الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٧٦ - الأحد ٢٠ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٩ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

قادة البلاد لا ينسون عمال البحرين أبدا

العاهل المفدى يضع حفل تكريم العمال بمناسبة عيدهم تحت رعايته





جددت وزارة العمل والاتحاد العام لنقابات العمال أمس تأكيدهما مواصلة العمل من أجل حل ملف المفصولين، في الوقت الذي اقترح فيه وزير العمل، جميل حميدان تكريم أفضل خمس تجارب قدمت نموذجاً متميزاً للتعاون الثنائي وبناء الثقة في محيط العمل بين إدارات الشركات أو المؤسسات والنقابات العمالية.

وقد كان حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى أناب وزير العمل جميل حميدان لحضور الحفل السنوي بمناسبة يوم العمال العالمي، الذي نظمه الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين أمس، وكرم خلاله ٢٢٢ عاملا وعاملة من مختلف قطاعات العمل بمنشآت القطاع الخاص وعدد من وزارات الدولة نظير عطائهم وجهودهم المتميزة في أداء أعمالهم.

حضر الحفل رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين د.عصام عبدالله فخرو، والأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين السيد سلمان جعفر المحفوظ، إلى جانب ممثلين عن أطراف الانتاج الثلاثة، وعدد من رؤساء النقابات العمالية.

وقال وزير العمل «يحرص جلالته على تنظيم هذا الاحتفال السنوي تحت رعاية جلالته السامية منذ أمد طويل، تعبيراً عن اعتزازه الدائم بأبنائه العمال، وإيماناً من جلالته بما تقدمه سواعدهم من عمل وعطاء لرفعة شأن وطننا العزيز وإعلاء مكانته والدفع بمسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية إلى الأمام لتحقيق غد أكثر إشراقاً لأبناء هذه الأرض الطيبة».

وهنأ حميدان العمال بعيدهم نيابة عن جلالة الملك وخص بالتهنئة من استحق التكريم، منوهاً بتصميم جلالته وبالتوجيهات الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى، لتحقيق المزيد من المكاسب والمنجزات العمالية، والعمل على تعزيز أوجه الرعاية والحماية القانونية للعمال ولجميع المواطنين والمقيمين بشكل عام.

وأكد حميدان تصميم القيادة الحكيمة على تحقيق مزيد من المكاسب والمنجزات العمالية والعمل على تعزيز أوجه الرعاية والحماية القانونية للعمال.

وأشار إلى أن الدلالة الكبرى للاحتفال بيوم العمال العالمي تكمن في إصرارنا على استعادة ثقتنا وتماسكنا وتوافق إرادتنا حكومة وعمالا وأصحاب عمل لمعالجة وتجاوز أية آثار سلبية مرت علينا من جراء الأحداث المؤسفة التي عانينا منها خلال الفترة الماضية.

وشدد حميدان على ضرورة السعي لمزيد من التعاون كشركاء اجتماعيين تجمعنا مصالح وآمال وتطلعات لا تحتمل القسمة أبداً، ويجمعنا وطن نشأنا فيه جميعاً على قيم المحبة والتعايش وحب الخير والسلام، لافتاً إلى أن التجمع الخير يشير إلى أن إرادتنا كانت وستبقى موحدة وعزائمنا قوية على تعزيز الإيجابيات ومعالجة السلبيات.

وعن ملف المفصولين، أكد حميدان أنه «بدعم من القيادة الرشيدة فإننا نتجه إلى معالجة وإنهاء ما تبقى من حالات مختلف عليها بين العمال وبعض الشركات لكي تتم تسويتها بصورة عاجلة، ولكي يكتمل ويعزز هذا الإنجاز الوطني المشهود الذي أصبح مثالاً يحتذى به فيما يمكن أن يحققه الحوار والتعاون البناء بين الجميع من منجزات لمصلحة الوطن والمواطنين».

ودعا حميدان في هذا السياق إلى بناء كثير من جسور الثقة والتعاون في مواقع العمل المختلفة لضمان الاندماج التام للعائدين إلى أعمالهم وضمان استقرارهم الوظيفي في أجواء صحية وعادلة، وأن نعمل على أن يستعيد العمل النقابي عافيته ودوره الوطني الإيجابي المنشود، مؤكداً ضرورة العمل على أن يحتفظ سوق العمل بعافيته وقدرته على توليد فرص عمل مستمرة ولائقة للداخلين الجدد في سوق العمل والباحثين عن عمل وعدم السماح لأية ظروف طارئة بإضعاف قدرتنا على تحقيق ذلك.

ولفت إلى أن التجربة الصعبة التي مررنا بها أثبتت للجميع أن التعاون وسيادة روح الثقة والحوار الاجتماعي بين أطراف الانتاج الثلاثة بإمكانها أن تحقق أفضل النتائج وأعظم المكتسبات، طالما توافرت النوايا الصادقة والأجواء الإيجابية والأسس السليمة المبنية على القدرة على استيعاب واحترام الاختلافات في الرؤى والآراء، طالما أننا متفقون جميعاً على حبنا لهذا الوطن ورغبتنا الصادقة في تحقيق مصلحته العليا ودفعه نحو المزيد من التقدم والازدهار.

واقترح وزير العمل أن يتم بدءاً من العام القادم تطوير فعاليات الاحتفال بيوم العمال لكي يضم تكريم أفضل خمس تجارب قدمت نموذجاً متميزاً للتعاون الثنائي وبناء الثقة في محيط العمل بين إدارات الشركات أو المؤسسات والنقابات العمالية، بما انعكس بشكل إيجابي على حقوق العمال، وحقق زيادة في الانتاجية، وأسهم في إرساء قيم المحبة والتسامح في محيط العمل وفي المجتمع بشكل عام.

وأكد حميدان استعداد وزارة العمل لتقديم كل دعم وإسهام ممكن بالتعاون مع الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين وغرفة تجارة وصناعة البحرين لوضع الآليات والإمكانات لإنجاح هذه المبادرة، موضحاً أن تلك التجارب المتميزة التي سيتم الاحتفاء بها ستصبح نموذجاً لملامح العمل في الفترة القادمة، والتي لابد أن تقوم على مبادئ الشراكة الثلاثية وقيم التسامح والتعاون والثقة المتبادلة بين الشركاء الاجتماعيين.

وأشار إلى أن المجتمع البحريني واجه العديد من التحديات وخرج منها بفضل الله تعالى وبحكمة القيادة السياسية الرشيدة والالتفاف الشعبي وتعاون جميع شرائحه الاجتماعية، قوياً معافى ومستعداً للنهوض من جديد إلى أعلى المراتب.

من جانبه أدان رئيس غرفة وتجارة وصناعة البحرين عصام عبدالله فخرو خلال كلمة له الاعتداءات التي تتعرض لها المحلات التجارية، معتبرا إياها تؤثر على أمن وأمان البلاد واقتصاده.

وأكد أن هذا الحفل له مدلولات وطنية واجتماعية في تجسيد مفهوم العمل كقيمة انسانية سامية، كونه يحظى برعاية سامية من لدن العاهل المفدى، مثنياً على التوجيهات الملكية السامية بشأن إعادة العمال المسرحين، كما تقدم بالشكر إلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، لقراراته السديدة في إنهاء ملف جميع العمال المسرحين، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين، على متابعاته المستمرة لهذا الملف، كما أثنى على دور وزارة العمل والاتحاد العام على الخطوات الفعالة لمعالجة الملف, وكذلك المنشآت على جهودها في إرجاع المسرحين.

وجدد فخرو مناشدة الشركات لإرجاع ما تبقى من العمال المسرحين إلى أعمالهم في أقرب وقت ممكن، في سبيل لمّ الشمل وإشاعة الألفة والمحبة بين المواطنين وإصلاح البيئة الاجتماعية المحيطة ببيئة العمل.

