الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٧٦ - الأحد ٢٠ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٩ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

ناشدوا رئيس الوزراء التدخل لمنعه..

أهالي الرفاع يؤكدون رفضهم إنشاء مستشفى خاص بين بيوتهم!





وجه مواطنون بالمحافظة الجنوبية انتقادات لاذعة لمجلس الجنوبية البلدي والمدير العام لبلديتها، بسبب إصرار الأخيرين على المضي في مشروع إنشاء مستشفى خاص على الرغم من رفض الأهالي الذي عبروا عنه من خلال عريضة شعبية وقعها أكثر من ٢٠٠ مواطن من القاطنين في المجمعات الملاصقة للمبنى المزمع إنشاء المستشفى فيه.

وأعربوا في تصريحات لـ «أخبار الخليج» عن استغرابهم من الموقف السلبي الذي أبداه المجلس البلدي وممثل الدائرة في المجلس حيال الموضوع، حيث اكتفى الأخير في الجلسة التي عرض فيها المشروع باقتراح إحالته الى اللجنة لرفع الحرج عن المجلس البلدي - على حد تعبيره.

وردا على مدير عام البلدية الذي قال في الجلسة نفسها - وفق ما نقلته عنه الصحافة - انه لا يمكن الاعتداد بعرائض الأهالي، أكد أهالي الرفاع أن المواطنين هم من أوصلوا أعضاء المجلس البلدي الذين يمثلون بدورهم الإرادة الشعبية وبالتالي فإن عليهم أن يستحضروها قبل أن يتخذوا أي قرار كما أن عليهم الرضوخ إليها إن هي رفضت أو قبلت أي مشروع.

واستنكروا قبول أعضاء المجلس بمثل هذا الكلام وعدم الرد عليه، متسائلين «هل نسى الأعضاء من أوصلهم الى مقاعد المجلس البلدي.. أم أنهم تناسوا ذلك؟».

وقالوا: إن إحالة المشروع الى اللجنة يثير علامة استفهام كبيرة، حيث أنه كان يفترض من المجلس أن يكون قراره واضحا ومتسقا مع موقف الأهالي، أما تمييع القضية بهذه الصورة فيشير إلى ثمة تواطؤ من المجلس فيما يضر بمصلحة الأهالي لحساب مصلحة معينة - على حد تعبيرهم.

وأضافوا: هل القانون الذي يحكم المحرق مختلف عن ذلك الذي يحكم الجنوبية، حيث تم هناك وقف مشروع مجمع كبير بسبب رفض الأهالي، فيما في الثانية يتم تجاوز الأهالي بدعوى أن «العرائض لا يعتد بها» مع العلم أن العرائض تشكل وسيلة للتعبير الحضاري عن الرأي في أي مجتمع ديمقراطي.

وبينوا أن الشارع المزمع إقامة المستشفى فيه مصنف كتجاري ولكن ليس معنى ذلك أن تنشأ فيه كل الخدمات، وخاصة إذا كان المستشفى هذا يقع في وسط ثلاثة مجالس شبه يومية يؤمها الناس من كل حدب وصوب ولا يبعد عنها أكثر من بضعة أمتار.

أما ما قيل بشأن استئجار أرض ستستخدم كموقف للسيارات الخاصة به، فقللوا من أهمية هذا القول متسائلين «ماذا لو تغير مالك الأرض وأراد المالك الجديد عدم تأجيرها فكيف سيكون الوضع حينئذ؟».

وتساءلوا عن سبب تنازل المجلس البلدي - غير المبرر- عن صلاحياته في هذا المجال، حيث إن المشروع قد منح ترخيصا دون أن يمرر عليه الأمر الذي يعد مخالفة قانونية صريحة لم يرف لها جفن المجلس.. مستغربين أيضا صمت وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني عن ذلك.

وجدّد الأهالي مناشدتهم لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بالتدخل العاجل لمنع إنشاء هذا المستشفى، متسائلين «هل يرضى سموه بإلحاق الضرر بالعامة إرضاءً لمصالح خاصة؟».

