الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٧٠ - الاثنين ١٤ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٣ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

بدأ حلما يداعب الأمل منذ عشر سنوات

تدشين مدينة تجارية خدماتية في قلب ديار المحرق باسم «التنين»





في طفرة جديد لتعميق العلاقات بين القطاع الخاص في كل من مملكة البحرين وجمهورية الصين الشعبية، ووسط إعجاب وانبهار الزائرين والمدعوين من مخطط سكني متكامل ومجمع تجاري وترفيهي رائع سوف يقام على أرض «ديار المحرق»، كان المخطط حلما جميلا يراود عقلية المستثمرين والمسئولين عن ديار المحرق بتأسيس مدينة عجيبة تعرف بمدينة دراجون أي «التنين الصيني» على أرضها، والتنين هو أحد رموز الحضارة الصينية القديمة وما كانت تحتويه من حيوانات ضخمة وغريبة.

أمس، تحول الحلم إلى حقيقة، ووقع العقد بين الجانب البحريني والجانب الصيني ظهرا وسط حضور بهيج ومباركة المشاركين والمدعوين من مختلف المسئولين في كل من مملكة البحرين وجمهورية الصين الشعبية، وقد قام عبد الحكيم الخياط الرئيس التنفيذي لبيت التمويل الكويتي ورئيس مجلس إدارة شركة «ديارالمحرق» وهي الشركة الوطنية المتخصصة في التطوير العمراني والإسكان الحضري مع هاو فنغ رئيس شركة «جاينا ماكس» وهي الشركة الصينية المتخصصة في قضايا الاستثمار والتجارة بالشرق الأوسط بتوقيع عقد تأسيس أول مدينة صينية في مملكة البحرين، تعرف بمدينة «دراجون».

وقد حضر حفل التوقيع عدد من النواب وأعضاء بمجلس إدارة غرفة البحرين التجارية والصناعية وغيرهم من رجال الأعمال ومديري المؤسسات المالية والصناعية، منهم: الشيخ إبراهيم بن خليفة آل خليفة، السفير الصيني في البحرين، الدكتور هاشم حسين مدير اليونيدو، النواب أحمد قراطة وأبو قيس وحسن الدوسري وخالد عبدالعال وابتسام هجرس بالإضافة إلى رجلي الأعمال جواد الحاج وعثمان شريف، كما حضر صادق رحمة من وزارة الصناعة والتجارة وغيرهم من المدعوين والضيوف من البلدين.

تجسدت الحقيقة

وقال عبد الحكيم الخياط في كلمته أمام الحضور: اليوم يتجسد الحلم حقيقة، وهو التوقيع مع شركة «جايناماكس» على إنشاء وإدارة «مدينة دراجون» الصينية، والمشروع بحد ذاته يعكس المدى الذي تتطلع إليه مؤسسات القطاع الخاص في كل من البحرين والصين إلى التطور والعلاقات المتقدمة منوها إلى نوع وحجم الفائدة التي تستفيد منها البحرين في مشاريعها وتطويراتها من التجربة الصينية المميزة في هذا المجال.

وذكر أن اتفاقية تشمل بناء سوق ومدينة صينية على مساحة قدرها ٤٦٠٠٠ متر مربع ويمكن زيادتها لاحقا إلى ٦٤٠٠٠ متر مربع، وسوف تقام سوق دولية على مساحة ما يقارب ١٢ كيلو مترا مربعا جنوب غرب ديار المحرق.

٣٠٠ شركة

وكشف الخياط أن هذا المشروع التجاري سيستقطب ٣٠٠ شركة استثمارية صينية تنتج مختلف أنواع السلع، وسيكون المجمع مفتوحا لكل المستثمرين والتجار ورجال الأعمال من البحرين ودول الخليج منوها إلى أن التوقيع على هذا المشروع يعد أحد الطرق التي نجحت في الوصول إليها شركة «ديار المحرق» في دعم الاقتصاد الوطني وجذب الاستثمارات الأجنبية مشيرا أيضا إلى أن هذا المشروع يشابه مشروع «دراجون مارت في دبي» بدولة الإمارات العربية المتحدة.

