الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤١٨ - الجمعة ٢٣ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ٣٠ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

بدأتها «التربية» بالموهوبين في المدارس وتدرس تعميمها مستقبلاً

طلبة البحرين يدخلون عالم صناعة «الروبوتات»





أصبح بمقدور طالب المدرسة في مملكة البحرين أن يصنع رجلاً آلياً، وأصبح لدى وزارة التربية والتعليم توجّه نحو الاستفادة من هذه التجربة لتطوير صناعة الروبوت وتعميمها على جميع المدارس مستقبلاً، بعد أن بدأتها بمركز رعاية الطلبة الموهوبين لنخبة الطلبة المتميّزين في الموادّ العلمية بالمدارس الثانوية.

منذ سنتين، وطلبة المركز يصنعون أشكالاً مختلفة وتراكيب متعددة للروبوتات ليؤدوا من خلالها مهام متنوعة تساعدهم في حل بعض المشكلات التي يواجهونها في حياتهم اليومية..

فكرة البرنامج

بدأت فكرة البرنامج عن طريق الاهتمام الدائم بآخر مستجدات واختراعات عصر التكنولوجيا، وباعتبار أن مجتمع البحرين قائم على المعرفة والثورة التكنولوجية فإن الأستاذ عدنان القاضي رئيس مركز رعاية الطلبة الموهوبين رأى ضرورة إدخال برنامج الروبوتك في المركز وحث الطلبة على الانضمام له، وخاصة بعد تلقي العديد من الدعوات للمشاركة في مسابقات خاصة بالروبوت.

صناعة الروبوت

تمكن عدد من الطلبة الموهوبين من صناعة روبوتات تقوم بمهام متنوعة بعد أن تم تدريبهم في المركز على هذه الصناعة عن طريق دورات تدريبية بدأت بمشاريع ونماذج مصغرة وانتهت بمشاريع كبيرة، هذا إلى جانب توفير حقائب تعليمية تحوي جميع المعدات والأدوات والمستلزمات التي يحتاجون إليها لعملهم.

حيث يبدأ الطلبة بصناعة الروبوت من خلال طرح مشكلة عليهم ليبادروا في إيجاد حلول لها عن طريق بعض المسائل الرياضية والعلمية ومن ثم رسم جهاز بسيط ومعقد في الوقت ذاته يساعدهم بطريقة ما في حل المشكلة المطروحة ليعملوا بعد ذلك على صناعته بمجموعة من القطع والمكعبات وتوصيله بشريحة كهربائية يتم برمجتها عن طريق الحاسوب وإعطاؤها أوامر معينة ليقوم الجهاز «وهو الروبوت» فيما بعد بالحركة وتنفيذ هذه الأوامر، ومنها ركوب السلم، والمشي على خط معين، وحمل الكرات. وذلك بحسب ما بينته الأستاذة بدور بو حجي رئيسة المواهب الأكاديمية بالمركز.

مشاركات الطلاب

يعتبر الطالب سلمان محمد السندي من مدرسة الهداية الخليفية الثانوية للبنين من أوائل الطلبة الذين وقع الاختيار عليهم من قبل مركز الموهوبين ليشارك في برنامج الروبوتك، حيث تلقى أول دورة تدريبية في هذا المجال في عام ٢٠١٠، وشارك في مسابقات وطنية وعالمية لصناعة الروبوت منها في كوريا الجنوبية والرياض والأردن، وفاز الفريق البحريني بضع مرات منها الفوز بجائزة النجم الصاعد في البطولة العربية المفتوحة للروبوت في الأردن والفوز بالمركز الثاني في البطولة الوطنية الأولى للروبوت والتي أقيمت في جامعة AMA.

وبجدارة حاز الطالب أيمن عبد الجليل عبدالله من مدرسة مدينة عيسى الثانوية للبنين على المركز الأول على مستوى العالم في إحدى المسابقات التي أقيمت في بطولة كوريا الجنوبية وهي كيفية استخدام الروبوت في الفضاء وبالأخص في كوكب المريخ وكيفية استخدامه في حل المشكلات العلمية. وعبر عن هذا الانجاز بقوله «أشعر بالفخر والفرح الشديد وأعتبر نفسي محظوظا لكوني أحد أعضاء برنامج الروبوتك، حيث أنني أحب استغلال الوقت فيما يفيدني ويفيد المجتمع وبالتالي يخدم الوطن».

يدرس حسن علي في معهد الشيخ خليفة للتكنولوجيا وبالتالي فإن دراسته مرتبطة نوعا ما بالجانب العملي لبرنامج الروبوتك، ويؤكد «أنا على يقين بأن هذه التجربة ستفيدني في دراستي في المستقبل، حيث أنني أخطط لدراسة الهندسة الالكترونية، وسيمنحني البرنامج خلفية جيدة عن البرمجة التي سأستخدمها بكثرة لاحقا». وحول إنجازاته قال «لقد فاز فريقنا بالمركز الثاني في المسابقة الوطنية بجامعة ءحء ما جعلني أشعر بالفرح وأعطاني قوة دافعة لمواصلة المشوار وتطوير ذاتي في هذا المجال».

ويعد برنامج الروبوتك بالنسبة إلى الطالب ميلاد عبد القادر من مدرسة القضيبية الإعدادية للبنين تجربة ممتازة كونه أحد الطلبة الموهوبين في مجال الرياضيات وكونه الطالب الوحيد الذي فاز في الصف الخامس الابتدائي بجائزة في هذا المجال ما لفت أنظار مركز الموهوبين وفتح المجال له بالانضمام ومن ثم إشراكه في برنامج الروبوتك في .٢٠١٠

طالبة وحيدة

سارة باقر حسين من مدرسة عراد الإعدادية للبنات هي البنت الوحيدة في برنامج الروبوتك، وحول هذا تقول «أشعر بالفخر بالبقاء في هذا البرنامج حتى الآن، فالعديد من الطالبات تقمن بالانضمام فيه ومن ثم تنسحبن أو يتم استبعادهن لعدم قدرتهم على المواصلة أو لعدم جديتهم، فالبرنامج يتطلب قوة جسدية في بعض الأحيان بالإضافة إلى المهارات والطاقات الفكرية والإبداعية».

جهود الوزارة

تولي وزارة التربية والتعليم اهتماما كبيرا بمركز الموهوبين وببرنامج الروبوتك خاصة، حيث وفرت للمشاركين جميع ما يحتاجون إليه لهذا البرنامج ودعمتهم ماديا ومعنويا، كما تسعى حاليا للتعاقد مع إحدى الشركات الخارجية لتطوير البرنامج وأداء الطلبة.

وعبر الطلاب عن شكرهم الوافر للوزارة، متمنين منها بذل المزيد من الجهود في هذا المجال، كتأسيس مركز خاص للروبوتات وزيادة عدد المدربين والاختصاصيين، كما عبروا عن رغبتهم الشديدة في تخصيص منهج للروبوت وإدخاله ضمن المناهج الدراسية في المدارس لاستقطاب المزيد من الطلاب وإثارة اهتمامهم في هذه الصناعة المتميزة والتي يحتاج إليها العصر الحالي في حل العديد من المشكلات وخاصة العلمية، بالإضافة إلى ضرورة تكثيف الدورات والمشاريع المتعلقة بالروبوت ودعم الطلاب للمشاركة في المسابقات بشكل أكبر وبالتالي حصد المزيد من الجوائز وتطوير الأداء وتشجيع العمل في هذا المجال.

وقد أكد الاستاذ عدنان ضرورة تعميم ثقافة الروبوت في المدارس بجميع مراحلها وإدخال مناهج خاصة بهذا الموضوع ما يسهل على المركز عملية انتقاء الطلبة الموهوبين والاهتمام بهم وتوفير سنوات من الدراسة لمن يريد التخصص في الالكترونيات أو الهندسة بإعطائه فكرة حول البرمجة وصناعة الروبوت ليبدأ في مراحل دراسته المتقدمة بالعمل على مشاريع كبيرة وتوسيع مجال صناعة الروبوت وبالتالي التحول من مجتمع استهلاكي إلى مجتمع منتج يضيف للحقل العلمي على الصعيد المحلي والدولي.

علاقة البرنامج بالمناهج الدراسية

يسهم برنامج الروبوتك في إكساب الطالب مهارات التركيب ويزودهم بمعلومات في مجال الالكترونيات كتركيب وصنع الأجهزة، كما أن المدارس الخاصة تحرص على تنظيم الورش والدورات التدريبية في مجال الروبوت للطلاب ما يصقل مهاراتهم ويمكنهم من المشاركة في المسابقات المحلية والدولية في هذا المجال.

كما أكد الأستاذ سيد صلاح علوي إن برنامج الروبوتك ينمي مهارات التفكير الناقد والتحليلي والإبداعي ومهارات التفكير العليا كالتحليل والتركيب والتي تدخل ضمن مناهج الرياضيات والعلوم التي تدرس في المدارس خاصة إذا قام المعلم بتطبيق الأنشطة التي تخص الروبوت في هذه المسائل.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة