اجتمعت جمعية كرامة لحقوق الإنسان مع السيد بريان دولي رئيس برنامج المدافعين عن حقوق الإنسان بمنظمة هيومن رايتس فرست أثناء زيارته الأخيرة للمملكة في أول لقاء ثنائي مشترك، حيث تم الاجتماع بالمنطقة الدبلوماسية بعد أن انتهى براين من حضور أحد المحاكمات.

وقال رئيس جمعية كرامة أحمد المالكي، إن كرامة حرصت على مقابلة السيد براين دولي من أجل إيصال حالات كثيرة من انتهاكات حقوق الإنسان، التي للآسف لم تتبناها أي من المنظمات الدولية وخاصة الشهيرة منها مثل هيومن رايتس فرست، وهيومن رايتس ووتش وغيرها.

وقال المالكي «وجدنا في البداية صعوبة في ترتيب موعد للاجتماع بالسيد براين، حيث أوضح أنه مشغول للغاية ولا وقت لديه وعنده اجتماعات كثيرة وجدول أعماله ممتلئ عن آخره، وخاصة أنه لا يستطيع أن يمكث أكثر من خمسة أيام بالبحرين وفقا للإجراءات الجديدة التي اتخذتها المملكة تجاه زيارات مراقبي حقوق الإنسان، ولكن كرامة أصرت على أن تلتقي به ولو نصف ساعة، وبالفعل تفضل السيد براين مشكورا بالموافقة، وتمت المقابلة يوم ١٥ مارس ٢٠١٢م واستمرت أكثر من ساعة».

وأوضح المالكي أن كرامة اصطحبت معها ابن القتيل راشد المعمري (سائق التاكسي) الذي تعرض للقتل طعنا بالسكين يوم ١٣ مارس ٢٠١١م، بالقرب من منطقة الاحتجاجات على أيدي مجهولين اصطدموا بسيارته عمدا ثم ترجلوا وطعنوه بالسكين حتى الموت، واصطحبت الطالب خالد السردي الذي تعرض للاعتداء المبرح بجامعة البحرين يوم ١٣ مارس ٢٠١١م وتنظر قضيته الآن أمام المحاكم.

وعبرت كرامة للسيد براين دولي عن شكواها من عدم تبنيه مثل هذه الحالات، رغم أنه قام بوضع أربعة تقارير عن حالة حقوق الإنسان في البحرين منذ الأحداث، لم يتعرض فيها لمثل هذه الحالات وغيرها، وطالبته كرامة برؤية أكثر شمولا وموضوعية فيما يتعلق بالتعامل مع الوضع الحقوقي في البحرين وعدم الاقتصار على جهات بعينها من دون أخرى.

وقامت كرامة بتقديم شرح مفصل، مرفق بالفيديو والأدلة الثبوتية وشهادة الوفاة، لحالة مقتل راشد المعمري، فضلا عن تقديم شرح واف مرفق بالفيديو والشهادات والأوراق الطبية لحالة الطالب خالد السردي، وطالبت كرامة بتبني هذه الحالات من قبل السيد براين وتسليط الأضواء عليها من أجل تطبيق العدالة على الجناة.

وعبرت كرامة عن صدمتها من عدم تضمين تقرير لجنة تقصي الحقائق لحالة القتيل راشد المعمري ولحالات كثيرة أحالتها كرامة للجنة التقصي أثناء عملها (يونيو- نوفمبر من العام الماضي)، رغم أن البروفيسور بسيوني نفسه والمحققين وعدوا باتخاذ اللازم وتضمينها في التقرير، حيث عقدت لجنة التقصي أربع اجتماعات مع عائلة القتيل وأكدت أنها ستطالب وزارة الداخلية بتحريك قضيته في المحاكم وصرف التعويضات اللازمة له، ولكن للآسف لم تذكر اللجنة في تقريرها حتى بذكر اسم القتيل، رغم أنها ذكرت حالات أخرى خارج نطاق عملها الزمني، وحالات أخرى غير معروف الجاني فيها.

وقد عبر السيد براين عن استغرابه من سلوك لجنة تقصي الحقائق، وتوجه بعدة أسئلة لكرامة عن الحالات التي لديها، وطلب الأدلة والثبوتات الكافية التي تدعم روايتها، وبدورها زودته كرامة بجزء منها، على أن يتم تزويده بباقي الأدلة المتوافرة عن طريق البريد الإلكتروني.

وفي السياق نفسه أكدت كرامة أن هناك خمس حالات من الوفيات الناجمة عن ممارسات الكادر الطبي، لم يتم تضمينها في تقرير لجنة تقصي الحقائق رغم استماع محققي اللجنة لشهادات أهالي الضحايا، وتسلمهم الأوراق الخاصة بهذه الحالات، رغم أن بعضها شديد القسوة ويمثل انتهاك صارخ لحقوق الإنسان.

وفي ختام اللقاء عبر السيد براين عن أمله أن يتم تنظيم لقاءات أخرى مع كرامة حول الوضع الحقوقي في البحرين، ولاسيما أنها المرة الأولى التي يتم فيها مثل هذا اللقاء، حيث فوجئ بالمعلومات التي قدمتها كرامة في هذا الشأن، والحالات التي عرضتها.

كما استنكرت كرامة التهديد الذي يتعرض له براين من قبل مجهولين، حيث أوضح براين على جانب الاجتماع أنه يتلقى تهديدات من مجهولين، كما تم اختراق حساب التويتر الخاص به، علماً بأن براين أصدر أربعة تقارير عن حالة حقوق الإنسان في البحرين منذ الأحداث، ركز فيها بالأساس على طرف واحد بعينه وتبنى أغلب ادعاءاته.