الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤١١ - الجمعة ١٦ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ٢٣ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

زاوية غائمة


سلاح التفسخ الشامل





الولايات المتحدة الأمريكية دولة «حنينة» ولا تحب أسلحة الدمار الشامل، ربما لأنها أشبعت شعوب كل القارات تقتيلا، وما عاد عليها كل ذلك إلا بالكراهية حتى في الدول التي تعتبر حليفة لها، ومن ثم درست إمكانية تطوير سلاح الجنس الشامل.. ولا أعني بذلك أنها ستوجه نحو خصومها أفلام الجنس والعري، فمثل هذه الأفلام تعتبر في أمريكا هدية فقط للشعوب الراقية المحبة للسلام الذي هو «أمريكا».. ولن ترسل جنيفر لوبيز أو ليدي غاغا، إلى خطوط القتال ليقف جنود العدو وريالتهم تصب مدرارا، ويقصفونهما بالورود الحمراء.. وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تدرس خيارات حربية عديدة من بينها بخاخات تجعل جنود العدو مستثارين جنسيا، بحيث ينصرفون عن القتال ويبحثون عن وسائل لإشباع غرائزهم الجنسية.. يعني بدلا من ان ترمي الطائرات قنابل عنقودية وصاروخية، تقوم برش جنود العدو بالمواد المهيجة، فينقلب ميدان المعركة إلى شيء يشبه الديسكو الذي يشارك فيه أناس مشبعون بالكحول وعقاقير الهلوسة يمارسون الخمش والكمش «من طرف»!! طبعا أمريكا تدرك ان جبهات القتال تتألف في معظمها من الرجال، ولا يتوفر فيها العنصر النسائي بكميات تجارية تجعل جنود العدو يمارسون عمليات اغتصاب جماعية بدلا من القتال، ومن ثم فإن مختبرات رايت التي يتعامل معها البنتاغون طلعت ببخاخ لا يثير فقط الرغبات الجنسية بل يحفز من يتعرضون لعطره إلى اللجوء إلى ممارسات جنسية شاذة.. يعني جماعة «رايت» يريدون رش جنود العدو بمادة عطرية تجعلهم يتوقفون عن مهاجمة القوات الأمريكية، والهجوم على بعضهم البعض وهم عراة لغايات غير القتال.. بعبارة أخرى إذا كان هناك بلد يعادي أمريكا فعلى سكانه عدم الخوف من غاز الخردل او القنابل الجرثومية او العنقودية او النابالم، بل عليهم ان يرتعبوا ويحكموا إغلاق النوافذ والمنافذ اذا اشتموا روائح عطرية حلوة في الهواء، لأن تلك الروائح هي التي (حسب أحلام منتجي أسلحة الإثارة الجنسية) هي التي ستجعل الشعوب العدوة لأمريكا تتقاتل فيما بينها بالشِّعر والهمسات والغمزات واللمسات والحركات القردية، وهي تحت تأثير الروائح... ثم يأتي الجنود الأمريكان ويسحقونهم ويجعلونهم جيفا لها روائح تفقد الشهية والرغبة في كل شيء!

ولأن الولايات المتحدة هي مؤسِسة مدرسة «ضربني وبكى وسبقني واشتكى»، فإنها ورغم كونها أول من فكر في القنبلة الجنسية، قد تقرر ضرب أي دولة تتهمها بامتلاك تلك القنبلة (أمريكا هي الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت القنبلة الذرية ضد البشر في هيروشيما وناجاساكي ومع هذا فهي – يا عيني عليها – لا يغمض لها جفن إذا أحست أن دولة أخرى بصدد امتلاك السلاح الذري).. مثلا قد تزعم ان مقاتلي اتحاد الشباب الإسلامي في الصومال طوروا القنبلة الجنسية، لاستخدامها ضد القوات الأمريكية في جيبوتي، وتقوم من ثم برش الصومال كله بمزيل رائحة العرق (ديودرانت).. ثم يقول قائد البحرية الأمريكية في المحيط الهندي: صومالي نفر هادا ما في إحساس.. فيقوم سرب آخر من الطائرات الأمريكية بقصف الصومال بشانيل وغوتشي ونينا ريتشي وليوناردو دافينشي.. الغريب في الأمر ان كثيرا من الكتاب الغربيين استنكروا تفكير البنتاغون في استخدام ذلك النوع من الأسلحة، ولكن لسبب عجيب، فقد اعتبروا أن ذلك يمثل طعنا في وطنية الشاذين جنسيا.. وتساءلوا: هل يعتقد جنرالات الكونغرس أن كون الشخص شاذا يمنعه من القتال والاستبسال؟ لم يطرحوا الأمر من وجهة نظر ان الولايات المتحدة تريد جعل خصومها شاذين جنسيا بالعافية وفي حالة هيجان لتقضي وتسيطر عليهم.





jafabbas١٩@gmail.com



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة