوء على حقيقة تاريخية كبرى هي عروبة البحرين التي لا تتزعزع والراسخة تاريخيا وحضاريا وحاضرا ومستقبلا، وللفت أنظار من يعنيهم الأمر في الداخل والخارج الى الروابط التي تجمع البحرين بأمتها العربية.. روابط المصير الواحد.
بالإضافة الى هذا، لا احسب اننا بحاجة إلى لفت الأنظار إلى اهمية هذا الحدث ودلالاته في ظل الأوضاع الحالية التي تمر بها البحرين خصوصا.
ولعل من المهم هنا ان نشير خصوصا الى ما يلي:
١- هذه مناسبة وطنية عامة المفروض ان يلتف حول الاحتفاء بها كل أبناء الوطن. هي مناسبة لا تخص وزارة الثقافة وحدها، وانما البحرين كلها.
نعني انه في الوقت الذي يتنادى فيه المخلصون من أبناء الوطن الى ضرورة انهاء الانقسام الذي يشهده المجتمع ولمّ الشمل الوطني، فان هذا الحدث مناسبة لدعوة الجميع الى استثمار هذا الحدث لتأكيد هذه المعاني.. معاني الالتفاف حول مسألة وطنية عامة.
٢- ليس خافيا على احد التشويه المتعمد في الخارج في الفترة الماضية لصورة البحرين من مختلف الأوجه، ومقدار ما حل بالبلاد من ضرر بل دمار طال اقتصادها وصورتها الخارجية كموطن آمن للاستثمارات والسياحة.
وهذا الحدث، اختيار المنامة عاصمة للثقافة العربية، هو فرصة كبيرة لتصحيح هذه الصورة المشوهة عن البحرين، بشكل حضاري محترم، وتقديم الصورة الحقيقية للبحرين كما هي بالفعل كبلد متحضر رائد في تحضره وفي تقدم ثقافته.
بطبيعة الحال، من الوارد ان يكون لأي احد ملاحظات او تحفظات على البرامج المعلنة للاحتفال بالمنامة عاصمة الثقافة العربية على امتداد العام، التي أعلنتها وزارة الثقافة. شخصيا، هناك جوانب وقضايا جوهرية كنت أتمنى ان يكون لها مكان في الفعاليات.
لا باس في هذا. بالعكس مطلوب ابلاغ المسئولين عن هذه الفعاليات بأي اقتراحات يمكن ان تثري الاحتفالات او تضيف اليها جديدا مهما.
لكن هذا شيء، وان ينبري البعض على نحو ما تابعنا في الفترة الماضية في الداخل وفي الخارج لشن الهجوم على اختيار المنامة عاصمة للثقافة في حد ذاته، شيء آخر.
هؤلاء الذين يشنون هذه الحملة في الخارج، والذين لا يتورعون عن المطالبة بمقاطعة هذه الفعاليات، ليسوا أعداء للثقافة فحسب.. هؤلاء أعداء للبحرين.. يضمرون لها نوايا الشر ولا يريدون لها خيرا في كل الأحوال.
هؤلاء يفعلون هذا على اعتبار انهم «معارضون».. لكننا لا نعرف «معارضة» أسوأ من هذا ولا أكثر خطرا من هذا. لك ان تكون معارضا لما تشاء من سياسات وان تطالب بما تشاء. لكن، لو كنت معارضا وطنيا حقا، فانك يجب الا تتردد في دعم أي فعالية وطنية عامة من المفروض ان توحد أبناء الوطن وتعلي شأن الوطن عامة. هذا ما نفهمه. اما ان يكون هدفك هو التدمير وجلب الخراب، فهذا يعني انه لا يمكن ان تكون هذه معارضة وطنية في أي بلد في العالم.
وخلاصة ما نريد تأكيده ان اختيار البحرين عاصمة للثقافة العربية وتدشين الاحتفالات بالمناسبة رسميا، هو حدث وطني للكل ان يحتفي به. والأهم من هذا، ان الكل مدعو للمساعدة في انجاح هذه الفعاليات بما من شأنه تحقيق الغايات الوطنية العامة من ورائها.
.
مقالات أخرى...
- اللقاء الطائفي بين أمريكا وإيران - (1 فبراير 2012)
- «تصدير الثورة» بين إيران وأمريكا - (31 يناير 2012)
- توضأوا وصلوا في كنيسة «قصر الدوبارة» - (30 يناير 2012)
- عن الدعوات إلى لـمّ الشمل الوطني - (29 يناير 2012)
- أين نوابنا من ملف «السلوك الماكر»؟! - (26 يناير 2012)
- نحن والإرهاب الأمريكي باسم الديمقراطية - (25 يناير 2012)
- الحرب العالمية على الديمقراطية - (24 يناير 2012)
- جبهة الإبداع.. جبهة الحضارة - (23 يناير 2012)
- سوريا ومأزق الجامعة العربية - (22 يناير 2012)