وأشار إلى أن للعامل البحريني مكانة عالية في سياسة وخطط وبرامج المملكة، وهو ما تجلى أثناء تشرف الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين بلقاء العاهل المفدى، حيث أعرب جلالته عن حبه واهتمامه بأبنائه العمال وحرصه على توفير فرص العمل اللائق لهم وحماية حقوقهم، داعياً العمال إلى أداء واجبهم تجاه وطنهم من خلال التفاني والانضباط والاخلاص في العمل وتطبيق الأنظمة والقوانين، وعلى أصحاب العمل أن يحرصوا على إعداد الكوادر البشرية العاملة وتطوير أدائها.

وأكد فخرو أن غرفة تجارة وصناعة البحرين تحرص دائماً على حماية حقوق العمال وتسعى إلى تعزيز الثقة مع الاتحاد العام تحقيقاً للتعاون المنشود بين أطراف الانتاج الثلاثة لدفع مسيرة التنمية في هذا العهد الزاهر.

من جانبه أكد الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين السيد سلمان جعفر المحفوظ أن اختيار شعار حفل هذا العام «لنعزز وحدتنا العمالية تحت راية الوطن»، والذي شمله عاهل البلاد المفدى، برعايته السامية، جاء لتكريم اليد المعطاءة المنتجة المخلصة التي تبدع نماء وخيراً وعطاءً لهذا البلد العزيز، لافتاً إلى أن حفل هذا العام يأتي بعد تجاوز فترة صعبة مرت على عمال البحرين بعد أحداث وتداعيات فبراير ومارس من العام الماضي.

وقال إن الاتحاد العام كان مدافعاً منذ بداية ملف المفصولين عن رزق كل عامل، مستلهمين كلمات وتوجيهات عاهل البلاد المفدى الذي عبر أنه لا يرضى أن يرى أحداً محروماً من رزقه دون وجه حق وأنه يسعده أن يرى كل مفصول قد عاد إلى موقع عمله ليخدم نفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه، منوهاً إلى أن الجزء الأكبر من مشكلة المفصولين قد أنجز وسيعمل الاتحاد العام على حله حتى إغلاق الملف كاملاً.

كما أكد المحفوظ حرص الاتحاد العام على تعزيز الشراكة وفقاً لمبادئ الحوار الاجتماعي بين أطراف الانتاج الثلاثة، منوهاً برغبة الاتحاد في المضي قدماً بالتعاون مع ممثلي الحكومة واصحاب العمل لانجاز ملفات مشتركة، في مقدمتها قانون العمل الجديد وتوحيد مزايا التأمين الاجتماعي والبحرنة ومعالجة مشكلة البطالة وتوفير فرص العمل الكريمة للمواطنين.

وقد وجه المحفوظ الشكر الكبير لكل من بذل جهداً من المسئولين في الحكومة وأصحاب العمل وكذلك من النقابيين في إرجاع المفصولين إلى أعمالهم، مؤكداً موقف الاتحاد العام في تأييد الإصلاح ورفضه القاطع لجميع أشكال العنف، والعمل من أجل الاستقرار والازدهار الاقتصادي والاجتماعي وتحقيق الرفاه والأمن للجميع.

ونيابة عن العمال المكرمين، وجهت المكرمة علياء سيد محفوظ في كلمة لها شكرها الجزيل لأطراف الانتاج الثلاثة على دعمهم ومساندتهم لعمال البحرين من خلال إقامة هذا الحفل السنوي الذي يحتفى فيه بالسواعد البحرينية التي تسهم في بناء ونهضة بلدنا العزيز المعطاء، مؤكدة باسمها ونيابة عن زملائها الالتزام والجد والمثابرة في أعمالهم من أجل إنجاح المسيرة التنموية الشاملة بمملكة البحرين.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة