أوصت لجنة الصناعة والطاقة في مجلس الشعب برئاسة المهندس السيد عبدالعزيز نجيدة، بضرورة مراجعة وتعديل اتفاقية البحث والتنقيب عن الذهب وإنتاجه في مناطق جبال السكري بالبحر الأحمر التي تعمل بها شركات أجنبية وصلت إلى ‏٩‏ شركات تحت مظلة شركة سنتامين الاسترالية الموقعة على الاتفاقية مع مصر.

وأشارت اللجنة - بحسب ما جاء في صحيفة الأهرام - إلى أن الاتفاقية بها شروط مجحفة على مصر وتحرمها من الاستفادة من ثروتها المعدنية في الذهب الخام، لأن المستفيد الأكبر من الذهب المصري هو الشريك الأجنبي الذي يحصل علي حصته بنسبة ٧٠% من الإنتاج والباقي لمصر تدفع منه قيمة استيراد المعدات والمهمات اللازمة وتقدم السولار المدعم لتشغيبل الآلات والمعدات ومحطة توليد الكهرباء التي تشغل مصنع إنتاج الذهب، كما يظهر الإجحاف في طول مدة الاتفاقية وهو ٣٠ عاماً يتم خلالها استنزاف ثروة مصر.

جاء هذا خلال الزيارة الميدانية التي قامت بها لجنة الصناعة والطاقة في مجلس الشعب برئاسة المهندس السيد عبدالعزيز نجيدة لمنطقة جبل السكري لإنتاج الذهب على ضوء طلبات الإحاطة المقدمة من النواب حول وجود شبهة فساد في هذا المشروع.

كما أوصت اللجنة بتعديل نظام المراقبة الحالي على استخراج وتصنيع الذهب وتصديره للخارج واستبدال هذا النظام الرقابي بنظام أكثر إحكاماً ودقة سواء في الجانب التكنولوجي لعمليات المصهر والصب، وكذلك في الرقابة البشرية من خبراء متخصصين في عمليات التعدين بدلاً من نظام الموظفين الإداريين الذين ينتدبون لاستيفاء البيانات شكلاً من دون وجود أدني معرفة بالجوانب الفنية التي يمكن استغلالها في التلاعب بحقيقة الإنتاج، وخاصة أن الذهب سلعة غالية الثمن وذات قيمة استراتيجية في الاقتصاد العالمي والاحتياطيات المالية والنقدية للدول.

وتبين للجنة البرلمانية من واقع المناقشات مع الفنيين في مختلف المواقع بمنطقة جبال السكري أن مصر تعرضت لخديعة كبرى واستدرجت لتوقيع اتفاقية إنتاج الذهب بشروط مجحفة لا تحصل بمقتضاها إلا على أقل القليل، بينما المستفيد الأكبر هو الشركات الأجنبية التي ليست صاحبة الأرض أو السيادة.

وأظهرت الأبحاث والدراسات أن منطقة السكري فيها احتياطيات كبيرة جداً من الخام وتصل كمية الذهب الخام في طن الصخور إلى نحو ٦ جرامات وهي أعلى نسبة في العالم إذا ما قورنت بالنسب الأخرى التي تتراوح بين ١.٥ جرام و٤ جرامات فقط، الأمر الذي جعل ترتيب منجم السكري يصل إلى المستوى الثالث حالياً، وهو مرشح بقوة في الفترة القادمة ليكون الأول على مستوى العالم في إنتاج الذهب.