الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤١٦ - الأربعاء ٢١ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ٢٨ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


اتضحت الصورة الآن..!





بعد التصريح الذي أدلى به مستشار جلالة الملك لشئون الإعلام السيد نبيل بن يعقوب الحمر لصحيفة «الشرق الأوسط» فيما يتعلق بـ«الحوار»، اتضحت الصورة بشكل كبير، وزال الستار الذي كان يغطي كواليس التواصل بين الدولة وبقية الأطراف السياسية في البلاد.

يتضح الآن أن الدولة طرحت فكرة الحوار عدة مرات، وقامت بإجراء اتصالات مع أطراف تمثل القوى السياسية. بالطبع «الوفاق» أعادت نفس الشروط السابقة، تريد الحوار على أساس مبادرة ولي العهد وتريد أن يكون الحوار معها هي فقط من خلال إقصاء الطرف الآخر ممثلاً في تجمع الوحدة الوطنية والأصالة والمنبر، لا تزال «الوفاق» تعيش عصور الظلام وهيمنة الكنيسة..! في المقابل علم تجمع الوحدة الوطنية بشروط «الوفاق» واستنتج أن دعوات الحوار تسير إلى طريق مسدود فاستبق ذلك وقام بإعلان عدم مشاركته في الحوار لعدم توافر المناخات السياسية الملائمة، الدولة من طرفها رفضت شروط «الوفاق»، وهي ذاتها الشروط التي خسرت وتخسر «الوفاق» بسببها تحقيق أي شيء على الأرض، وليست «الوفاق» ملومة في ذلك فهي غير قادرة من الأساس على اتخاذ أي قرار بالدخول في حوار أو بخوض انتخابات أو غير ذلك، قرار «الوفاق» يأتي من إيران، ويجب أن نقولها بصراحة، تماماً كما أن «الوفاق» لا تستطيع أن تحشد أنصارها في الشارع إلا «بفتوى دينية» تصدر من المرجع في البحرين وتتم المصادقة عليها في إيران.

وحينما علمت «الوفاق» أن التجمع وبقية الجمعيات ترفض موقفها، وأن الدولة لن تمضي في أي حوار بهذه الشروط التي لا يمكن تنفيذها، أصدرت بياناً سياسياً ثعلبياً، ظاهره التظاهر بأنها صاحبة المبادرة، والموافقة على خوض حوار، كي يتم تداوله في وسائل الإعلام ويسجل لها نقاطاً، وباطنه رفض الحوار في الداخل من خلال طرح شروط هي تعلم أنه لا يمكن قبولها، وقد حدث هذا وانتقل بيان «الوفاق» عبر وسائل الإعلام مثل البرق، في حين أن بيان تجمع الوحدة لم يتجاوز حدود البحرين، ولم نقرأه إلا في الصحف هنا، ليتبين لكم حجم القصور الإعلامي الذي يعانيه تجمع الوحدة وغيره في إيصال أصواتهم عبر العالم.

يوم أمس تمت استضافتي على شبكة «سكاي نيوز» ثلاث مرات في يوم واحد، وفي مرتين من الثلاث مرات اضطررت إلى تعديل معلومات الشبكة التي كانت تكررها في مقدمتها الإخبارية، وقلت لهم إن «المعارضة» لم توافق على حوار بل أصدرت بياناً سياسياً مليئاً بالشروط وطالبت باستبعاد الأطراف الأخرى من الحوار، وبالتالي فهي تتظاهر بشيء وتفعل شيئاً آخر. وأتمنى هنا أن تستفيد الجمعيات السياسية التي لا تملك خبرة إعلامية في طريقة التعاطي مع وسائل الإعلام، وكيفية الوصول إليها بحيث تنتشر بياناتها ومواقفها بشكل يستهوي الإعلام، اخرجوا من قوقعتكم يا سادة، لا تعتمدوا على الصحف المحلية فقط، وليكن هدفكم الإعلام الدولي.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة