ليسوا عربا ولله الحمد
 تاريخ النشر : الثلاثاء ١٣ مارس ٢٠١٢
جعفر عباس
في فيلم «صمت الحملان»، أدى الممثل البريطاني الويلزي الكبير انتوني هوبكينز، دور «الدكتور هانيبال ليكتر»، آكل لحوم البشر الذي كان يتلذذ بأكل كبد وكلى ضحاياه، وتقاسمت معه البطولة جودي فوستر، وهي بالمناسبة خريجة جامعة هارفارد التي لا يدخلها إلا من كان ذا شكيمة اكاديمية قوية، ولعل بعضكم يذكر ان الرئيس الامريكي الأسبق رونالد ريغان كاد ان يروح فيها بسبب جودي فوستر هذه، بعد ان اطلق عليه النار جون هينكلي ليلفت نظر فوستر إلى نفسه، لأنه كان يهيم بحبها، وحسب أنها ستعجب به بعد أن يشتهر كقاتل للرئيس الأمريكي، ولحسن حظنا لم يكن العرب وقتها يحملون الجينات الإرهابية، وبالتالي لم تزعم أمريكا ان من قام بمحاولة قتل ريجان هو «يوحنا هيكل»، وأنه من أصل ليبي (كانت ليبيا وقتها المسؤولة الوحيدة عن الكوارث الطبيعية والصناعية لأن القذافي كان مستفردا بمقاولات التفجيرات والاغتيالات). ولا يستطيع مشاهدة أفلام هانيبال ليكتر إلا ذو أعصاب حديدية، لأن مشاهدها مروعة ومقززة.. ثم اعتقلت الشرطة الألمانية آرمِن ميويز الذي اعترف بقتل وأكل بريند جيرغن براندس، والحكاية كما قرأها معظمكم، او شاهدها على شاشات التلفزيون بدأت بأن ميويز وهو مبرمج كمبيوتر، نشر إعلانا على الانترنت يعلن فيه رغبته في أكل آدمي يكون قوي البنية ويتراوح عمره ما بين ١٨ و٣٠ سنة.. يعني يكون «لحمه طري» وكان ميويز قد قرأ في مواقع «آكلي لحوم البشر» على الانترنت ان لحم الانسان، مثل لحم البهائم، يكون صعب المضغ كلما كان المأكول متقدما في السن، وأمام المحكمة حيث واجه تهمة القتل العمد (لأنه ليس في القانون الألماني - بداهة - نص يحرم اكل لحوم البشر، لأن ذلك لم يرد في ذهن واضعي القوانين لا في ألمانيا ولا في كمبوديا).. المهم ابلغ ميويز المحكمة انه تلقى رسالة من براندس وهو مهندس رقائق كمبيوتر يزعم فيها ان عمره ٣٧ سنة، وأنه لا يمانع في ان يذبحه ميويز ويأكله!! كان براندس في واقع الأمر في الثالثة والأربعين ولكنه كان يطمح في ان يؤكل فطرح سبع سنوات من عمره، ولما لم يجد ميويز عروضا من اشخاص أكثر شبابا ليقوم بأكلهم، قال: ما بدهاش واتصل ببراندس الذي أتاه على وجه السرعة!!!! (يفترض أنك أدركت الآن ان زاويتي اليوم ليست غائمة أو منفرجة بأي درجة، بل شديدة التجهم وتسبب المغص الكلوي، وأنصحك بالتوقف عن قراءتها الآن وعند هذه النقطة، إن لم تكن من هواة أفلام الرعب لأن ما سيأتي في الجمل التالية في منتهى البشاعة).. تريد مواصلة القراءة، أنا برأت ذمتي وذنبك على جنبك إذا عجزت بعد مواصلة القراءة عن النوم او الأكل، وإليك بقية الحكاية: شاهدت المحكمة شريط فيديو يقوم فيه ميويز بقطع العضو التناسلي لضحيته براندس، وقليه بالزيت، ثم أكله!! براندس صاحب العضو المقطوع ايضا شارك في الأكل، وبعدها بقليل ذبح ميويز براندس بعد ان أخذ منه إذنا بذلك، وقام بتقطيع لحمه بحسب الطريقة المشروحة في مواقع الكانيباليين stsilabinac (أكلة لحوم) البشر على الانترنت، واحتفظ بها في الثلاجة حيث ظل يأكل منها عدة اشهر (الموقع ينصح بعدم أكل مخ الانسان لأن طعمه غير طيب)... والأكثر إخافة في الأمر ان ميويز ابلغ المحكمة أن في ألمانيا وحدها نحو ٨٠٠ عضو في جماعات أكل لحم البشر!! أما المفرح في الأمر فهو انه ما من جهة زعمت حتى الآن ان من بينهم عربيا، وبالتالي فإن تلك الجماعات تعتبر مجرد شواذ وليسوا قتلة او ارهابيين!
jafabbas١٩@gmail.com
.
مقالات أخرى...
- نفسي في دورة مياه بلا مياه - (12 مارس 2012)
- مدام أم مدمرة؟ - (11 مارس 2012)
- نم كثيرا تكن رشيقا - (10 مارس 2012)
- مرحبا بطالبي الرشاقة في وادي النيل! - (9 مارس 2012)
- التخريف شرقي وغربي - (8 مارس 2012)
- ألف باء العولمة - (7 مارس 2012)
- عن شرور المرور - (6 مارس 2012)
- عن الوساخة والنظافة الدولية - (5 مارس 2012)
- عن ثقافة الهشك بشك! - (4 مارس 2012)