حرم فريق المنامة منافسه القوي المحرق من التتويج بكأس زين البحرين لكرة السلة للمرة الخامسة في تاريخه وذلك بعد أن انتزع منه الفوز بصعوبة بالغة وبنتيجة ١١٠/١٠٩ في المباراة النهائية الثانية بين الفريقين والتي جمعتهما يوم أمس على صالة اتحاد السلة بأم الحصم وسط حضوراً جماهيرياً هو الأضخم في الموسم.

وبفوز المنامة في مباراة الأمس فقد تبادل الفريقان الفوز بعد أن فاز المحرق في المباراة الأولى بنتيجة ٧٦/٧١ وبذلك سيحتكم إلى المباراة الفاصلة ستقام يوم الأحد القادم وهي التي ستحدد بطل كأس زين البحرين لكرة السلة للموسم الحالي ٢٠١١/٢٠١٢، يذكر أن فريق المنامة هو حامل اللقب ويسعى للمحافظة عليه بينما يعد فريق المحرق هو بطل الكأس في الموسم قبل الماضي وكان على حساب المنامة بعد الاحتكام إلى مباراة فاصلة كما حصل في هذا الموسم.

وشهدت المباراة حضوراً جماهيرياً ضخماً من أنصار ومحبي الفريقين حتى أن الكثير من الجماهير شاهد اللقاء وشجع فريقه من وضع الوقوف نظراً لامتلاء مدرجات الصالة عن بكرة أبيها منذ وقت مبكر، وجلست الجماهير المنامية في المدرج الرئيسي المقابل للمنصة الرئيسية فيما آزرت جماهير المحرق فريقها من خلف مقاعد البدلاء في المدرجين الواقعين على يمين ويسار المنصة الرئيسية التي امتلأت هي الأخرى بالضيوف الشخصيات والمدربين وبعض رؤساء الفرق المحلية.

وقدم الفريقان واحدة من أروع الملاحم السلاوية ربما في تاريخ كرة السلة البحرينية بعد أن كانت المباراة مفتوحة من الطرفين وسط تألق وإبداع النجوم داخل أرضية الملعب، وجاءت القمة مثيرة ورائعة ومتكافئة في نفس الوقت في ظل الندية التي شهدتها جميع فترات اللقاء التي لم يستطيع فيها فريق أن يحكم سيطرته على الآخر، وكانت شهية اللاعبين مفتوحة للتسجيل والدليل أن الفريقان تخطيا حاجز المائة نقطة في المباراة، وأتسم اللقاء بالسرعة الشديدة والإثارة الكبيرة بعد أن استعاد نجوم الفريقين مستوياتهم المعهودة وقدموا عروضهم الشيقة التي أمتعت جميع الحاضرين في الصالة والمشاهدين عبر قناة البحرين الرياضية.

واستمتعت جماهير الفريقين الغفيرة بالرميات الثلاثية حيث كان مجموع الثلاثيات التي سجلت في المباراة ( ٢٦ ) رمية ثلاثية كان نصيب فريق المنامة منها ١٦ ثلاثية فيما سجل لاعبو المحرق ١٠ ثلاثيات، وبرز من المنامة المحترف الأمريكي داريوس رايس الذي سجل ٥ ثلاثيات وحسن نوروز ٤ ثلاثيات ومحمد حسين ٣ ثلاثيات ومحمد حسن ثلاثيتين فيما سجل أحمد عزيز ثلاثية ومحمود غلوم ثلاثية، وفي المحرق تألق في الثلاثيات محمد عبد المجيد ٣ ثلاثيات وبدر عبد الله جاسم ٣ ثلاثيات والسيد كاظم ماجد ثلاثيتين بينما سجل أحمد حسن ثلاثية واحدة وعلي عباس ثلاثية.