كما قدم التحية إلى السفير الصيني وإلى الطاقم الفني والإداري للمدينة الذي حضر حفل التوقيع على «دراجون سيتي» والتي ستكون على شكل تاريخي وتراثي وبها ومراكز علاجية ومالية ومحلات للسكن للقاطنين وللعاملين في هذه المدينة منوها في نهاية كلمته إلى دعم القيادة الرشيدة في مملكة البحرين إلى المشاريع الاقتصادية والمخططات المجدية ذات النفع العام، وأن هذا المشروع يصب في بوتقة توجه مملكة البحرين نحو تحقيق أهدافها الاقتصادية والاجتماعية على حد سواء.

دراجون سيتي

كما ألقى السفير الصيني في البحرين مستر يانغ كلمة أمام الحضور والمدعوين، جاء فيها انه حضر إلى دولة الإمارات قبل ٨ سنوات وشاهد حفل تدشين أحد المشاريع الرائدة، وهاهي تتحقق على ارض الواقع في دبي، وتكون مركزا تجاريا لتسويق المنتجات والسلع الصينية إلى منطقة الخليج مشيرا إلى أنه سيأتي اليوم القريب الذي يرى فيه تحقيق مشروع «دراجون سيتي» في البحرين واقعا ومكتملا كنموذج على تحسن وتطور العلاقات التجارية والثقافية بين كل من جمهورية الصين الشعبية ومملكة البحرين.

وذكر أن العلاقات التجارية بين الصين والبحرين في نماء جيد، فقد بلغ الشركة التجارية بينهما مليار و٢٠٠ مليون دولار عام ٢٠١١، وبلغت الصادرات البحرينية إلى الصين ٣٠٠ مليون دولار عام ٢٠١١ مرتفعة بنسبة ٢٩% عن عام ٢٠١٠ فيما يزور الآلاف من المواطنين البحرينيين الصين كل عام بهدف السفر والبزنس منوها في آخر كلمته إلى ان مثل هذه المشاريع ستعزز العلاقات التجارية والثقافية متطلعين من حكومة البحرين ان تسهل للشركات الصينية القدوم إلى البحرين وبما ينعكس إيجابا على الشعبين الصديقين.

تعميق العلاقات

وكانت الكلمة الخاتمة إلى هاوفنغ رئيس مجلس شركة جايناماكس، عبر فيها عن عميق الشكر والتقدير إلى شركة ديار المحرق على إتاحتها الفرصة لجايناماكس بالتواجد والاستثمار والعمل في هذا المشروع الكبير، وقال إن فكرة بناء «مدينة صينية» هنا لم تكن وليدة اليوم، فقد كانت قبل ١٠ سنوات، لكنها اليوم قد أصبحت على أرض الواقع، وتابع، إن من أهداف شركة جاينا ماكس العمل على التوسع خارج الصين، وقد بنت لها محلا كبيرا في دبي، وهاهي تتابع في البحرين حيث تتاح الفرصة للسلع والمنتجات الصينية للتسويق والإقبال عليها، معتبرا أن ذلك خطوة تدفع بالعلاقات القائمة بين البلدين الصديقين إلى الأمام.

مزايا المحرق

عرض بعد ذلك فيلم فيديو عن المحرق وتاريخها ومشاهد الجمال وبساطة الإنسان وكيف كان يعيش في البيوت، وكيف كانت حالات الزواج والحنة للعروسة، وكيف يقدم الجار لجاره الأكل، وحياة صيد السمك مع شرب الشاي في المقاهي وغيرها، وما تشهده المحرق من تقدم وتوسع عمراني سواء في شمالها أو في جنوبها كمشروع «أمواج» ومشروع «ديار المحرق»، هذا عدا المؤسسات الصناعية التي تحيط بجزيرة المحرق.

وفي تعليق للنائب خالد عبد العال حول المشروع ومزاياه، قال فيه: «هذا المشروع ممتاز، نتطلع إليه لكونه يستقطب رؤوس الأموال، ويحرك الوضع الاقتصادي، ويستفيد منه المواطنون» فيما علق النائب عبد الحكيم الشمري على الموضوع، بالقول: «نود ان نرى في مملكة البحرين مثل هذه المشاريع المشابهة لديار المحرق منوها إلى ان ما يجري على أرضها وخاصة مشروع المدينة الصينية، فهو يجسد قمة التعاون بين القطاعين العام والخاص»، وإذا استمرت البحرين على هذا المنوال من المشاريع، فان قضية السكن ستكون في الحل القريب.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة