الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٨١ - الجمعة ٢٥ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٤ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة

الطريق الصعب إلى كأس اتحاد اليد
الشباب حقق الجانب الصعب بالفوز على باربار والأهلي عبر بسلام نفق الدير





ضرب الشباب والأهلي موعدا للإثارة والندية والحماسة رافعين شعار التحدي في اللقاء الذي سوف يجمع الفريقين على كأس اتحاد اليد وذلك في يوم السبت القادم بعد أن تمكن الأهلي من إقصاء الدير وتمكن الشباب من الإطاحة بالغريم القوي فريق باربار في مباراة تسيدها الشباب منذ البداية ولم يترك لفريق باربار سوى فرصة الملاحقة التي لم يجن ثمارها وخرج الشباب منتصرا متأهلا للمباراة النهائية.

الأهلي يطيح بالدير

التوقعات التي سبقت المباراة كانت تشير بقوة إلى قدرة لاعبي الدير على الفوز في المواجهة الصعبة أمام الأهلي والوصول إلى المباراة النهائية قياسا للإمكانات الفنية والبدنية والذهنية للاعبين وعطفا على تجربة الفريق السابقة في الموسم الماضي وحصوله على بطولة الدوري والكأس وتمثيل مملكة البحرين في بطولة الأندية الخليجية أبطال الكؤوس المرة الأولى في الكويت وجاء في المركز الخامس بين ثمانية فرق خليجية إضافة إلى المستويات المتقدمة التي يقدمها اللاعبون وتمكن الدير من الإطاحة بالنجمة أعطى اللقاء مع الأهلي بعدا آخر وزاد من توقعات فوز الدير.

إلا أن المباراة جاءت بالنسبة للأهلي سهلة بعيدة عن مستوى التحديات على عكس التوقعات والتصريحات التي خرجت من الدير، لعب الأهلي بهدوء طوال فترات اللعب وعمل مبكرا على امتصاص حماسة الدير والتقليل من سرعته ونزع فتيل القوة التي تميز الدير عن الأهلي والمتمثلة في عنصري السرعة في التحول إلى الهجوم والدفاع القوي المتميز بحوائط الصد القوية والحراسة المميزة المتينة بوجود الحارس محمد عبدالحسين وبالفعل استطاع الجهاز الفني تونيك ومساعده الوطني رضا حسين كبح جماح السرعة واللعب بتكتيك اللعب الجماعي في السيطرة على الفردية في أداء الدير الهجومي كما احتفظ الأهلي ببعض الأوراق الناجحة إلى الشوط الثاني حيث كان خيار صادق الضارب القوي مؤجلا حتى موعد الحاجة كما لم يتأخر المدرب في إشراك سلمان طرادة في الوقت الذي تعثر عباس حبيب من دون تعطيل، وسارت عجلة المباراة بهدوء تام لم يتمكن الدير من تعكير صفو التقدم الأهلاوي ساعد ذلك التركيز العالي للاعبي الأهلي من دون الخروج عن النص في الوقت الذي تبعثرت جهود شهاب الدريدي مدرب الدير وغابت اللمسات السحرية عن فريق الدير بالتبديلات غير المقنعة وطريقة اللعب المعروفة للقاصي قبل الداني فيما لم يحتفظ الدير بخيارات التبديل في أساليب الدفاع والضغط القريب على لاعبي الأهلي الذين تفننوا في اللعب وخرجوا بالعلامة الكاملة والتأهل للمباراة النهائية.

الشباب يحقق الصعب

حقق الشباب الجانب الصعب في المعادلة وعكس كل التوقعات التي كانت تشير إلى فوز باربار إلى ما قبل المباراة بدقائق عندما استشرت أحمد الناجم الإداري الناجح بمنتخب كرة اليد الشاطئية الذي أشار من دون تردد إلى أن حظوظ باربار هي الأرجح في الفوز على الشباب وأن باربار الفريق القوي والمرشح للبطولة إلا أن الناجم لم يستبعد فوز الشباب مستندا إلى القول: ان الرياضة ليس لها كبير، من هذا المنطلق بدأ الشباب صراعه المشروع عن بطاقة التأهل وكانت البداية رائعة للشباب عندما تمكن في الدقائق الثماني الأولى من رفع الفارق إلى أربعة أهداف ٥-١ ويجبر الشباب المدرب ظافر صاحب على طلب الوقت المستقطع الأول في المباراة في محاولة لإيقاف زحف الشباب وإعادة باربار إلى أجواء اللعب وبالفعل عاد باربار ولكن لفترة لم تدم وعاد الشباب إلى أجواء الهيمنة والتقدم والبقاء في السقف المريح بفارق ستة أهداف وهي المنطقة التي كان باربار يتحرك من خلالها بتقليص الفارق إلى هدفين ثم يرجع الفارق إلى ستة أهداف من دون انفراج واضح للمشكلة الدفاعية والهجومية على الرغم من المحاولات الجادة للمدرب صاحب ظافر في معالجة الحالة الذهنية الغائبة للاعبين والسعي إلى إبعادهم عن شبح الهزيمة الذي لمسه صاحب ظافر بحسه الفني العالي، وأعتقد أن التغييرات الدائمة في الصفوف وعدم الثبات على تشكيلة فترة زمنية كافية كانا عاملين مساعدين على عدم الانسجام وغياب اللعب الجماعي ومن الجانب الآخر وقع صاحب ظافر المدرب القدير في مشكلة الإصابات التي تعرض لها اللاعب علي عبدالقادر إضافة إلى غياب محمد المقابي ولعب عواد رجب ومحمود عبدالقادر المباراة بينما كانا يعانيان الإصابة.

الشباب كان رائعا أمام باربار

قدم الشباب مستوى عاليا وأداء منتظما ومتوازنا في الجانبين الهجومي والدفاعي وتبديلات عصام عبدالله المدرب الوطني القدير كانت مقننة وفي الوقت المناسب ولم يتأثر الشباب بالإيقافات المتكررة التي واجهت الفريق، كما أن الهدوء والتعامل مع المشكلات الدفاعية التي وضعها باربار في الطريق جاءت مناسبة وخصوصا التحركات من دون كرة والاختراق وتبادل المركز الذي اربك حسابات باربار وسارع إلى الفوز من دون خوف أو استعجال وأشيد بدور الحارس أحمد منصور الذي قام بالجانب الدفاعي ببسالة كبيرة وتصدى في حراسة المرمى للكرات الصعبة والانفراد الصريح أمام المرمى كما كان حال الحارس المبدع تيسير محسن حارس مرمى باربار الذي كان له الدور الكبير في الإبقاء على النتيجة كما هي ولولا براعته لارتفع الفارق إلى الضعف في صالح الشباب.

الشباب وفرص الفوز المتاحة أمام الأهلي

مواجهات الفريقين عادة ما تشهد تفوقا أهلاويا حتى في المرات الثلاث التي وصل فيها الشباب إلى النهائي في مواجهة الأهلي كانت النتيجة أهلاوية نتيجة لفارق الخبرة والتجربة الميدانية إلا أنه مع مرور الوقت ومع تغيير التركيبة من اللاعبين في النادي الأهلي والظروف التي يمر بنفقها الفريق باعتزال البعض وغياب البعض الآخر لظروف وأسباب قهرية مختلفة، في مقابل ذلك نضج الخبرة الشبابية مع التجارب الميدانية وعملية الاحلال المبرمج من قبل المدرب الوطني القدير عصام عبدالله ودخول الشباب إلى مرحلة الاستقرار الفني والمشاركة في بطولات خليجية وعربية أعطت الشباب الفرصة في تقليل فارق الخبرة وأن يكون ندا في المواجهة القادمة، المباراة لن تكون سهلة على الأهلي كما كانت قبل عدة سنوات ومن الصعب في الوقت الحاضر التنبؤ بنتيجتها لأن فرص الفوز متكافئة قياسا إلى نوعية اللاعبين والخبرات والتجارب هذا إذا لم يكن الاستقرار الفني للشباب عاملا مساعدا على ترجيح الكفة.

