الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٧٦ - الأحد ٢٠ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٩ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

جماهير الفاتح الهادرة تبارك الاتحاد.. وتعلنها مدوّية:
الاتحاد مطلب شعبي جماهيري





كان لشعب الفاتح برجاله ونسائه وشيبه وشبابه وقفة مدوية في ساحة مركز أحمد الفاتح أمس.. حيث تجمع عشرات الآلاف بكل تنوعاتهم الدينية والمذهبية والفكرية والسياسية معلنين انهم مع الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد باعتبار ذلك مطلبا شعبيا جماهيريا قبل أن يكون مطلبا رسميا.. وقد دوت في سماء الساحة هتافاتهم المعلنة تمسكهم بقادة البلاد واستعدادهم لفداء الوطن بأرواحهم حاملين صورهم واللافتات المعبرة عن مواقفهم التي لا تلين بالوقوف صفا واحدا خلف قادة البلاد.

وقد ألقى الشيخ الدكتور عبداللطيف المحمود رئيس تجمع الوحدة الوطنية خطابا شاملا في هذا اللقاء الذي نظمه ائتلاف الجمعيات السياسية الوطنية تحت شعار «خليجنا واحد.. وشعبنا واحد».

خاطب الدكتور المحمود شعب الفاتح قائلا لهم: كان موقفكم في ٢١ فبراير ٢٠١١ هو القوة التي غيرت موازين القوى في الداخل والخارج.. وكان هذا اليوم نصرا مبينا للبحرين على قوى التفريق والتآمر والاحتراب الطائفي.

وقال: إن الاتحاد أصبح ضرورة لابد منها باعتباره مطلبا شعبيا جماهيريا على مدى التاريخ العربي والاسلامي.. وهو طريق الأمان لشعوب ودول مجلس التعاون.. لذا فان قادة دول مجلس التعاون أمام فرصتهم التاريخية حيث سيذكرهم التاريخ بأنهم وضعو لبنته الأساسية، ولذا جاءت جماهير الفاتح بمختلف أطيافهم ليباركوا هذا الاتحاد.

وحدد الدكتور آل محمود مواصفات للاتحاد المنشود، ومنها: أن يحمي عروبة واسلام دول التعاون وانتماءها العربي والاسلامي.. وان يخدم الشعوب والأنظمة معا، وان يحافظ على الكيان السياسي للدول، وأن يستشعر المواطن فائدته وقيمته في حياته اليومية.. وان يكون اتحادا سياسيا واقتصاديا وعسكريا وأمنيا حقيقيا وليس أمنيا فقط، وأن يسمح لدوله بالتقدم في المسار الديمقراطي.

وقال: إن النظام الايراني بعد دعمه للحركة الطائفية عليه أن يتحمل عار شق الصف البحريني المتآلف.. ونطالبه بالكف عن التدخل في شئوننا، ونطالب دول المجلس بموقف موحد من التهديدات الايرانية.. كما نطالب بتطبيق القانون على كل من أجرم في حق الوطن والمواطنين من غير استثناء.

(التفاصيل)

كان لجماهير الفاتح وقفة هادرة في ساحة مركز جامع الفاتح الإسلامي مساء أمس.. أعلنوها مدوية، مباركتهم وتمسكهم بالوحدة الخليجية، مؤكدين ان هذه الوحدة هي مطلب شعبي قبل أن تكون مطلبا رسميا.

رددوا الهتافات المؤيدة للوحدة الخليجية ووقوفهم صفا واحدا خلف قادة البلاد الأوفياء معلنين فداءهم لهم بأرواحهم.. حاملين صور قادة البحرين ودول مجلس التعاون.. وأعلام الدول الست.

شارك في هذا التجمع الكبير الشباب والرجال والنساء من مختلف الأعمار، والأطفال أيضا.. كما شاركت أعداد كبيرة من الأجانب من مختلف الأديان والمذاهب المقيمين على أرض البحرين.. معلنين تضامنهم مع شعب البحرين واستنكارهم كل ما يسيء إلى الأمن ويعكّر صفوه على الأرض الطيبة.

وكان المواطنون والمقيمون قد توافدوا على منطقة ساحة الفاتح من كل أنحاء البحرين ومعهم أسر عديدة من دول مجلس التعاون جاءت خصيصا لهذه المناسبة وذلك من بعد صلاة العصر مباشرة حاملين صور القادة والأعلام واللافتات.. وكل ذلك من خلال عملية تنظيمية دقيقة أسهم فيها بشكل جيد ضباط وأفراد الشرطة الذين أشرفوا على عملية توفير مواقف للسيارات التي اكتظت بها المنطقة والمناطق المحيطة.