بدأ فريق المنامة المباراة بتشكيلة مكونة من أحمد عزيز ومحمود غلوم ومحمد حسن وحسن نوروز والمحترف الأمريكي داريوس رايس فيما دخل فريق المحرق اللقاء بتشكيلة ضمت محمد عبد المجيد وأحمد حسن وأحمد مال الله وبدر عبدالله جاسم والمحترف الأمريكي سي جي، وجاء الربع الأول متكافئاً بين الفريقين وسط اندفاع هجومي على حساب الدفاع حتى انتهى بتعادل الفريقين بنتيجة ٢٥/٢٥، وفرض المنامة أفضليته في بداية الربع الثاني عندما تقدم ٢٩/٢٥ لكن المحرق أدرك التعادل سريعاً، وقام مدرب المنامة الأرجنتيني ريكاردو دانيل بسحب داريوس بسبب سوء أدائه ولعب بتشكيلة محلية تألق منها محمد حسين ( كمبس) بتسجيله ٥ نقاط ليتقدم المنامة ٣٦/٣١، وسجل محمود غلوم ٥ نقاط ليزيد الفارق إلى ١٠ نقاط لصالح المنامة بنتيجة ٤١/٣١، ولم يحافظ المنامة على الفارق في ظل سيطرة سي جي تحت الحلق وتسجيله معظم النقاط لتتقلص النتيجة إلى ٤٦/٤١، ورد درايوس بثلاثية لينتهي الربع الثاني بتقدم المنامة بنتيجة ٤٩/٤٨، وفي الربع الثالث رمى مدربا الفريقان بكل أوراقهما وقد عاد محمد حسن إلى تشكيلة المنامة وسجل ثلاثية سريعة مع دخوله ورد عليه شقيقه أحمد حسين بتسجيله ٥ نقاط، وقدم داريوس أروع مستوياته وسجل أكثر من ثلاثية لكن اختراقات أحمد حسن وبدر عبدالله جاسم إلى جانب تألق سي جي في التسجيل يعيد المحرق إلى أجواء اللقاء، وأستمر حسن نوروز أحد نجوم اللقاء في تألقه في الشق الهجومية وتسجيله العديد من النقاط، وحسم أحمد مال الله بخبرته الربع الثالث للمحرق بنتيجة ٧٩/٧٨ بعد تسجيله نقطتين في الثوان الأخيرة.

الربع الأخير

وقفت الجماهير على أقدامها تراقب العشر دقائق الأخيرة الحاسمة والتي ستحدد مصير الفريقين في نهائي الكأس، جماهير المحرق تنتظر التتويج وجماهير المنامة تحلم بالتأجيل والمباراة الفاصلة، ودخل لاعبو الفريقين بحماس وجدية وقد تبادلوا التسجيل والتقدم، وسجيل محمد عبدالمجيد ثلاثية ليرد عليه محمد حسين ليعود التقدم للمنامة ٨٥/٨٣، وأدرك أحمد مال الله التعادل ٨٩/٨٩، وأستمر محمد حسين في تألقه وسجل ثلاثية أخرى أعطت المنامة التفوق ٩٢/٨٩ لكن رد سي جي جاء بأربع نقاط ليعيد المحرق للتقدم ٩٣/٩٢، وأستمر صراع الثلاثيات المثيرة إذ سجل السيدكاظم ماجد ليرد عليه حسن نوروز، وتقدم المحرق ١٠٠/٩٩ ليتدخل مدرب المنامة ريكاردو ويطلب وقت مستقطع، وسجل داريوس رايس ثلاثيتين منح المنامة الأفضلية ١٠٧/١٠٥ قبل دقيقة ونصف من النهاية، وأدرك المحرق التعادل ١٠٧/١٠٧ عن طريق محمد عبدالمجيد، وكاد داريوس يضيع جهوده قبل ٢٧ ثانية عندما تحصل على رميتين حرتين سجل نقطة منهما ليتكون النتيجة ١٠٨/١٠٧ للمنامة، وجاءت الفرصة للمحرق لتحقيق الفوز لكن سي جي أضاع الكرة بشكل غريب ليحول المنامة الكرة سريعاً إلى محمد حسين الذي بدوره سجل نقطتين قبل ثانية من النهاية ليتقدم المنامة ١١٠/١٠٧ ليدخل احسان كازروني مدير فريق المنامة الملعب متجهاً إلى جماهير فريقه محتفلاً بالفوز ظناً منه أن المباراة قد انتهت فما كان من الحكام إلا احتساب خطأ فني كاد يبكي المناميين إذ حصل المحرق على رميتين حرتين سجلهما محمد عبدالمجيد ليقلص الفارق إلى نقطة ١١٠/١٠٩ وتكون الكرة بعدها بحوزة المحرق، وفشل بدر عبدالله جاسم من تسجيل ثلاثية لتنتهي المباراة بفوز المنامة في اللقاء.