أوراق الفريق الأهلاوي الفنية

يمتلك الأهلي أوراق اللعب الكاملة بدءا من القيادة الفنية للمدرب الكرواتي تونيك ومساعده الوطني رضا حسين إضافة إلى جهاز إداري محنك بقيادة مجدي ميرزا ونادر الحاجي وفاضل الساري ومن اللاعبين صادق علي صاحب الخبرة الميدانية الناجحة واليد الطولى في انتصارات الأهلي والضارب بيد من حديد لحصون الفرق المنافسة، من أهم أوراق المدرب تونيك وإلى جانب صادق اللاعب علي حسين لاعب مكافح وجريء يجيد التصويبات المباغتة والاختراق وبلوغ المرمى بسرعة التحول ولديه مهارة اللعب والتعاون مع لاعب الدائرة ولديه انسجام تام مع زملائه في الخط الخلفي وإلى جانب ذلك حسين فخر لاعب ذكي يجيد التحركات الذكية الفاعلة من دون كرة وصانع العاب من الدرجة الأولى يستخدم قراءته الذكية في اصطياد الكرات وتحويلها إلى أهداف، محمود الونة يشغل مركز الجناح الأيسر من اللاعبين السريعين والقادرين على تسلم الكرة الأولى من حارس المرمى وتحويلها إلى أهداف، مراوغ ذكي متمكن في مواجهة الرقابة اللصيقة من الدفاع رجلا لرجل، يجيد التسجيل من الأماكن الضيقة الصعبة، سلمان طرادة من اللاعبين الشباب البارزين يمتاز بقصر القائمة والمهارة في التصويب من مركز الجناح الأيمن، سريع التفكير في إيجاد الحلول عند مواجهة المرمى، بديل ناجح للاعب النجم عباس حبيب إضافة إلى الحارس صلاح عبدالجليل السد المنيع أمام الهجمات الشرسة والذراع اليمنى لفريق الأهلي في الفوز في المباريات الصعبة.

أوراق الشباب الفنية

الشباب من الفرق الكبيرة التي أخذت تشق طريقها نحو المنافسة على البطولات في السنوات الأربع أو الخمس الماضية مع تسلم المدرب الوطني القدير عصام عبدالله مهمة الإدارة الفنية وبجانبه المدرب الوطني المساعد عباس السلاطنة وتقف خلف الفريق إدارة متميزة داخل الملعب وخارج الملعب حيث يوجد رئيس نادي الشباب ميرزا أحمد على الدوام في المباريات على مختلف المستويات وتنوع الفئات، ومن داخل الملعب جاسم السلاطنة واحد من اللاعبين المزعجين لفرق الخصوم بقدرته الدفاعية الصلبة ومهارته العالية في التصويب القوي العابر للأذرع الدفاعية إلى سقف المرمى وإلى جانبه اللاعب حسين مكي اللاعب المراوغ والصلب في الجانب الدفاعي ويمتلك الخبرة وعمق التجربة الميدانية على المستويين المحلي والخليجي كلاعب محترف في الدوري القطري إضافة إلى اللاعب مهدي سعد المراوغ الذكي والقادر على تسجيل الأهداف من مركز الجناح الأيسر إضافة إلى استغلال الفرص على الدائرة والتسجيل ببراعة من منطقة العمق إضافة إلى الخبير علي مكي في صناعة اللعب وإدارة الدفة في الأوقات الصعبة وآدم النشيط وتحركاته الذكية لسحب المدافعين وصنع الفرص للتسجيل ولديه المقدرة على التحول السريع من الحالة الدفاعية إلى الهجوم والتسجيل من الهجمات المرتدة، إضافة إلى حسين منصور وجاسم خميس وصادق خميس وغيرهم من اللاعبين القادرين على الإطاحة بالفرق المنافسة، غدا سوف نتحدث عن طرائق اللعب الدفاعية والهجومية للأهلي والشباب ومدى نجاحها ومعرفة آراء المدربين واللاعبين حول اللقاء المرتقب.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة