الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٤٣ - الثلاثاء ١٧ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٢٥ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة


فريق ماكلارين وجد التوازن الصحيح مبكرا لطريق النجاح





تأسس فريق ماكلارين المشارك في بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد في عام ١٩٦٦ من قبل السائق النيوزيلندي الراحل بروس ماكلارين، وفي وقت مُبكر تمكنّ الفريق من إيجاد التوازن الصحيح لطريق النجاح ليحقق بالتالي بطولة العالم في سباقات الفورمولا واحد خلال موسمي ١٩٧٤ و١٩٧٦ مع البطلين البرازيلي إيمرسون فيتيبالدي والبريطاني جايمس هانت على التوالي، وتبع هذه الفترة من النجاحات والانتصارات، فترة من الهدوء في أورقة الفريق قبل أن يتولى رون دينيس دفة الأمور وينتج أول سيارة تم صنعها من الألياف الكاربونية: وهي سيارة الـ «ام.بي٤».

وكتبت سيارات ماكلارين «ام.بي٤» على مدى السنوات الـ٣٠ الماضية تاريخاً من الابتكارات والألقاب مع شراكة «بورش» للمحركات والتعاون مع مجموعة تاغ السعودية - العربية. ولم يتوقف التاريخ المليء بالانتصارات هنا، بل أحرز الفريق لقب البطولة بين مواسم ١٩٨٨ و١٩٩١ مع لجوئه إلى استخدام محركات هوندا ليعاود سلسلة الألقاب خلال موسمي ١٩٩٨ و١٩٩٩ مع محركات مرسيدس - بنز، ويُعتبر فريق فودافون ماكلارين مرسيدس من الفرق العريقة التي لا تزال تفرض حضورها القوي على شبكة الانطلاق وتحظى بحيز واسع من الانتشار في العالمين الغربي والعربي. ويأمل الفريق أن يصل إلى التركيبة الصحيحة ليحاول إحراز بطولة السائقين من جديد، وخصوصا أنّ عام ٢٠٠٨ شهد آخر لقب لفريق ماكلارين مع السائق البريطاني لويس هاميلتون.

ساعدت بطولة العالم الوحيدة التي أحرزها البريطاني جنسون باتون مع فريق «براون جي.بي» على انضمامه الى فريق ماكلارين، الذي عزّز شعبية سائقه بين جماهير الفورمولا واحد نظراً الى الشهرة الكبيرة التي يتمتع بها في بريطانيا. بدأ جنسون باتون مسيرته الاحترافية في سباقات الفورمولا واحد مع فريق ويليامز قبل ١٢ عاماً حيث أظهر حينها تمتعه بالكثير من الحكمة أثناء خوضه السباقات خلال موسمه الأول على الساحة، قبل أن ينتقل إلى فريق رينو في موسم ٢٠٠١ والذي كان مخيباً للآمال. وتساءلت بعض الجهات المعنية في البطولة عن قدرة باتون الحقيقية على إثبات نفسه وبالأخص خلف مقود سيارة غير قادرة على المنافسة، في حين اعتبر البعض أنّ موسمه الأول كان «لمحة» نهائية لما يستطيع أن يقدمه في المستقبل.

في عام ٢٠٠٣، قرر جنسون باتون الانتقال إلى فريق «بار» الذي كان يدور في فلك الكندي جاك فيلوف الذي أحرز لقب البطولة في موسم ١٩٩٧. بعدها بسنة، أي في موسم ٢٠٠٤، تمكن باتون من الصعود لمنصة التتويج في ١٠ سباقات لينهي البطولة في المركز الرابع ضمن الترتيب النهائي لبطولة السائقين، وفي عام ٢٠٠٦ أحرز باتون فوزه الأول في سباق جائزة المجر الكبرى مع فريق «هوندا» الذي ابتاع كامل حصة «بار» في موسم ٢٠٠٥. ولكن مسيرة فريق «هوندا» لم تكتمل, بعدما قرر مجلس الإدارة الانسحاب من بطولة الفورمولا واحد مع نهاية موسم ٢٠٠٨ ليبادر روس برون إلى شراء الفريق والمنافسة في عام ٢٠٠٩ تحت مسمى «برون جي.بي» الذي أهدى باتون لقبه الوحيد حتى الآن.

وفي قرار فاجأ الجميع، أعلن جنسون باتون انضمامه الى صفوف فريق ماكلارين ليكون بذلك إلى جانب السائق «الأسمر» لويس هاميلتون. واستطاع باتون في موسمه الثاني (٢٠١١) التغلب على هاميلتون وإنهاء البطولة في المركز الثاني خلف سائق ريد بُل سيباستيان فيتيل، تجدر الإشارة إلى أنّ باتون بدأ موسمه ٢٠١٢ بقوة, بعد أن أحرز الفوز في الجولة الأولى في سباق جائزة استراليا الكبرى، يُعد لويس هاميلتون من السائقين الذين توقع لهم النجاح الباهر على ساحة الفورمولا واحد، وهذا ما فعله بالضبط في خلال موسمه الأول مع فريق ماكلارين، وهو الذي انضم إلى برنامجه التطويريّ في سن الـ١٣ سنة.

وبالرغم من أن عمر لويس هاميلتون في سباقات الفورمولا واحد لا يتعدى العامين حيث إن بدايته الفعلية كانت في موسم ٢٠٠٦ فإنه نجح في وقت مبكر في كسب الأضواء من جميع المنافسين وكان قاب قوسين أو ادنى من انتزاع لقب بطولة العالم في عام ٢٠٠٧, أي في خلال أول مواسمه, لولا سوء الطالع الذي رافقه في الجولة الأخيرة التي استضافتها حلبة إنترلاغوس البرازيلية. وفي ٢٠٠٨ كاد التعثر أن يعود من جديد عبر جولة البرازيل... لكن هذه المرة ابتسم الحظ الحسن في وجه هاميلتون خلال اللفة الأخيرة, بعد أن تعثر سائق تويوتا تيمو غلوك ليحقق هاميلتون المركز الخامس ويتفوق على البرازيلي فيليبي ماسا بفارق نقطة واحدة، وتراجعت تأدية هاميلتون تدريجياً في الموسم الماضي لينهي ترتيب البطولة في المركز الخامس ضمن الترتيب النهائي لبطولة السائقين, وهي أدنى نتيجة حصل عليها منذ أن دخل معترك سباقات الفورمولا واحد. ولكن يبدو أنّ «الفهد الأسمر» أعاد البسمة إلى عشاقه ومحبيه في أول جولتين من موسم ٢٠١٢ عبر إحرازه المركز الثالث في استراليا وماليزيا.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة