الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٣٩ - الجمعة ١٣ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٢١ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بالشمع الاحمر


فرصة ذهبية تنتظرها البحرين





رغم الاختلافات على الجدوى الاقتصادية لسباقات فورمولا واحد في البحرين - وقد ناقشنا هذه المسألة باستفاضة في السابق - فإن الوضع هذا العام يدعونا جميعاً إلى الترحيب بإقامة السباق على أراضينا بل ومحاولة الترويج له حتى من خلال جهودنا الفردية، بقدر المستطاع. لماذا؟ لأن المسألة تجاوزت مجرد إقامة السباق باعتباره رياضة عالمية محببة إلى مسألة تتعلق بالبحرين (الدولة)، ومستقبل اقتصادها وتجارتها وقدرتها على استقطاب الاستثمارات ومدى تعافيها من الأزمة التي مرت بها. بمعنى آخر، عدم استضافة البحرين للسباق هذا العام، سوف يترتب عليه خسائر فادحة، وهي الخسائر التي ستنجم عن تدهور سمعة البحرين نتيجة إلغاء سباق بهذا الحجم من على أراضيها لأسباب «أمنية» في وقت ليست فيه البحرين مستعدة لتلقي ضربة من هذا النوع في ظل الوضع الذي تعيشه. حينها يفتح الباب على مصراعيه لتعطيل الكثير من المشاريع وتوقف العديد من الاستثمارات واهتزاز الصورة بشكل يمتد تأثيره إلى جوانب عديدة.

إذن، القضية ليست مجرد سباق، ولو كان إلغاء السباق يأتي في أي وقت غير هذا الوقت الذي تمر به البحرين فإن الوضع يختلف، والتبعات لن تكون كبيرة بحيث تؤثر على كل البحرين. إقامة هذا الحدث الرياضي هو فرصة ذهبية يجب أن تقتنص لتحقيق عدة أهداف، أولاً إثبات استتباب الأمن والأمان في البحرين وقدرتها على تنظيم الحدث، ثانياً الترويج للبحرين تجارياٌّ واستثمارياٌّ وسياحياٌّ على المستويين الإقليمي والدولي، ثالثاً كشف الأهداف المعلنة والمخفية لبعض التجمعات التخريبية التي أفصحت عن نيتها استهداف الحدث وقطع الطرقات وترويع الزائرين كي يطّلع المراقب والمشاهد على نوعية الاحتجاجات «السلمية» التي تشهدها البحرين، رابعاً التوظيف الإعلامي الفاعل لتوافد السائحين والزائرين على البحرين لمشاهدة السباق والتحدث إليهم. هذه مجرد نقاط عامة وأفكار بصوت عال ستحقق البحرين منها مكاسب مهمة، ناهيكم عن النقاط الأوتوماتيكية التي سوف ترافق تنظيم الحدث من رفع نسبة إشغال الفنادق إلى درجات تامة، وما يترتب على ذلك من تنشيط قطاعات النقل والمطاعم والأسواق والمجمعات التجارية والأماكن الترفيهية وغيرها، وهو ما يعني أن تنظيم الحدث سوف يضخ شحنة كبيرة من الحياة والثقة والنشاط في المجتمع البحريني في مقابل توجيه صفعة لكل من حاول الحيلولة دون حدوث ذلك.

إذا كان تنظيم سباقات الفورمولا واحد في البحرين لا يعود - بحد ذاته كحدث - على الخزينة البحرينية بعائد ربح، فإن ما يصاحب تنظيم الحدث، في هذا العام بالذات، وفي هذه المرحلة على وجه الخصوص، من عوامل تسهم في غربلة صورة البحرين من الشوائب التي علقت بها طوال العام الماضي، هو ما نسعى إليه ونريده أن يتحقق.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة