سياسيو «تويتر»..!
 تاريخ النشر : الاثنين ٢٠ فبراير ٢٠١٢
محمد مبارك جمعة
بعض السياسيين انتقلوا من العمل الحقيقي الجاد على الأرض وبين الجماهير إلى خلف حسابات «تويتر»..! ليس هذا فقط، بل باتوا يفعلون كما تفعل عامة الناس، بدلاً من أن يقدموا وجبات سياسية وجرعات تثقيفية في العمل السياسي للجمهور، أو على الأقل يطرحون أفكارهم وتصوراتهم وبرنامجهم السياسي -إن وُجد- باتوا يقومون بنشر الشائعات والأخبار المخترعة لأهداف شخصية، من الواضح أنها تصب بشكل مباشر في رغبتهم خوض الانتخابات البرلمانية القادمة، وخصوصاً بعد عجزهم عن الوصول إلى البرلمان مرات عدة..! وراحوا أيضاً يهرولون إلى تسقيط وتقزيم من هو سواهم، ويصبون جام غضبهم على الحراك الشبابي الصاعد الذي يريد أن يحلحل الوضع ويقوي مناعة العمل السياسي بشكل لا تنفع معه التسويات الخاسرة.
لا أتصور كيف يقضي بعض المحسوبين على العمل السياسي في البحرين يومهم كاملاً على حساب «تويتر»، وبين الفينة والأخرى يضعون خبراً من تأليفهم أو يوجهون «تحذيرات»، تارة إلى هنا وتارة إلى هناك، لا تدل سوى على العجز والتدهور. السياسي في جميع أنحاء العالم شخص مشغول جداًّ، يمارس السياسة على الأرض، وحراكه الدؤوب لخدمة قضيته لا يتوقف، مستمداً قوته وعزمه من الجماهير الداعمة له، ومن إيمانه بقضيته الملحة. أما بعض السياسيين هنا فإنهم باتوا مدمني «تويتر»، صباح مساء تجدهم يزجون بالأخبار التي تعبر عن إبداعاتهم الخيالية، أو يرسلون الرسائل إلى الدولة أو إلى أطراف أخرى من وراء لوحات المفاتيح والموبايلات..! وهي رسائل لا يكترث أحد بها ولا تترك أي أثر فعلي يندرج تحت تصنيف العمل السياسي.
من دون شك، العمل السياسي سيسير إلى الأسوأ إذا استمر يمارس من خلف «تويتر» و«فيسبوك»، وإذا كان هدف كل من يزج بنفسه في مقدمة الركب هو الوصول إلى البرلمان من دون أي اعتبار لما يمكن أن يقدمه فعلياًّ لناخبيه، الآن سياسياًّ قبل الانتخابات القادمة، ومستقبلاً تشريعياًّ، فعليه أن يستوعب أن المجتمع لن يرحمه، وأن الناخبين لن ينخدعوا بما يفعله، ولكم في نتائج انتخابات ٢٠١٠ حكمة..!
{{ بارود
جمعية «الوفاق» على وشك الخروج من المعادلة السياسية بشكل تام، والسبب هو فشلها الذريع الذي لازم عدم قدرتها على صنع القرار، ذلك أن قراراتها تأتيها جاهزة ومعلبة من حيث تعلم، ولا تملك القدرة على قول نعم أو لا إلا بصك إيماني..! وأول من يدرك هذا الكلام هم المقربون من القيادات العليا التي بدأت تعد للتواري عن الأنظار خارج الوطن لحفظ ماء الوجه.
.
مقالات أخرى...
- ما الذي تعنيه تصريحات المشير؟ - (16 فبراير 2012)
- مجلس الوزراء.. وثلاث نقاط جوهرية - (14 فبراير 2012)
- نقاط «التعاون» بعد قرار «الطرد والسحب»..! - (10 فبراير 2012)
- التصعيد القادم - (7 فبراير 2012)
- مهمة «بسيوني» الجديدة..! - (3 فبراير 2012)
- جماعة «شق الصف»..! - (2 فبراير 2012)
- سوريا باتجاه الحسم..! - (29 يناير 2012)
- المقصود بـ «اسحقوه»..! - (26 يناير 2012)
- من يلومنا في الجامعة العربية؟! - (25 يناير 2012)