الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٦٨ - الخميس ٢ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١٠ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


جماعة «شق الصف»..!





ما حكاية «شق الصف» التي بدأ البعض يتنطع بها هذه الأيام؟ إبداء الرأي وتوجيه النقد البناء هما أمر مفيد، وخصوصاً في هذه المرحلة التي تمر بها البحرين. والغريب أنه كلما علت أصوات تعترض على أداء معين وأسلوب محدد، تقوم على أساس منطقي، وتعكس شيئاً مما يجول بخاطر الناس، أو مجموعة من الناس على الأقل، خرج من يقول يا جماعة «لا تشقون الصف»..! يعني بالمختصر المفيد «اسكتوا ولا تتكلموا».

إن مثل هذا المنطق الذي يمثل ردة الفعل الوحيدة لمن يريد أن يستغل الوضع الحالي ويصعد على ظهور الناس من خلال بث نظرية «شق الصف» التي على أساسها يريد من الكل أن يخرس ويصمت ولا يتكلم هو منطق مرفوض، ونحن ندعو إلى محاربته ونحث جميع الناس على عدم التردد في التعبير عن آرائهم وتوجيه النقد إلى كل من يضع نفسه في مقدمة السفينة ويريد أن يتبوأ مركزاً قيادياٌّ على الساحة السياسية المحلية.

إن منطق «شق الصف» هو منطق انتهازي، يستغل الوضع الدقيق الذي تمر به البلاد كي يمرر على الناس أجندات معينة يكون الكثير منها في بعض الأحيان انبطاحيا ومتخاذلا. ولست في حاجة إلى ضرب أمثلة على ما نقوله، إذ باتت جماعة «شق الصف» تقفز لتسكت الناس كلما تحدثوا، ويحاولون أحياناً حتى إسكات الصحافة، تحت نفس الحجة، «شق الصف»، وكأنهم يعملون في «ترزي» ولا يمارسون السياسة التي تأخذ بعين الاعتبار آراء الناس وما يجول في قلوبهم كي تعكسها في عملهم السياسي..!

نظرية جماعة «شق الصف» تقوم على أن يتجنب الناس توجيه النقد إلى سياسات التنازل والتخاذل، والقبول بأن ما يجري هو نتيجة «حكمة» و«ذكاء» و«سياسة»، في حين أن ما يحدث قد يمثل قمة الجهل السياسي وعدم الإلمام بطبيعة التغيير الذي ضرب المجتمع البحريني، فأصبح الطفل الصغير يفهم ويستوعب ما إذا كان الكلام الذي يقال يمثل سخرية أو جدية. ثم من بعد السكوت وتجنب النقد، تستمر جماعة «شق الصف» في التصرف كما يحلو لها، ولا يخلو هذا التصرف من مصالح شخصية ومكاسب مادية، أو اتفاقات خفية تجري من تحت الطاولة، وحينما يكتشف الناس طبيعة ما يجري ويرفعون أصواتهم اعتراضاً سرعان ما تقفز نظرية «شق الصف» لتحاول إسكات الناس من جديد..!

هذا الهراء لا يمكن أن يستمر، وجماعة «شق الصف» تستحق أن نفرد لها مقالات، وليعلم أصحاب هذه النظرية أن من يشقون الصف بشكل فعلي هم المتخاذلون عن أداء مهماتهم السياسية والوطنية بالطريقة التي ينبغي أداؤها. نعم نحن ضد «شق الصف» عن طريق نشر الفتن والإيقاع بين الناس، أما النقد البناء الصحيح المبني على المنطق والحق فهو لا يشق الصف بل يعدله ويقوّيه إن كان هناك من يتقبل هذا النقد ويحاول الاستفادة منه.ما بارود

وددت تسجيل شكري لهيئة شئون الإعلام، على الدعوة الكريمة التي تلقيناها لحضور لقاء لكوكبة من كتاب الأعمدة مع الشيخ فواز بن محمد آل خليفة، وقد رغبت كثيراً في تلبية هذه الدعوة، لولا ظروف تواجدي خارج البلاد حالياٌّ، متمنياٌّ أن تتاح هذه الفرصة مستقبلاً بعد عودتنا إلى البلاد.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة