الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٦٤ - الأحد ٢٩ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٦ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


سوريا باتجاه الحسم..!





يبدو أن الوضع في سوريا بات متجهاً نحو الحسم. الثورة في طريقها كي تحسم أمرها، والنظام السوري متجه أيضاً إلى حسم أمره. كفة ميزان الغلبة بدأت ترجح لصالح الثورة السورية، من خلال قراءة الواقع الحاصل على الأرض، إذ انشق يوم أمس، في تطور نوعي، ضابط من الجيش السوري برتبة عميد ومعه ٣٠٠ جندي، وأعلنوا انضمامهم إلى الثورة السورية. كانت الانشقاقات الجماعية في السابق لا تتجاوز العشرات، والآن دخلت في حساب المئات.

شبكة «بي بي سي» نشرت تقريراً مثيراً لمراسلها من داخل ريف دمشق، يظهر عناصر من الجيش السوري الحر وهم يسيطرون على مناطق بأكملها وسط عجز قوات الأسد عن اقتحام تلك المناطق لما يلاقونه من مقاومة شرسة. ومثل هذا المشهد تتوارد الأنباء عن أنه متكرر في أنحاء كثيرة من المناطق السورية، وهو ما يدلل على أن الجيش النظامي لم يعد يملك سيطرة على واقع الأرض هناك. وهذا يعني أن نسبة الانشقاقات عن الجيش سوف ترتفع، كما أن رقعة التظاهرات والاحتجاجات سوف تتزايد، وخصوصاً أن مدينة حلب قد دخلت ضمن عداد المدن التي قدمت شهداء للثورة، وهو منعطف مهم في مجريات الأحداث وليس يعتبر أمراً ساراٌّ للنظام السوري.

لعله من المهم الإشارة إلى أن جميع هذه التطورات المتسارعة في المشهد السوري جاءت تباعاً لإعلان دول مجلس التعاون سحب مراقبيها من الأراضي السورية ورفضها المشاركة في شهادة الزور التي يقودها الجنرال محمد الدابي ومعه عدد من الدول العربية الضالعة في حماية النظام السوري. معارضون في المجلس الوطني السوري، بعد سحب دول الخليج مراقبيها، وبعد لقائهم الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي في القاهرة، عبروا عن ارتياحهم لوجود من يقف معهم بشكل حقيقي من أجل مساعدتهم في الأسرة الدولية.

السوريون باتوا يقولون اليوم إن هذ النظام قضى ٤٠ عاماً وهو يطعن في دول الخليج العربي وشعوب الخليج وحكام الخليج في أنظار المواطنين السوريين، وتصويرهم في هيئة شيطانية من أجل عزل سوريا عن عمقها الاستراتيجي الحقيقي في دول الخليج العربي. واليوم أدرك السوريون تماماً أن مخزونهم الاستراتيجي الحقيقي يقع هنا في الخليج العربي، وأن الشعب الخليجي وحكامه هم أكبر متعاطف وداعم للشعب السوري في محنته، على عكس الصورة التي رسمها هذا النظام لدول الخليج العربي في أعين مواطنيه، باستخدام كذبتي «المقاومة والممانعة».



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة