الانسحاب من جلسة مجلس النواب
 تاريخ النشر : السبت ٢٥ فبراير ٢٠١٢
لطفي نصر
ما فعله مجلس النواب في جلسة يوم الثلاثاء الماضي بناء على طرح من الشيخ عبدالحليم مراد حيث الانسحاب من الجلسة مدة ربع ساعة.. هو من حيث الممارسات البرلمانية والديمقراطية مشروع ولا غبار عليه.. ولكن هذا الموقف كان يتأرجح بين المقبول والمرفوض أو بين الممكن والمغالى فيه.
أولا: كان الاحتجاج على مواصلة إقامة الحفلات الساهرة في إطار ربيع الثقافة أمرا مقبولا ومثنّى عليه من الرأي العام البحريني.. وفعلا لا يجوز أن تتواصل مثل هذه الاحتفالات الساهرة بينما آلة الغدر والذبح والقتل والابادة والتشريد تدور عجلتها بغير ما رحمة أو إنسانية على أرض سوريا الشقيقة.. وأي عاقل يحمل في صدره ذرة واحدة من الوطنية أو الإنسانية.. أو مبدأ واحد من مبادئ الاخاء العربي لا بد أن يبادر بالمطالبة بتوجيه هذه الأموال التي يتم انفاقها على هذه الحفلات الى ضحايا الغدر وأسرهم في سوريا.
ثانيا: ما زلت عند رأيي.. وهو الذي يتوافق مع رأي الكثيرين غيري بأنه لا يجوز التمادي في هذا الموقف غير العقلاني والمطالب بوقف تنفيذ مشروع تمديد اليوم المدرسي بعد أن بدأ تنفيذه، وبعد اتخاذ جميع الترتيبات اللازمة لتحقيقه أهدافه الكبار.. لعدة أسباب منها:
- ليس صحيحا كما يُرِّوج البعض أن كل أولياء الأمور ضد هذا المشروع، فالنسبة العظمى منهم يؤيدونه بشدة، ويطالبون بعدم الالتفات الى هذه الاستماتة من أجل حفنة من الأصوات الانتخابية. كما انه توجد نسبة عالية جدا من الطلاب سعداء بهذا النظام، وهم الذين يهمهم أن يتعلموا ويتفوقوا ويخدموا وطنهم.. مع العلم أن الطلبة الذين أرادوا تشويه هذا النظام من خلال الانترنيت وبعض المواقع الالكترونية.. هؤلاء لا يريدون أن يتعلموا ولا حتى ينجحوا.. فمثل هؤلاء موجودون في كل زمان ومكان!
كنا نأمل أن يكون الجميع جادين هذه المرة ويعملون على دعم هذا المشروع الذي لا يهدف إلا إلى المصلحة العامة ومصلحة أبنائنا وضمان تحقيق المستقبل الذي ننشده لهم.
السؤال الذي يردده الجميع هذه الأيام: بم يضير الطلاب وأولياء الأمور زيادة (٤٥) دقيقة فقط في اليوم المدرسي؟!
بصراحة الموقف مخجل جدا.. والسادة النواب لا يريدون أن يتخلوا عن عنادهم وعن تشددهم وعن كبريائهم.. كما لا يريدون العودة الى الحق رغم أن العودة الى الحق فضيلة.. ووالله ليس وراء كل هذه الضجة غير عدد ضئيل جدا من أولياء الأمور.. ولا يريد السادة النواب أن يخسروا أصواتهم!!
لهذا كله كان لدى السادة النواب مبرر واحد صحيح عند انسحابهم من جلسة يوم الثلاثاء الماضي.. أما المبرر الثاني فكان يشوبه الخسران منذ البداية وحتى النهاية.
}}}
يقال إن الشجرة المثمرة هي التي تُلقَى بالطوب والحجارة.. ونظرا إلى أن شجرة الدكتورة فاطمة البلوشي أينعت ثلاث ثمرات, هي: وزارة التنمية الاجتماعية.. ووزارة حقوق الإنسان.. ووزارة الصحة.. فقد لاحظ الجميع أن ضرب شجرتها بالطوب قد بلغ ذروته عندما بلغت الثقة الملكية منها منتهاها واسندت إليها ثلاث وزارات مرة واحدة.. وتحملت الوزيرة هذا الضرب المتواصل في صبر وثبات كبيرين.. وأخذت تعطي الوطن في الداخل وفي الخارج بأداء تحسد على مستواه.
والآن وبعد أن أسندت إحدى هذه الثمرات, ألا وهي وزارة الصحة, الى السيد صادق الشهابي وهو العليم والخبير بدروب ودقائق قطاع الصحة بأكمله.. هل تتراجع ظاهرة الضرب بالطوب نحو شجرة الدكتورة فاطمة البلوشي التي لم تعد شجرتها تحمل غير ثمرتين اثنتين فقط؟!
نتمنى أن يكون وابل المقذوفات التي صوبوها نحو الوزيرة في جلسة يوم الثلاثاء الماضي هو نهاية المطاف حتى تتمكن من الإنتاج والعطاء للوطن.. وبمعنى آخر كفى هجمات على وزيرات.. ومن العدالة أن تستدير الهجمة الى وزراء.. كما نلاحظ أن التهديد بالاستجواب أصبح سمة هذا الأوان الى درجة أنه نخشى على من تسول له نفسه مجرد المرور من جوار مبنى مجلس النواب أن تصيبه شظايا هذا التهديد!
}}}
اتحاد نقابات عمال البحرين يشغل نفسه كثيرا هذه الأيام بنقابة عمال (ألبا).. وبرئيسها السيد علي البنعلي.. أليس من الأوفق أن يترك الاتحاد قضية عمال الشركة للتوفيق والتوافق بين الشركة وعمالها من خلال جهود النقابة المختصة.. وكل القائمين على الاتحاد يعلمون أن تدخلهم منذ البداية قد يعرقل الحل ولا يخدمه.. الأفضل للاتحاد هو أن يتريث حتى يتم استدعاؤه للتدخل لبذل جهوده وهي حميمة على الدوام!
.
مقالات أخرى...
- لثاني مرة نجحت وقفة الفاتح الكبرى - (23 فبراير 2012)
- .. لأنه المهموم على الدوام بأحوال الشعب - (21 فبراير 2012)
- حاشا لله أن يستهين مجلس النواب بالدستور! - (19 فبراير 2012)
- كيف كان النواب رائعين؟! - (16 فبراير 2012)
- الدكتور غازي الزيرة - (14 فبراير 2012)
- دعم الأدوية... وبعث الحركة التعاونية! - (12 فبراير 2012)
- هل تعتذر الوزيرة؟! - (10 فبراير 2012)
- طرح متخبط.. وآخر مأساوي!! - (9 فبراير 2012)
- ذوو المناصب الجليلة.. هانوا علينا!! - (7 فبراير 2012)