وجاءت نتائج الفترات: ( ٢٥/٢٥)، ( ٢٤/٢٣)، (٢٩/٣١)، ( ٣٢/٣٠)، وكان أفضل المسجلين من المنامة حسن نوروز ٢٨ نقطة وداريوس رايس ٢٧ نقطة ومحمد حسين ١٧ نقطة وأحمد عزيز ١٧ نقطة ومحمد حسن ١١ نقطة ومحمود غلوم ١٠ نقاط، بينما تألق من المحرق سي جي ٣٤ نقطة ومحمد عبدالمجيد ٢٥ نقطة وأحمد حسن ١٧ نقطة وبدر عبدالله جاسم ١٣ نقطة وأحمد مال الله ٩ نقاط.

نجاة: فوز صعب بمجهود اللاعبين

قال أحمد نجاة المدرب المساعد في فريق المنامة لكرة السلة أن الفريقين قدما مباراة كبيرة وكانا يستحقان من خلالها الفوز لكن فريقه أستطاع أن يحسم النتيجة لصالحه بصعوبة ويحقق الفوز الرائع الذي أجل الحسم إلى قمة سلاوية جديدة في المباراة الفاصلة التي ستقام يوم الأحد القادم، وأكد نجاة أن لاعبي المنامة كانت لهم الكلمة داخل الملعب وقدموا مباراة كبيرة، وأضاف: المباراة كانت مفتوحة من بداية الربع الثالث وكانت فيها مهارات اللاعبين هي الفيصل داخل أرضية الملعب، وقال: خبرة اللاعبين حسمت الأمور في الأخير، وبخصوص هداف المنامة اللاعب حسن نوروز أكد نجاة أنه شخصياً طلب من المدرب أن يعطي اللاعب الفرصة في هذه المباراة لأنه يثق بقدراته وبأنه سيكون الورقة الرابحة ضد المحرق، وفعلاً كان نوروز أحد رجال المنامة في المباراة وسجل ٢٨ نقطة منها ٤ رميات ثلاثية.

محمد عبدالمجيد يسجل ٢٥ نقطة

شهد لقاء الأمس بين المنامة والمحرق استعادة صانع ألعاب فريق المحرق محمد عبدالمجيد إلى حاسته التهديفية بعد أن سجل ٢٥ نقطة منها ثلاث رميات ثلاثية، وكان محمد مجيد قد سجل نقطتين فقط في اللقاء الأول، ورغم تألق اللاعب وعودته إلى مستواه الطبيعي إلا أن تألق نجوم المنامة في الجانب المقابل حرم المحرق من التتويج وأعاد المواجهة إلى نقطة الصفر في اللقاء الفاصل.

حضور جماهيري ضخم

غصت صالة اتحاد السلة بأم الحصم بالأعداد الجماهيرية الهائلة التي زحفت من كل صوب لمساندة المنامة والمحرق في المباراة النهائية الثانية لبطولة كأس زين البحرين لكرة السلة، وأضطر الكثير من الجماهير لمشاهدة اللقاء واقفاً بعد امتلاء جميع المدرجات، وكانت جماهير المحرق تؤازر فريقها بحرارة من أجل التتويج بالكأس فيما ساندت جماهير المنامة فريقها من أجل تأجيل الحسم إلى جولة فاصلة، وبقت جماهير الفريقين تشجع حتى بعد انتهاء اللقاء بفوز المنامة بعد رضاها التام على المستوى الذي قدمه اللاعبون في الملحمة السلاوية الرائعة.