وكان الأهالي قد رأوا - في تصريحات سابقة نشرتها «أخبار الخليج» - أن الترخيص الممنوح للمشروع غير قانوني ومخالف للأنظمة، مبينين أنه لإصدار التراخيص لمثل هذه المشاريع يشترط توافر عدة معايير أهمها موافقة الجيران وصلاحية المنطقة لإقامة المشروع وخاصة فيما يتعلق بالسعة واحتوائها على مواقف للسيارات، مؤكدين أن جميع هذه الاشتراطات غير متوافرة في هذا المشروع.

ولفتوا إلى رفضهم إنشاء هذا المشروع وسط بيوتهم الهادئة، فضلا عن أنه وإن كان يقع على شارع تجاري - شارع جرادة - إلا أنه محاذٍ لممرات ضيقة ملاصقة لبيوت المواطنين.

وحملّوا مدير عام البلدية شخصياً مسئولية إصدار الترخيص لهذا المستشفى، وخاصة أن الأهالي قد أبلغوه احتجاجهم على إنشائه في منطقتهم وفيما أكد لهم وقوفه مع مطالبهم إلا أنهم فوجئوا لاحقا بأنه قد تم إصدار التراخيص بالفعل للمشروع.

وفي العريضة أعرب الأهالي عن رفضهم واحتجاجهم على إنشاء هذا المشروع من دون موافقتهم. وناشدوا صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بالتدخل العاجل لوقف هذا المشروع، مطالبين في الوقت نفسه وزير شئون البلديات والتخطيط العمراني بفتح تحقيق عاجل للتحقق من سلامة إجراءات إصدار الترخيص ومدى استيفائه للمعايير والاشتراطات اللازمة.

وتساءلوا: «أين عضو المجلس البلدي الممثل للدائرة ونائب المنطقة من هذا المشروع؟ هل تم استفتاء رأييهما؟ وكيف يمرر مثل هذا المشروع دون موافقة الأهالي أو القفز على رغبتهم والمضي فيه قدما على خلافها؟».

وانتقدوا بشدة أن يتم تغليب مصلحة أفراد على مصلحة الجماعة، مؤكدين أن المجمع المزمع إنشاء هذا المستشفى فيه من المجمعات السكنية النادرة في منطقة الرفاع من حيث اتسامه بالهدوء والبعد عن الضوضاء، الأمر الذي شجع أهاليها على الانتقال إليه وبناء منازلهم فيه.. متسائلين «إلى أين يتجه الأهالي بعد إنشاء هذا المشروع وهل يراد منهم مغادرة الرفاع وهم أهلها منذ قديم الزمان؟».

ونوهوا إلى ما تعانيه جلّ مجمعات الرفاع الأخرى من مشاكل بيئية نتيجة اكتظاظها بالورش والكراجات وغيرها فضلا عن الازدحامات المستمرة، ما اضطر كثيرا من أهاليها إلى النزوح منها.

وقالوا في عريضتهم: إننا أهالي مجمعي ٩٠٧ و٩١١ بالرفاع الشرقي - الموقعون على العريضة أدناه - نعلن احتجاجنا ورفضنا لمشروع المستشفى الخاص المزمع إنشاؤه على شارع جرادة.

وأضافوا: لقد نما إلى علمنا أن البعض بصدد إنشاء مستشفى في بناية - قيد الإنشاء - تحوي شققا ومحلات تجارية، وتفتقر إلى أبسط مقومات إنشاء مثل هذا المشروع من حيث أنها لا تحتوي على مواقف للسيارات وغيرها من الخدمات فضلا عن وقوعها في وسط البيوت السكنية الأمر الذي سيسبب كثيرا من المشكلات لأهالي المنطقة. وعليه، فإننا نطالب بعدم إنشاء هذا المستشفى في مجمعنا السكني ونرفضه رفضا باتا.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة