الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٣٤ - الأحد ٨ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ١٦ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الكواليس


هذا هو ربي الذي أحبه وأعبده





الله العظيم الغفور الحميد الذي يعلم ما في القلوب والنيات وأفعال البشر هل من الممكن أن يكون ظالما؟ تساؤلات عديدة تساورني وأنا أقرأ تفسيراتكم الآيات القرآنية التي يوردها المتعصبون لكل مسلم يحاول أن يهنئ المسيحيين في عيدهم أو أن يترحم على مسيحي، هل يدخل الله العظيم الرحمن الرحيم إنسانا رائعا مثل (البابا شنودة) النار؟ وهو الذي أفنى حياته في عمل الخير ومساعدة الناس في جميع أنحاء العالم؟ كما أنه اشتهر بحبه الكبير للسلام الذي استطاع ان يحافظ عليه في مصر بين المسلمين والمسيحيين، ولماذا؟ لأنه نصراني وليس مسلما؟

وفي المقابل يدخل ابن جارنا الذي اطلق لحيته ويعلم الأولاد القرآن في المسجد في النهار ويعتدي على كل خادمة جديدة تدخل في بيته (منهن من ترضى وتواصل تقضية السنتين ومنهن من يهربن أو يهددنه بالفضيحة فيسفرهن قبل ان تفوح رائحته النتنة وينكشف زيفه للناس الذين ما ان يمشي في الفريج حتى يقفوا له اجلالا واحتراما، بس لأنه لحيته طويلة)، ولماذا؟ لأنه مسلم، هل هذا معقول؟

كيف يسمح التواب الرؤوف بأن تدخل (ماما تيريزا) النار وهي التي أسست بموافقة الفاتيكان «إرسالية راهبات المحبة» التي كان هدفها العناية بالجياع والعراة والمشردين والعاجزين والعميان والمنبوذين. كل هؤلاء البشر الذين يشعرون بأنهم غير مرغوب فيهم، أو محرومون من العناية والمحبة، أولئك الذين يعتبرهم أفراد المجتمع عبئًا عليهم، فيتجنبونهم، كما أنها تعاونت مع السلطات في تخصيص منزل لرعاية المصابين بأمراض مميتة، للعناية بهم في أيامهم الأخيرة، لكي يموتوا بكرامة، وأنشأت منزلا آخر للمصابين بالأمراض المزمنة. ثم مجموعة منازل خيرية لإيواء المنبوذين من المصابين بأمراض معدية بالإضافة إلى مأوى للأيتام وغيرها من الأعمال الخيرية.

في المقابل تدخل امرأة منقبة تصلي وتصوم وتدرس النساء تجويد القرآن في النهار لأراها بعيني (ماحد قال لي ) في مطعم لبناني بأحد الفنادق فيه أغان ورقص شرقي مع خليجيين من دون نقاب وفي الليل ، وعندما سألتها عن تشويهها لسمعة المرأة المتدينة المنقبة ردت بحزن مزيف (كأنها نادية لطفي): سيسامحني الله لأنه أعلم بالكوارث التي حدثت في حياتي وحولتني الى انسانة معقدة ثم أنني انوي التوجه الى الحج وهناك سأتوب توبة نصوحا تمحو كل ذنوبي وعقدي وأرجع لأبدأ من جديد حياة نظيفة خالية من الآثام والذنوب. هل تستحق هذه المرأة الجنة لمجرد أنها مسلمة أما النصرانية التي افنت حياتها لعمل الخير تدخل النار؟ أي منطق عادل هذا؟

لن أناقش تفسير تلك الآيات ولكنني أعلم علم اليقين بأن خالق الكون لا يظلم ولا يتغاضى عن اعمال الخير والمثالية التي هو ينشدها ويطلبها إلى عبيده ويدخل مثل هؤلاء وغيرهم النار لمجرد انهم نصارى، فهو الغفور الحكيم سيحاسب كل انسان مهما كانت ديانته ومعتقداته على اعماله ونياته سيعاقبه على اخطائه ويجزيه على أفعاله الخيرة.

الدين الاسلامي دين عظيم عادل محب للسلام والأمان والأعمال الصالحة، ينبذ الحقد، الكذب، النفاق، السرقة، ديننا يعلمنا أن نحب جميع البشر ونتعامل معهم بنيات حسنة.

هذا هو ديني الذي أحب وهذا هو ربي وخالقي العادل الذي أعبد، وغير ذلك لا أومن ولا أصدق أبدا مهما أتيتم بتفسيراتكم من آيات أو أحاديث.

أرجو ألا تتركوا لب المقال وتبحثوا عن القشور وتهجموا علي لأنني بينت أن النصارى أفضل من المسلمين بل أؤكد أن الانسان الرائع والصالح موجود في كل الديانات ولدينا أمثلة من المسلمين نقف لها احتراما واجلالا في عمل الخير ومساعدة الناس منهم الدكتور عبدالرحمن السميط الذي خسرناه ايضا منذ فترة بسيطة بالاضافة الى الشهيد رفيق الحريري الذي يكفل ثلاثين ألف طالب علم من جميع المذاهب والأديان بلا أي مقابل، والدكتورة آمنة نصير وغيرهم من المتدينين المسلمين الرائعين وفي المقابل هناك الكثير من المتدينين النصارى الذين شوهوا سمعة الدين المسيحي بأعمالهم المخزية.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة