الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧٤ - الأربعاء ٨ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


تحسين المستوى المعيشي للمرّة الألف!





نغوص في عمق الفتنة الملتهبة التي تعصف بنا، ثمّ نضطر إلى رفع الرأس قليلاً لخطف نفَس الحياة، ثمّ نعود للغوص مرّة أخرى، لنعيد الكرّة، وفي كلّ مرّة نرى تلك المشكلة طافية على السّطح، لا تريد أن تتحرّك!

أصبحنا نتكلّم عن تحسين الوضع المعيشي للمواطن، وكأنّه كارثة «التسلّح النووي»، الجميع يخشى من الخوض فيه، بينما الجميع تراه مبتسماً في مقدّمة الصفوف عند مشاريع الهدر الأخرى المنتشرة في البلد هذه الأيام.

مجلس النوّاب بالأمس، وافق ورفع إلى الحكومة «اقتراحاً برغبة» بشأن منح المتقاعدين مبلغ ٥٠٠ دينار!

الفكرة جميلة، لكن الأجمل منها هو الضغط على الحكومة وعلى الدولة لتنفيذ مشاريع المتقاعدين المعطّلة من سنة (الهولو واليامال)! بل والتعجيز والتنغيص في تنفيذ أوامر عاهل البلاد التي صدرت مؤخراً لفائدة المتقاعدين، والتي تمّ اختطافها في لعبة (من دودهه من طقّه)!

مشاريع المتقاعدين من دمج صندوق التأمينات والتقاعد، وبطاقة المتقاعدين، ورفع الحد الأدنى لرواتبهم التقاعدية، وغيرها من الحقوق والوعود التي مللنا من ترديدها، حتى أصبحت أقرب «لنكت المحششين» منها إلى الواقع!

ليس فقط المتقاعدون، فتحسين الحياة المعيشية التي نطلبها هو من باب التوزيع العادل للثروة، ذلك المبدأ العظيم الذي تمّ وأده في رمال متحركّة، ومن ثمّ التكبير عليه أربعا.

الدولة لم تصارح الناس بعد بسياستها في صرف العشرة مليارات التي قدّمتها دول مجلس التعاون للبحرين. ولي هنا أن أُقسم بأنّه لو تمّ التفكير بها بعقليات استثمارية لإثراء المواطن، ونقله من طبقة إلى طبقة، لنجحت في علاج الكثير من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، وبالتأكيد سوف ينعكس على الوضع السياسي.

هل كتب على المواطن البحريني أن يتعذّب في الحصول على وظيفة محترمة براتب يحترم كرامته الإنسانية؟! ثمّ يكتب عليه أن يتأخّر في الزواج لأنّه لا يستطيع أن يكوّن عائلة؟ وهناك غيره من تصرف له رواتب وهو لم يبلغ الحلم بعد؟!

البحريني ذلك المواطن المخلص، بات يتزوّج ويسكن في بيت أبيه، بجانب غرفة أخيه الآخر الذي يكبره، والمتزوّج أيضاً لكنّه مازال ينتظر طلبه الإسكاني! حتى تفاجأ ببيوت يسكن فيها الأب وأبناؤه وعائلاتهم!

المواطن يطلب العيش الكريم والحياة الآمنة المستقرة، ومتى ما عجزت الدولة عن توفير تلك الأساسيات فتلك مصيبة كبيرة، لأنّ معناها الوحيد أن الفساد والهدر المالي بات يلتهم كل فرصة للسعادة في الوطن.

بالفعل نحن ابتلينا بفتنة طائفية مفتعلة، لكن ذلك لا يعني أن على الدولة أن تنسى علاج مصائب أخرى، قد تكون من الأسباب الرئيسية في التحريض والتحشيد ضد الدولة.

برودكاست: حلفت يالزينة ما فارق البحرين.. في قلبي مزروعة ومحفوظة وسط العين.. اشتاق اشمّ العود واوله على الطيبين.. والحنّا لي خطوه وساود الكفين.. بارد ويا الصيف ولا الشتا لي رد.. ولا مع الأشواق وقت الربيع والورد.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة