الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٩٦ - الخميس ١ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ٨ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

في ختام ملتقى الإعلاميين الشباب:

المشاركون يطالبون بميثاق شرف للعاملين في الإعلام العربي





أكد المشاركون في ملتقى الإعلاميين الشباب العرب أهمية سن قوانين تنظم العمل الإعلامي العربي، ووضع ميثاق شرف للعاملين في مختلف أجهزة الإعلام التقليدية والحديثة، والاستفادة من التطور التقني والعلمي الذي تشهده الساحة الإعلامية وخاصة أجهزة التواصل الاجتماعي مثل التويتر والفيسبوك والموبايل وغيرها مع أهمية العمل على معرفة إلى اين يتجه الإعلام العربي بعد التطورات التي حصلت في أرجائه.

ورفض المشاركون الحق لأي مستخدم لأجهزة الإعلام الاجتماعي في التشهير بالآخرين، أو الهجوم عليهم أو التعدي على حرياتهم وفضح خصوصياتهم من خلال البث عبر هذه الأجهزة التقنية المتطورة جدا مؤكدين في هذا الشأن أهمية الرقابة الذاتية للناشر أو المستخدم لهذه الخدمة السريعة من جهة والواسعة الإنتشار من جهة أخرى، والتي قلصت العالم من أوطان إلى قرى، ومن قرية إلى بيت، والقادم اصغر.

جاء ذلك في ختام جلسات أمس التي عقدت على مدى يومين متتاليين في فندق «سوفيتل الزلاق»، وناقشت ٣ مواضيع تركزت حول كيفية الانتشار والرقابة في الإعلام الاجتماعي والتحديات التي تواجهه بالإضافة إلى تطلعات طلبة كليات الإعلام في العالم العربي من مهنة الغد.

شكوك في التواصل

استهلت الجلسة الثالثة للمنتدى التي أدارتها الإعلامية ميساء الذوادي بتناول موضوع «الإعلام الاجتماعي.. الانتشار والرقيب»، وترى الكاتبة سميرة رجب ان وراء وسائل التواصل الاجتماعي كثيرا من الشكوك لما سببته هذه الوسائل من مشاكل في المجتمع، وأوضحت ان الحريات والرقابة الذاتية موضوع يشوبه خلل وخاصة في المجتمع الخليجي الذي لم يعد يعير تدريس الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع اهتماما كما كان في السبعينيات، مشيرة في الوقت ذاته إلى ان ما يجري على الساحة العربية، لا تميل إلى تسميتها بـ «ثورات» لأنها تفتقد إلى منهجية التعامل مع الآخرين، ويشوبها حالات من الثأر والانتقام.

وتابعت، أن العقل المسيطر في الظرف الحالي لا يملك عقلية أو فكر ترتيب الأولويات في ظل أجواء التعصب الطائفي والعشائري منوهة إلى ان هذه الأجواء تسيء إلى المجتمع وتعيق تقدمه، وعليه دعت إلى نشر التعليم الإنساني وسن القوانين التي تنظم حياتنا، كما دعت إلى الحذر من المواقع الإلكترونية الطائفية من خلال التسلح بالوعي الجدلي الذي يجب ان نعلمه لأجيالنا، ونفت وصف ما يجري على عالم التويتر والفيسبوك بالفوضى الخلاقة.

الفوضى.. فوضى

وتابعت سميرة رجب: ليست هناك «فوضى خلاقة» فطالما هي فوضى، فكيف تكون خلاقة، مشددة على أهمية الوعي لمفهوم الفوضى الخلاقة حيث جاء المصطلح لترويج السياسة الغربية المدمرة منوهة إلى ان هناك منابر أخرى في المجتمع مدمرة ايضا ولا تقل خطرا عما يتم نشره من أقوال وما يتم تداوله من معلومات مغلوطة على أجهزة التواصل الاجتماعي، ومنها المنابر الدينية التي تدمر الوعي الاجتماعي، وتكشف عن رغبات خاصة لفرد او جماعة أو طائفة.

وفي توضيح حول لماذا أعطانا الغرب الانترنت والتويتر والفيسبوك؟ ولم يعطنا تقنية صناعة هذه الأجهزة، فذلك عائد إلى نظرة الغرب إلى ان هذه الأجهزة هي خير سلاح لاختراقنا وتفتيت وحدتنا، وبالتالي يبقى العالم تحت سيطرتها، والسيطرة هي للقوي على الضعيف، لكنها من جهة اخرى استدركت في تعقيبها على ملاحظة احدى المشاركات بالقول ان الشباب العربي لما عجز عن رؤية دور فاعل للنخب العربية، لجأ إلى الغرب ليستقي المعلومات، ويتابع ويتواصل مع عالم آخر وبالتالي تساءل: إلى متى سنبقى مذعنين لسيطرة هذه النخب غير الفاعلة في المجتمع العربي؟

سرعة النشر

من جهة أخرى كشف بركات الوقيان من تلفزيون الوطن ان سرعة المطبوعة لا تجاري سرعة النشر على التلفزيون أو على التويتر والفيسبوك، لكن القناة الإخبارية لها القدرة الواسعة على متابعة الخبر مشيرا إلى أنه في لقاء أمس الأول للصحفيين مع جلالة الملك، شاهد أحد الحاضرين ينقل خبر اللقاء وما ذكره جلالته حول الوضع في البحرين إلى الخارج بسرعة، فأذن تستمع ويد تكتب وأخرى ترسل على الفور، وهذا لا يتوافر في الصحيفة الورقية.

وتابع: أما بالنسبة إلى الرقيب، فالسؤال الذي ينبري في هذا الشأن، هو: هل أسهمت الصحافة في بروز مواطنين محبين لوطنهم وأمتهم ومخلصين لقضاياهم، وأجاب، الصحافة منبر مرتبط بمعايير النشر والمصداقية والرقابة، والخبر لابد من مراقبته لكونه سوف يجوب الارض، هل نعرف من أي دولة، وما مدى حرية النشر في هذه الدولة؟ وبالتالي من المهم جدا التأكد من صحته ومصداقيته، وهذا لايتوافر في التويتر أو الفيسبوك وغيرها من أجهزة التواصل الاجتماعي المتطور والحديث.

وأكد أنه مهما قارنا بين الصحافة وأجهزة التواصل، يجب تأكيد وجود سقف للحرية وخاصة في بلدان العالم العربي، وذكر انه في الأيام الأخيرة، ضج الناس في المملكة العربية السعودية على أحد أصحاب المواقع لكونه تجاوز الحدود المسموح بها، فلا نستطيع لوم الناس في هذه الحالات، وعليه على الصحفي أو الإعلامي أو غيره من المتعاملين ان يعرف حدوده ومدى حريته في التعامل مع الحدث أو المعلومة التي يود نشرها.

أرقام رهيبة

كما سرد ياسر الغسلان المتحدث الثالث بعضا من الأرقام حول استخدامات التويتر والفيسبوك في العالم العربي مشيرا إلى ان خمس سكان العالم يستعمل التويتر والفيسبوك، وفي الوطن العربي ٣٢ مليونا على الفيسبوك وهم شباب تتراوح أعمارهم بين ١٥ و٢٩ سنة، وهناك ٨٠٠ مليون مستخدم لتويتر بـ ٢٥٠ مليون تغريدة يتم تبادلها في اليوم الواحد عبر العالم.

وأماط اللثام عن عدد الإِشكاليات التي تعترض استخدامات أجهزة الإعلام الاجتماعي، منها ان التقنية والقوانين عاجزة عن استشراق الرقيب ومتابعته، وأن المسئولية التي يراها شخص أنها وطنية قد يراها شخص آخر عكس ذلك، ومهما قيل عن الاعلام، فيظل انه يمتاز بوجود الروح الوطنية فيه أكثر من أجهزة التواصل الاجتماعي، عدا وجود نظرة متعالية لدى الرقيب مع وجود مستوى أقل من المهنية في التويتر مقارنة مع الصحافة والتلفزة.

التحديات والفرص

وفي الجلسة الرابعة من جلسات ملتقى الإعلاميين الشباب العرب نوقش موضوع «المؤسسات الإعلامية.. التحديات والفرص»، وسلطوا الأضواء على المحاور التي تتعلق بالوسائل الإعلامية التقليدية ووسائل التواصل الاعلامى الجديدة.

وفي هذا الصدد، أكدت الكاتبة سوسن الشاعر في مداخلتها اهمية التزام المؤسسات الإعلامية بالحرية المسئولة في ظل ما يعرف بـ «الاعلام الشعبي» الذي يتمثل في وسائل جديدة للتواصل الاعلامي، لديها مستخدمون كثيرون يمدونها بالأخبار والصور التي لا تتسم في اغلب الأحيان بالانضباطية واصبح لها متابعون في غنى عن المؤسسات الإعلامية الرسمية، وأشارت إلى اتجاه الشركات الكبرى إلى استخدام القنوات الإعلامية الحديثة نظرا إلى كثرة مستخدميها ومتابعيها وعدم وجود قيود كبيرة عليها.

وحول التحديات التي تمر بها المؤسسات الإعلامية، أشارت الشاعر إلى ان المؤسسات الإعلامية باتت تصنع الحدث وتوجهه وتشارك فيه وهذا بدا جليا في الثورات العربية التي كان للمؤسسات الإعلامية دور كبير فيها موضحة انها لا تقر بأن الصحافة تصنع الحدث، لأن الصحفي ينقل الخبر مهنيا، وان الكثير من هذه المؤسسات الإعلامية لها أجندة مخفية.

كما أشارت إلى أهمية ان يوضح صاحب الصحيفة المادة الإعلانية المدفوعة الأجر منوهة إلى أن ما يعيب الصحافة العربية انها مازالت تفتقد إلى الرؤية الاستراتيجية أو السياسية مع تأكيد هذا الدور الرسالي والتنويري للصحافة والإعلام وليس دور التشويش وقلب الحقائق، كما ان معظم الصحف فشلت في مخاطبة الخارج وكذلك الجمهور في الداخل مقابل أننا نعيش في عصر يحمل فيه الإنسان العالم في يده (الموبايل) الذي معه. واختتمت بتأكيد ان الإعلام في البحرين يملك خامات من العاملين في هذا المجال.

المنافسة في الاستقطاب

من جانبه قال زافين قيومجيان، مقدم برامج بتلفزيون المستقبل، في كلمته خلال الجلسة ان التحديات والفرص أمام الوسائل الإعلامية التقليدية كبيرة وكثيرة في ظل ما باتت تشكله وسائل التواصل الاعلامي الجديد من منافسة جدية من حيث استقطاب المشاهدين والمتابعين.

وأضاف أن الوسائل الإعلامية الجديدة ناقل للرسالة الإعلامية وليست هي التي تشكل الرسالة وهي جاذبة للمتابعين بسبب عدم قدرة مستخدميها على التواصل مع المسئولين والوصول اليهم في الواقع فيكون التواصل اسهل عبر العالم الافتراضي بواسطة وسائل التواصل الإعلامي الجديد. وأشار إلى ان وسائل التواصل الجديدة اصبحت جاذبة للمستخدمين بسبب عدم وجود القيود عليها بشكل كبير ولذلك فإن جمهورها بات يشكل قاعدة عريضة من الناس تفوق وسائل الاعلام المحترفة مشيرا إلى ان الأخيرة باتت تستخدم صفحات على هذه المواقع للتسويق لها.

نقل سريع للأحداث

أما الكاتب، احمد الفهد بجريدة الوطن الكويتية، فقد ذكر ان وسائل الاعلام تطورت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة منوها إلى أن هذا التطور بدا ملحوظا في تغطية الاحداث التي مرت بها المنطقة لكنها بدأت تتأثر في السنوات الأخيرة بوسائل الاعلام الاجتماعي الجديد التي باتت اسرع في نقل الاخبار، وتابع، ان الكثير من المسئولين لديهم حسابات وصفحات على هذه الوسائل لنشر الأخبار المتعلقة بهم حيث باتت هذه الوسائل اسرع في نقل الأخبار والأحداث من وكالات الأنباء.

مغزى اختيار البحرين

من جانبها اشادت المتحدثة الرابعة الأستاذة إيمان عزام رئيس تحرير دار الاعلام العربية بمصر باختيار مملكة البحرين لاقامة ملتقى الإعلاميين الشباب العرب واختيار المنامة عاصمة الصحافة العربية ٢٠١٢ وذلك لما تتمتع به مملكة البحرين من حرية في الصحافة والإعلام متوجهة بالشكر إلى البحرين قيادة وحكومة وشعبا على حسن الاستقبال والضيافة.

وقالت في كلمتها ان وسائل الاعلام شهدت تطورات كبيرة في ظل العولمة مشيرة إلى تزايد الاستخدام العربي لوسائل الاعلام الحديثة وتزايد القنوات الفضائية الحكومية والخاصة.. وأكدت في توصياتها لتطوير الإعلام أهمية سن تشريعات تنظم العمل الإعلامي العربي، ووضع ميثاق شرف للصحفيين والإعلاميين، وتدريب الشباب على استخدامات التقنية الحديثة واعدادهم ككوادر مهنية ترفع من مستوى الصحافة في العالم العربي، والبحث عن ممولين ماليين مما سوف يمهد الطريق إلى بروز العديد من الفرص للوسائل الإعلامية في ظل توجه الأنظمة نحو مزيد من الديمقراطية والإصلاح السياسي ومنح المزيد من الحريات الإعلامية.

الرقابة الذاتية.. مسئولية

وفي لقاءات جانبية لـ «أخبار الخليج» مع الدكتور عدنان بومطيع الاستاذ بجامعة البحرين، طلبنا منه تعليقا حول مفهومه للرقابة الذاتية في العمل الصحفي والإعلامي، فأجاب: على الإعلامي ان يعرف ان عليه مسئولية لكونه يمارس عملا يتعلق بالحكومات وحياة المواطنين وأعمال المؤسسات المدنية وغيرها، لذا لابد من التزامه بضوابط هذه المهنة المتعلقة بالجماهير.

وتابع: هذه المباديء يمكن الاتفاق عليها جماعيا من دون الحاجة إلى تدخل السلطة والقانون، منوها من جهة أخرى ان هذه المسئولية لا تتحقق إلا من خلال وعي الصحفي لمهامه، وهذا لا يتأتى إلا بتدريب متواصل للصحفيين والإعلاميين في دورات تهتم بهذا الجانب، وتوفر لهم بيئة علمية وعملية لممارسة مهامهم الإعلامية اليومية.

مفهوم مطاطي

وفي لقاء آخر مع عبيدلي العبيدلي كاتب بحريني، عقب على موضوع الرقابة الذاتية، بالقول: الرقابة الذاتية هو مفهوم مطاطي مرتبط بعدة عوامل منها الأسرة والمدرسة والقوانين، وعليه، من محصلة هذه العوامل تتشكل الرقابة الذاتية، وتابع بالنسبة إلي ككاتب أمارس مهنة الصحافة، انظر إلى الرقابة الذاتية من ٣ زوايا، الأولى: هي أحد أشكال قمع الذات، أي بمعنى ان النظام لا يسمح لك ان تكون موازنا إلى درجة الإقصاء.. الثانية: الرقابة الفوضوية لا تعني أي قيمة ولا تعطي أي اعتبار.. والثالثة: بين الاولى والثانية، هناك الرقابة المتزنة، والتي توفر فيها الإجابة على ماذا يجب ان يقال؟ وكيف يقال؟ ومن يخاطب الخبر أو المعلومة المرسلة او المراد نشرها؟



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

جلالة الملك ورسالته إلى الإعلام الغربي

حين التقى جلالة الملك الإعلاميين العرب المشاركين في الملتقى الإعلامي للشباب المنعقد في البحرين، تحدث حديثا ... [المزيد]

الأعداد السابقة