وقد بدأت هذه الوقفة الوطنية الكبرى بآيات من الذكر الحكيم وإلقاء بعض الأشعار الوطنية والكلمات. ثم ألقى الشيخ الدكتور عبداللطيف المحمود الكلمة الرئيسية في هذه الوقفة الجماهيرية بوصفه رئيس تجمع الوحدة الوطنية ورئيس ائتلاف الجمعيات السياسية الوطنية المشاركة في تنظيم هذه الوقفة وهي: تجمع الوحدة الوطنية ــ جمعية المنبر الوطني الاسلامي ــ جمعية الاصالة الإسلامية ــ جمعية الشورى الاسلامية ــ جمعية العدالة الوطنية ــ جمعية الوسط العربي ــ جمعية الصف الإسلامي ــ جمعية الحوار الوطني ــ جمعية ميثاق العمل الوطني ــ جمعية التجمع الدستوري.

وقد تحدث الدكتور آل محمود باسمهم جميعا مذكرا اياهم بصدى انطلاقتهم الأولى في ٢١ فبراير من العام الماضي.. هذه الانطلاقة التي كانت بمثابة القوة التي غيّرت موازين القوى في الداخل والخارج.. وكان ذلك اليوم نصرا مبينا على قوى التمزيق والتفريق والتآمر والبغي والعدوان والاحتراب الطائفي.

وذكّرهم الدكتور المحمود أيضا بأن ائتلاف الجمعيات السياسية كان سباقا بالدعوة إلى هذا الاتحاد منذ الحادي عشر من فبراير الماضي.. مؤكدا ان هذا الاتحاد ليس للبحرين وحدها بل لكل الدول والشعوب العربية في الخليج.

وقال: إن الأزمة التي مررنا بها قد أبرزت قيمتين هامتين وهما: أهمية وحدة الخليج بناء على القواسم والمصالح المشتركة، وأهمية العمل الاتحادي لدرء خطر التفتيت والتمزيق.

وأعلنها الدكتور المحمود مدوّية باسم جماهير الفاتح انهم جميعا مع الاتحاد الذي أصبح ضرورة لا بد منها.

ثم عرّج رئيس تجمع الوحدة الوطنية إلى الأسباب المبررة لمطلب الاتحاد، ومنها انه مطلب شعبي جماهيري، كما انه طريق الأمان لشعوب دول مجلس التعاون.

ثم حدد الشيخ آل محمود سمات الاتحاد المنشود في ١١ صفة أو سمة رئيسية ولم يفته ان يتحدث عن الموقف الايراني المستنكَر الداعم للحركة الطائفية في البحرين، ولذا على ايران أن تتحمل عار شق الصف البحريني.. مطالبا اياها بالكفّ عن تصريحاتها وعن التدخل في الشأن الداخلي البحريني.

وفيما يلي نقدم نص خطاب الشيخ الدكتور عبداللطيف محمود آل محمود رئيس تجمع الوحدة الوطنية رئيس ائتلاف الجمعيات السياسية الوطنية:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين الذي بنعمته تتم الصالحات حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه،

والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين،

وعلى آله وصحبه وأزواجه أجمعين.

وبعد

يا أبناء وبنات الفاتح

يا شباب وشيب الفاتح

يا نساء ورجال الفاتح

باسم ائتلاف الجمعيات السياسية الوطنية (تجمع الوحدة الوطنية، جمعية المنبر الوطني الإسلامي، جمعية الأصالة الإسلامية، جمعية الشورى الإسلامية، جمعية العدالة الوطنية، جمعية الوسط العربي، جمعية الصف الإسلامي، جمعية الحوار الوطني، جمعية ميثاق العمل الوطني، جمعية التجمع الدستوري) باسمهم جميعا أحييكم تحية طيبة مباركة وأقول لكم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وأحيي جمعكم فردا فردا، وأحيي شعب البحرين بكل تنوعاته الدينية والمذهبية والفكرية والسياسية.

لقد كنتم يوم ٢١/ ٢/٢٠١١ فتحا مبينا للبحرين، إذ كان موقفكم هو القوة التي غيرت موازين القوى في الداخل والخارج.

وكان موقفكم في ذلك اليوم نصرا مبينا للبحرين على قوى التمزيق والتفريق والتآمر والبغي والعدوان والاحتراب الطائفي على شعب البحرين الودود المتآخي الآمن المسالم.

وكان موقفكم صراطا مستقيما، لتأخذوا مكانكم في الساحة السياسية الداخلية لتعبروا عن آرائكم وتشاركوا في إدارة الدولة عن طريق العمل السياسي المنظم.

وكان موقفكم توفيقا من الله تعالى فأنزل السكينة في قلوب أهل البحرين في مواجهة كيد الكائدين ومكر الماكرين وحقد الحاقدين، ليزداد شعب البحرين إيمانا مع إيمانهم بعدالة قضيتهم ووجوب الاتحاد بين أبناء شعبنا لإحقاق الحق وإبطال الباطل، إن الباطل كان زهوقا.

يا شرفاء البحرين وحماتها وأحرارها..

لقد أرسل ائتلاف الجمعيات السياسية الوطنية يوم الحادي عشر من شهر فبراير ٢٠١٢ رسالة لدول مجلس التعاون الخليجي دعاهم للعمل على تحقيق الاتحاد بين دولنا بشكل أكبر وفي وقت أقصر بعد الدراسات الكافية، وإننا في ائتلاف الجمعيات السياسية الوطنية نؤكد على سرعة انجاز هذا الاتحاد بين كل دولتين أو أكثر مستعدين لانجازه على المستويات السياسية والدفاعية والاقتصادية والخارجية.

ونحن نلتقي اليوم في وقت ظهرت فيه ملامح النجاة للمستقبل، لا للبحرين وحدها، وإنما لدول وشعوب الدول العربية الخليجية خاصة، ولشعوب ودول العالم العربي والإسلامي عامة، نجتمع اليوم تحت شعار طالما رددناه وحالمين به (خليجنا واحد وشعبنا واحد).

كانوا يحدثوننا عن عدم صحة نظرية المؤامرة ضد البلاد العربية والإسلامية، وكانوا يقولون لمن يصدق ذلك: إنكم واهمون، وصدق عدم صحة نظرية المؤامرة الكثيرون من أبنائنا وقادتنا، إلى أن رأينا المؤامرة التي حيكت لنا وبُدِئَ بتنفيذها على أرضنا رأي العين فقدمت الدليل القاطع والبرهان الجلي على أن أعداء الأمة العربية والإسلامية لا زالوا سائرين على ذات الدرب الذي يريدون أن يحققوا به تمزيق الممزق وتقسيم المقسم وأن يجعلوها دول طوائف متحاربة، تستهلك قواها ضد بعضها البعض، وتنشغل ببعضها بدلا من أن تنشغل ببناء مستقبلها وتحرص على تقدمها وتستمر في تنميتها وصد عدوان الباغين عليها.

أظهرت لنا الأزمة التي مررنا بها قيمتين مهمتين:

القيمة الأولى: أهمية وحدة الشعب على القواسم والمصالح المشتركة رغم اختلاف أديان أفراد الشعب ومذاهبهم وانتماءاتهم الفكرية والسياسية بينهم، وأهمية احترام بعضهم البعض فيما يختلفون فيه، مع أهمية المحافظة على خصوصيات كل منهم من غير اعتداء على حقوق بعضهم البعض ممن يعيش معهم. وهذا ينطبق علينا وعلى كل الشعوب المتعددة الأديان والأعراق والأفكار.

القيمة الثانية: أهمية العمل الاتحادي بين دول مجلس التعاون الخليجي العربية بعد أن منّ الله تعالى علينا بالنجاة لدرء خطر التفتيت والتمزيق الذي ظهر واضحا وخاصة بعد ما مر بشعبنا الشقيق في العراق.

لذا كانت الدعوة التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد هي العلاج العملي والفعال، وهو علاج فائدته طويلة المدى ضد مخطط التمزيق والتفريق وضد الحروب الطائفية المخطط لها في دولنا الخليجية والعربية والإسلامية، وقد وجدت هذه الدعوة مباركة من شعب البحرين وعلى رأسهم جلالة ملك البحرين حمد بن عيسى وغيره من قادة دول مجلس التعاون الخليجي.

موقف أهل الفاتح من الدعوة للاتحاد

إن شعب البحرين الذي اجتمع في الفاتح بكل أطيافه وفئاته والذي اكتوى بنار الفتنة الطائفية يعلنها اليوم عالية مدوية أنه مع الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد بين أي من هذه الدول لأنه قد أصبح ضرورة لا بد منها، مع فتح الباب لالتحاق بقية الدول بهذا الاتحاد، ففائدته لا تقتصر على دولة دون أخرى أو شعب دون شعب.

لماذا نطالب بالاتحاد بين دول مجلس التعاون الخليجي؟

- لأنه مطلب شعبي جماهيري على مدى تاريخنا العربي والإسلامي قبل أن يكون مطلبا رسميا، وقد أمرنا الله تعالى بالاجتماع والاتحاد في قوله تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا».

- لأنه يمثل قوة سياسية ودفاعية واقتصادية وأمنية، وبالتالي يعطي قوة تفاوضية في جميع المواقف التفاوضية في هذه المجالات.

- لأنه طريق الأمان لشعوب ودول مجلس التعاون الخليجي بعد أن دق ناقوس الخطر ببدء تطبيق مؤامرة التقسيم والتفكيك وإثارة المعارك بين أبناء الدولة الواحدة وتنفيذ مخطط الفوضى الخلاقة للوصول إلى الشرق الأوسط الجديد.

- لأن الروابط التي تربط شعوب دولنا أكثر من أي روابط تربط أي اتحاد في العالم، فبيننا روابط الدين واللغة والقربى والنسب والتقاليد والعادات والأعراف والمصالح المشتركة، وأكثر من ذلك هو ما ولّدته كل هذه الروابط من المحبة والألفة بينهم.

- لأنه أصبح قرارا مصيريا لشعوب ودول هذه المنطقة بعد أن ظهر الخطر المشترك.

- لأن التجارب العالمية قد أثبتت نجاحه إذا أحسن استخدامه كما فعلته دول الاتحاد الأوروبي ودول جنوب شرق آسيا ودول الآسيان.

رؤيتنا لهذا الاتحاد

إننا في الوقت الذي نثمن فيه مبادرة خادم الحرمين الشريفين بالدعوة للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد نرى أن هذه الخطوة قد تأخرت كثيرا بعد أن فشلت صيغة التعاون في حماية دولنا من المخاطر وفي تحقيق طموحات شعوبنا في إقامة منظومة تتوافق مع تطلعات هذه الشعوب في وحدة حقيقية تستفيد منها الدول والشعوب في نفس الوقت.

إن قادة دول مجلس التعاون الخليجي اليوم أمام فرصتهم التاريخية فسيذكرهم التاريخ أنهم قد وضعوا في هذه الآونة اللبنة الأساسية لإقامة هذا الاتحاد الذي تطلعت إليه شعوبهم وإن جاءت متأخرة، ولكننا نؤمن بأن كل شيء بقدر، وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين.

إن اجتماعنا اليوم هو إعلان لموقف ومباركة جماهير الفاتح بمختلف أطيافه الدينية والفكرية والسياسية لهذا الاتحاد.

إننا نتطلع إلى اتحاد له مواصفات نحافظ بها على ثوابتنا ويستجيب لمتغيرات الحياة، لذالك نريد:

} اتحادا يحمي عروبة وإسلام دوله وانتمائها العربي والإسلامي.

} اتحادا يخدم شعوب هذه المنطقة كما يخدم أنظمتها على حد سواء.

} اتحادا تحافظ فيه كل دولة على كيانها السياسي.

}اتحادا يستشعر المواطن فائدته وقيمته في حياته اليومية ليكون المواطن هو المدافع الأول عنه أمام أي دعوات انفصالية.

} اتحادا يحفظ لكل أبنائه عقائدهم وعباداتهم وفق معتقداتهم وأفكارهم، لكنهم يخضعون في سلوكهم الاجتماعي والعمل الدنيوي لضوابط القواعد العامة وحكم القانون، في ذات الوقت يتآلفون ويتعاونون لرفع رايته وتقويته والتقدم به والدفاع عنه.

* اتحادا سياسيا اقتصاديا عسكريا أمنيا حقيقيا وليس اتحادا أمنيا فقط.

} اتحادا لا يمنع أي دولة من دوله من أن تتقدم في المسار الديمقراطي الذي اختاره شعبها بحسب تأهله للحياة الديمقراطية.

} اتحادا قويا تشارك فيه الشعوب في إدارة الدولة بالطرق القانونية التي يتفق عليها شعبها.

} اتحادا لا يتراجع عن مبدأ الفصل بين السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية في الدول التي سارت على طريقه.

} اتحادا يترابط مع الدول العربية والإسلامية الأخرى لتحقيق مصالحها المشتركة والدفاع عن حقوقهم ورد الاعتداء عليه.

} اتحادا يشارك أبناؤه في التقدم الحضاري الإنساني في الحاضر والمستقبل مستفيدين من قيم حضارتهم العربية والإسلامية.

إذا كان هذا هو تطلعنا إلى الاتحاد فإننا نرى أن العار سيكون من نصيب كل من يقف ضده، وسيحملون أوزارهم كاملة أمام شعب البحرين وهم يساندون من عادى هذا الشعب الآمن وهدد استقراره.

أيها الإخوة والأخوات..

رسالة إلى النظام الإيراني

لازال النظام الإيراني بكافة أركانه ومؤسساته يتدخل في الشأن الداخلي للمملكة البحرين، فبعد دعمه للحركة الطائفية التي تتحمل عار شق الصف البحريني المتآلف يصر النظام الإيراني على أعماله العدوانية ليس ضد البحرين فقط بل ضد دول مجلس التعاون، وما التصريحات التي صدرت أخيرا من بعض قادته إلا استمرار على ذات النهج العدائي والتي تعبر عن الغطرسة والنظرة الاستعلائية.

في هذا الوقت الذي ندين هذه التصرفات تجاه البحرين فإننا نطالب النظام الإيراني بالكف عن مثل هذه التصريحات وعن التدخل في الشأن الداخلي، ونطالب الدولة ودول مجلس التعاون الخليجي باتخاذ موقف موحد من هذه التهديدات.

ونقول للنظام الحاكم في إيران:

إن موقفكم العدائي تجاه بلدنا وتجاه بلدان أشقائنا في دول الخليج لن يغير موقفنا من الشعب الإيراني بكل قومياته، ولكننا نذكركم بأن الشعب الإيراني بكل قومياته قد أثبت أنه قادر على تغيير نظامكم هذا، فالغطرسة والكبرياء والاعتداد بالقوة أهلكت أنظمة حكمت إيران من قريب، وأبادت أنظمة في غير إيران استبدت واستكبرت على شعوبها، ولن يرتضي الشعب الإيراني بمختلف قومياته التلاعب بمصيره ومصالحه.

وضع نهاية للمحنة والتخريب

وقبل أن أختم كلمتي هذه أحب أن أبين أن شعب البحرين كله ينتظر أن تنتهي هذه المحنة وأن يتراجع أصحاب التأزيم عن أعمالهم التخريبية، وخريطة الطريق إلى ذلك تتمثل في:

أولا: تطبيق القانون على كل من أجرم في حق الوطن والمواطنين من غير استثناء، فلا حصانة لأحد من المحرضين والداعمين مهما كان زيهم أو مكانتهم أو وظيفتهم.

ثانيا: يجب على الدولة أن تتخذ من الإجراءات ما توقف به كافة الأعمال الإرهابية من تفجيرات وقطع الطرقات وحرق الإطارات وتعريض حياة الأبرياء للخطر وإدانة هذه الأعمال بشكل واضح وجلي دون مواربة أو تبرير.

ثالثا: نطالب الدولة بمتابعة تنفيذ توصيات حوار التوافق الوطني باعتبارها أحد مرتكزات الحل السياسي، حيث لا نرى الجدية من الدولة في تنفيذها، ولا اطلاع الشعب بوضوح وشفافية على ما تم تنفيذه منها. ونطالب مجلس النواب بمتابعة هذا الموضوع ومحاسبة الحكومة عن ما لم يتم تنفيذه من هذه التوصيات.

بناء على رغبة الكثيرين من المعنيين بالشؤون المالية والسياحية والمرورية في أن لا تظهر تجمعاتنا معطلة لأي مصلحة من المصالح في هذه المنطقة ولو لساعات محدودة فإننا سندرس إقامة تجمعاتنا في أماكن أخرى ملتزمين بالقانون كما نطالب غيرنا أن يلتزم بالقانون.

تحية لكم جميعا، وتحية لكل من لم يستطع الحضور وهو يريده، وتحية لشبابنا وشاباتنا ورجالنا ونسائنا الذين بذلوا كل الجهد لإقامة هذه الفعالية، وتحية لكل أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة على تغطيتهم، وتحية للقائمين على الأمن والحارسين لبلادنا والمدافعين عنها بالروح والدم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.











.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة