برلين - أ ف ب: برهنت الخسارة الثقيلة التي تلقاها المنتخب الألماني لكرة القدم أمام نظيره السويسري بنتيجة ٥-٣ في إطار الاستعدادات لكأس أوروبا ٢٠١٢ مدى تأثير غياب لاعبي نادي بايرن ميونيخ الثمانية على أداء المانشافت. وعنونت صحيفة «بيلد» الألمانية على صفحتها الرئيسية عقب الخسارة «الدفاع كان إطلالا» ووضعت صورة للمدرب يواكيم لوف وهو يضع يده على جبينه والقلق على وجهه. وصرح لوف عقب اللقاء قائلاً: «لم نتوقع نتيجة كتلك.... نحن في مرحلة دقيقة من الاستعدادات وبعد الحصص التدريبية المكثفة التي قمنا بها، افتقدنا إلى التركيز» مشيداً بأداء منتخب سويسرا قائلاً: «لقد كانوا نشيطين ومركزين في المباراة أكثر منا».

من جهة أخرى، يمكن للوف أن يواسي نفسه نظراً الى النتائج التي حققتها المنتخبات الواقعة مع ألمانيا في المجموعة الثانية في البطولة القارية. إذ تعادلت البرتغال سلبياً على أرضها أمام مقدونيا، وتلقت هولندا خسارة بنتيجة ٢-١ أمام ضيفتها بلغاريا، في حين خسرت الدنمارك أمام البرازيل بنتيجة ٣-١. لذا فينتظر تلك المنتخبات تحضيرات كثيرة قبل انطلاق الدور الأول من كأس أوروبا.

وقد تكون هذه الخسارة الأولى أمام المنتخب السويسري منذ عام ١٩٥٦ بنتيجة ٥-٣ هي الأقسى والأصعب في مسيرة المدرب يواكيم لوف مع العلم أن سويسرا كانت خصم ألمانيا في أول مباراة رسمية لها في عام ١٩٠٨. وللمفارقة فان المباراة الأولى التي جمعت المنتخبين انتهت بالنتيجة ذاتها لمصلحة سويسرا وفي مدينة بال أيضا. تجدر الإشارة إلى إنها المرة الأولى التي يتلقى فيها مرمى المانشافت ٥ أهداف منذ المواجهة أمام رومانيا في عام ٢٠٠٤ التي انتهت بنتيجة ٥-١. وتقلق هذه الخسارة أنصار وصيف بطولة نسخة ٢٠٠٨ ولاسيما بعد الهزيمة التي منيوا بها في شهر فبراير الماضي أمام فرنسا بنتيجة ٢-١ في مدينة بريمن الألمانية.

ويبدو أن المدرب الألماني مقتنع تماماً بأن انضمام لاعبي بايرن ميونيخ إلى التشكيلة سيغير الأمور وصرح قائلاً: «لقد غاب بعض اللاعبين الذين يلعبون دوراً أساسياً في تنظيم الفريق. فمع وصول لاعبي بايرن سنعود إلى مستوانا المعهود».

ومن المؤكد انه مع حضور مانويل نوير في حراسة المرمى وفيليب لام وجيروم بواتينغ وهولغر بادشتوبر في خط الدفاع من شأنه أن يحصن الدفاعات الألمانية. ومن المدافعين الذين خاضوا مباراة السبت الفائت، احتفظ مات هاميلز وبير ميرتيساكر بمكانهما في التشكيلة الرسمية للمانشافت. فبعد تعافيه من إصابة غاب على أثرها لفترة طويلة، يعتبر ميرتيساكر منن اللاعبين المفضلين للوف إذ يتمتع بخبرة كبيرة. أما في خط الوسط، فمن شان عودة باستيان شفاينشتايغر وتوني كروس أن تسهم في مساعدة سامي خضيرة في المهام الدفاعية، وفي خط الهجوم يبقى الثنائي مولر-غوميز بجانب كلوزه الخيار الأنسب للوف. ويبقى في النهاية معرفة إلى أي مدى سيتمكن هؤلاء اللاعبون الثمانية من العودة الى المنافسة بعد خيبة الأمل التي تلقوها بعد خسارة نهائي دوري أبطال أوروبا على يد تشيلسي الانجليزي، لأنه بغياب اندفاعهم سيكون صعباً على المانشافت المنافسة على اللقب وهو الذي يعتبر المرشح الأبرز للظفر به بجانب كل من إسبانيا وهولندا.